مواطنون يتجولون بالأقنعة الطبية في وهران!
خلقت حادثة هلاك مواطنين بأنفلونزا خطيرة، لم يحدد بعد نوعها على مستوى المصالح الإستشفائية بوهران، حالة من الرعب والهلع وسط السكان جعلتهم لا يثقون كثيرا في الخطابات الرسمية التي تقلل من هول الفاجعة. وتؤكد أن كل هذه الوفيات لا تعدو أن تكون زكاما حادا وأنفلونزا موسمية، في حين يعرف الجميع أن الأنفلونزا لم تكن تقتل في الجزائر، حسب ما يبينه لنا هذا الاستطلاع الذي أجرته “الشروق”.
دفع تفشي الفيروس المعدي بالعديد من المواطنين إلى الالتزام باحتياطات وقائية مشددة في مقدمتها تحاشي الأماكن العامة من مقاه وأسواق، كما صار البعض يتحاشى حتى المساجد، حيث يذكر في هذا السياق عمي محمد القاطن بحي إيسطو بوهران أنه قرر تأدية صلاته في بيته على الأقل لغاية انتهاء فصل الشتاء، والسبب أنه صار ينزعج من كثرة المصلين الذين يعانون من الأنفلونزا الحادة، وكما قال: “من المفروض أن يمكث المريض بالأنفلونزا في بيته، ولا يعود للمسجد إلا بعد شفائه حتى يتقي الناس شر العدوى، لأن الدين يسر ولا يصح أن يتعمد المرء نقل الداء لإخوانه المسلمين، وهي نفسها النظرية التي وافقه عليها إمام المسجد الذي نصح المصابين بفيروس الأنفلونزا، بالبقاء في منازلهم لغاية تماثلهم للشفاء درءا لاستفحال الداء”
مواطنون لا يتجوَلون بالأماكن العامة إلا بالأقنعة الطبية
من جهتها، فضلت صورية وهي موظفة تقطن بمنطقة سيدي معروف أن ترتدي القناع الطبي كلما صعدت الحافلة لمنع وصول العدوى إليها، وهي العدوى التي تحولت في الفترة الأخيرة إلى بعبع شغل كل الناس، وجعلهم يتجندون لمقاومة الداء خاصة بعد توالي حالات الوفاة الخاصة بالمصابين بالإنفلونزا، وهي نفسها الفكرة التي أشارت إليها صيدلية، حيث أكدت أن الإقبال صار كبيرا على الكمامات الطبية التي توضع على الأنف، وهو ما يؤكد مدى التخوفات الكبيرة من طرف المواطنين من تفشي الداء المعدي لاسيما بالأماكن العامة.
مسافرون يرغمون مصابا على النزول من الحافلة
مجمل المواطنين الذين شملهم، هذا الاستطلاع من طلبة في جامعة محمد بوضياف بوهران، ومواطنين من مستعملي الحافلات والترامواي ورواد المساجد والمقاهي أجمعوا على ضرورة تنوير الرأي العام، بالمعلومات الدقيقة وأكدوا أنهم صاروا لا يثقون كثيرا في تصريحات المسؤولين على الصحة الذين يصنفون دوما تلك الإصابات المشبوهة والقاتلة في خانة العادي جدا، وأنها مجرد أنفلونزا موسمية، كما أن الشخص الذي قد تظهر عليه علامات المرض مثل السعال والعطس صار غير مرغوب فيه، بالأماكن العامة، وفي هذا السياق أكد لطفي وهو طالب جامعي أنه وقف على حادثة غريبة هذه الأيام، حين طالبت مجموعة من الركاب من احد الكهول الذي كان يعاني من نوبة سعال النزول من الحافلة والتوجه للطبيب، خشية انتقال العدوى إليهم.
شاب يصارع الموت بمصلحة الاستعجالات بسبب أنفلونزا خطيرة
رغم هلاك العديد من المرضى آخرهم رعية سورية بإنفلونزا حادة بمستشفى وهران، إلا أن الجهات الوصية على الصحة لا زالت لم تواجه المواطنين بحقيقة ما يجري، لأن رواية الأنفلونزا العادية لم تقنع المواطن، حدث هذا في الوقت الذي لا زال يعاني شاب 24 سنة يقطن ببلدية قديل بمصلحة الاستعجالات الطبية، بعد تحويله قبل يومين من مستشفة المحقن إلى مستشفى بن زرجب، نظرا لحالته الحرجة، حيث أسرت مصادر مؤكدة للشروق أنه يحمل نفس الأعراض التي هلك بها المصابون السابقون، مما سيزيد من غموض الموضوع الذي تحول بولاية وهران حديث الساعة.