عائلة الدركي أمين عياري: “نطالب بالحقيقة.. وتمكيننا من سماع رواية رفاق ابننا”
بعد أيام من حادثة مقتل أحد عناصر الحدود بمنطقة سيدي بوسعيد بمغنية، دهسا من أحد المهربين الناشطين على الحدود الجزائرية المغربية، وكان الضحية حينها في مهمة عمل، تنقلت الشروق اليومي إلى بلدية المشروحة 20 كلم غرب ولاية سوق اهراس، وزارت عائلته المفجوعة بهلاك ابنها محمد أمين عياري.
استقبلنا السيد عماره والد الضحية، في بيت العائلة التي مازالت تستقبل وفود المعزين، من كامل أنحاء الوطن، عمّي عمارة لم يتمكن من حبس دموعه على فراق ابنه البِكر، الذي كان بمثابة صديق يستشيره في كل كبيرة وصغيرة، خاصة وأنه كان ولدا مطيعا، لا يحب أن يرفض طلبا لوالديه أو إغضابهما، كان همّه الوحيد إسعادهما فقط، ويقول عمي عمارة بعدما أجهش باكيا: “العائلة كانت تنتظر قدوم أمين في تلك الأيام، بعد أن أخبرها بأنه قادم يوم الجمعة، وفعلا كان في الموعد، ولكن لدفنه، ولم يكمل عمره 22 سنة، وكان قد التحق بصفوف الدرك الوطني منذ عام ونصف على مستوى منطقة النعامة، ليتم تحويله بعد انتهاء مدة التربص إلى ولاية تلمسان، على بعد أكثر من ألف كيلومتر عن مقر سكناه“.
الوالد كان دائما يرفع من معنويات ابنه، ويحثه على الصبر، على كل متاعب العمل، واختار أمين التضحية، لأنه لا يريد أن يبقى عالة على والديه، أمين –تضيف والدته– كان يحب التجارة، ويخطط لتحقيق أحلام يُحسّن بها وضع أفراد عائلته، يحبّ الخير ويعطف على المساكين والمحتاجين، وتضيف الوالدة بأنها كانت تحسّ بأن ابنها سوف يصيبه مكروه من خلال الحديث الذي جمعها معه هاتفيا، يوما قبل وفاته، خاصة وأنه كان مضطربا في حديثه، وأنهى مكالمته بسرعة على غير العادة.
وطالبت عائلته بمعرفة الحقيقة الكاملة لقضية مقتل ابنها، في ظل تضارب التصريحات، وأضاف الوالدان بأنه لن يهنأ لهما بال، حتى يعرفا الحقيقة، والحديث إلى زملائه الذين كانوا رفقته في فوج العمل في تلك الليلة، لسماع روايتهم، وختم والداه حديثهما إلى الشروق اليومي، بنداء إلى كل من عرف محمد أمين عياري بالدعاء له.