فيغولي: اخترت الجزائر من الصغر ولست نادما أبدا على فرنسا

أكد الدولي الجزائري ولاعب نادي فالنسيا الاسباني، سفيان فيغولي، أن اختياره اللعب للجزائر جاء عن قناعة وحب خالص يكنهما لموطن الأجداد. مشددا على أنه لم يشعر ولو لحظة بالندم على عدم انتظار دعوة الناخب الفرنسي من أجل اللعب لمنتخب الديكة.

وقال فيغولي في الجزء الأول من الحديث المطول الذي خص به مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية، الجمعة، “رغم إنني فرانكو جزائري، بحكم ولادتي بفرنسا والعيش فيها، إلا أنني كنت دوما ومنذ صغري أشعر بأنني جزائري.. والنشيد الوطني يجعلني أحس بشعور خاص جدا، وهو ما لم يحدث لي أبدا عندما استمع للنشيد الفرنسي الذي لا أحس به أبدا”.

 وتابع في رده على سؤال بخصوص الأسباب التي جعلته يختار اللعب لمنتخب الأجداد بالقول:”كنت أتابع المنتخب الجزائري ونتائجه منذ صغري، خاصة في الفترة التي ارتدى فيها بلماضي الألوان الوطنية عندما كان ينشط في فريق مرسيليا، والتي تزامنت مع مرحلة صعبة مر به الخضر. وعندها قررت أن ألعب للجزائر لو تسمح لي الفرصة عندما أكبر لأنها بلدي كوني كنت أشعر دوما أنني جزائري، فضلا عن الشعور الخاص الذي يتملكني في كل مرة استمع للنشيد الوطني”.

 وكان فيغولي صريحا وهو يرد على السؤال بخصوص الثناء الذي جاء من مدرب المنتخب الفرنسي ديدي ديشان وأسفه عن اختياره الجزائر، بقوله:”في الأول يجب الاعتراف أن ديدي ديشان مدرب كبير وله مشوار حافل، أما بالنسبة لي فلم يكن مطروحا أمر المنتخب الذي العب له، فقد كان قراري منذ الصغر هو اللعب للجزائر، وذلك في وقت كان هناك أمامي رمز في قيمة زين الدين زيدان الذي حقق الكثير وبتواضع كبير مع المنتخب الفرنسي، لكن ذلك لم يجعلني أغير موقفي أبدا من الجزائر كونها اختيار القلب”.

 وبتواضع الكبار، قال فيغولي، إنه يتمنى التتويج مع المنتخب الجزائري بلقب كاس أمم إفريقيا أو بلقب مع ناديه فالنسيا الاسباني، على أن يتوّج بجائزة شخصية في شاكلة، أفضل لاعب إفريقي لعام 2014. وذلك عند رده على تساؤل بخصوص شعوره تجاه اختياره ضمن اللاعبين المرشحين لجائزة أفضل لاعب إفريقي للعام. 

أما بخصوص عدم اختياره ضمن قائمة 23 لاعبا المرشحين لجائزة أفضل لاعب في العالم، كان رد الوسيم فيغولي بسيطا، وهو أن التواجد ضمن هذه القائمة يتطلب من اللاعب تحقيق عدد من الأرقام خلال السنة، مثل تسجيله 15 هدفا وتمرير 15 تمريرة حاسمة وما إلى ذلك من الشروط. معتبرا أنه يجتهد مع فريقه فالنسيا والمنتخب الجزائري للوصول إلى تحقيق مثل هذه الأرقام، وذلك رغم اعترافه بتحقيق أرقام محترمة في 2014.

فقير حر في اختياره.. والجزائر نداء القلب

وعن قضية اللاعب نبيل فقير الذي ينشط في صفوف ليون الفرنسي الذي يتردد بشأن الانضمام لكتيبة “المحاربين”، أوضح فيغولي “لا أعرف امكانيات اللاعب لأنني لم أشاهده يلعب بعد، وإذا كان الناخب الوطني غوركوف قد صرح عن إعجابه به، فذلك يعني انه يملك إمكانيات مهمة. المهم سيكون مرحبا به بينا في المنتخب الوطني إن قرر حمل الألوان الوطنية والتي هي أولا وقبل كل شيء اختيار القلب، أما إن رأى أن مصلحته في اللعب للديكة فأتمنى له التوفيق”.

بكيت بعد الإقصاء من المونديال لأنني أدركت أنه حلم وانتهى

وكشف فيغولي السر في بكائه عقب الإقصاء الذي مني به المنتخب الوطني أمام منتخب ألمانيا في الدور ثمن النهائي من مونديال البرازيل بهدفين لهدف بالقول:”لقد كانت مباراة استثنائية، حيث كنا على بعد أصبعين فقط عن المرور إلى الدور المقبل على حساب المنتخب الذي توج لاحقا بلقب كأس العالم. فمنذ صغري كان حلمي أن ألعب المونديال مع المنتخب الجزائري، الأمر الذي تحوّل إلى ضغط علي وأنا أحقق هذا الحلم الذي بات أحسن لحظات في مشواري الكروي. وبالتالي شعرت أن هذا الحلم انتهى، ولكوني شخص يكتم عواطفه كثيرا، لكن في هذا الموقف لم أتمالك نفسي، وانفجرت بالبكاء عند ادراكي أن حلم المونديال انتهى وقد لا أعيشه مرة ثانية في حياتي”.

روراوة أحسن الاختيار بجلب غوركوف بدل حاليلوزيتش

ولدى رده عن سؤال بخصوص الفرق بين الناخب الوطني السابق البوسني وحيد حاليلوزيتش والحالي الفرنسي كريستيان غوركوف، أكد فيغولي ان الفرق بينهما واسع، لأن حاليلوزيتش كان يتدخل في كل صغيرة وكبيرة، بينما غوركوف يحب العمل الجماعي وتوزيع الأدوار بين الجميع ويأخذ القرارات بشكل جماعي. مشيرا إلى أن رئيس الفاف محمد روراوة أحسن الاختيار بجلبه غوركوف الذي له فلسفة رائعة في العمل، من خلال رفعه الضغط الذي كان مفروضا على اللاعبين في زمن حاليلوزيتش.

 وعاد فيغولي للحديث عما حدث له في أول استدعاء وصله من البوسني حاليوزيتش بمناسبة مواجهة غامبيا في شهر فيفري 2012، مؤكدا أنه وضعه تحت ضغط رهيب جدا، من خلال تعمده إبعاده عن المجموعة والحديث معه على انفراد كثيرا. بل إنه كشف أن تصرفات حاليوزيتش جعلته يتساءل هل إن كان أخطأ في الانضمام إلى الخضر، لكن عاد ليؤكد أن تلك الوساويس ذهبت مباشرة بعد دخوله في المباراة وتسجيله أول هدف بألوان الجزائر في أول مباراة يخوضها.