“محاربو الصحراء” واللغة الفرنسية
يخشى أن تكون إجادة اللغة الفرنسية ممرّا إجباريا لنيل حظوة الناخب الوطني كريستيان غوركوف وارتداء زي “محاربي الصحراء”.
ذلك أن التبرير الذي قدّمه غوركوف عن عدم توظيف ورقة صانع الألعاب عبد المؤمن جابو والعناصر المحلية – عموما – لا يقنع سوى إبن إقليم بروتاني الفرنسي أستاذ مادة الرياضيات ومن يؤمن بأفكاره وأهليته لتدريب “الخضر”.
ومعلوم أن لاعبي البطولة الوطنية أغلبهم “متسرّب من المدرسة” بالكاد ينطق جملة عربية مفيدة، ويستحيل أن يجيد لغة أجنبية، بإستثناء فئة قليلة جدا تحسب على أصابع اليد الواحدة، والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه. وبالتالي لا يستطيع اللاعب الدولي “المحلي” التواصل مع مدرب فرنسي وتفسير مردوده داخل المستطيل الأخضر أو تصرفاته خارج الميدان، وبالتالي يلقى التهميش.
صحيح أن البطولة الوطنية لم تعد “تنتج” المواهب منذ زمن طويل لأسباب لا يتسع المقام للخوض فيها، ولكن ليس كل لاعب ينشط بالمهجر موهوب وجدير بتقمّص الألوان الوطنية.
في العقد الماضي أقدم محمد الشريف حناشي على إقالة مدرب فرنسي كان يمسك بالزمام الفني لـ “الكناري”، ولما سئل عن السبب، قال ما معناه إن هذا المدرب لم يفد أسرة شبيبة القبائل سوى في أنه أثرى رصيدها اللغوي بمفردات فرنسية جديدة!؟ أما أحدث التقارير الإعلامية الفرنسية بهذا الشأن، فتقول إن رؤساء بلدها الأوروبي وكذا الولايات المتحدة الأمريكية لا يجيدون سوى لغة واحدة وهي اللغة الأم، ويتركون “أغبياء” شعوب العالم الثالث من العرب والأفارقة “يتقاتلون” فيما بينهم حول من هي اللغة العالمية: الإنجليزية أم الفرنسية أم الألمانية؟! ويدافعون بالوكالة عن لغات أسيادهم. رغم أن الشمس واضحة في كبد السماء: “القوي” هو من يصنع اللغة العالمية، ويفرضها على الآخرين قسرا.