لعبة القط والفأر بين المغرب وحياتو تحّول “كان” 2015 إلى “مسخرة”!!
أضحت نهائيات كأس إفريقيا 2015، مسخرة وأشبه بالمهزلة بعد أن تحولت إلى لعبة “القط والفأر” التي انطلق مسلسلها بين “الكاف” المغرب، منذ أن تقدمت الحكومة المغربية بطلب تأجيل الدورة بحجة فيروس “إيبولا”.
وكانت “الكاف” قد رفضت طلب المغاربة جملة وتفصيلا، في اجتماعها الأخير المنعقد في الرباط، ومنحت السلطات المغربية إلى غاية 8 من الشهر الحالي للرد عليها، إما بإقامة “الكان” في موعده شهر جانفي القادم، أو الانسحاب من التنظيم المنافسة، وانتظار العقوبات الصارمة التي ستسلط عليها، كما هوّنت “الكاف” في بيانها الصادر بتاريخ 3 نوفمبر من حجة “إيبولا”، في رد عنيف عن الحجج “الواهية” التي قدمها المغرب، في محاولة منها لحماية مصالحها، سيما منها الاقتصادية.
وبادرت السلطات المغربية في إعلان الحرب على “الكاف” من خلال شن حملة إعلامية واسعة لدعم موقفها القاضي بتأجيل الدورة إلى جانفي 2016، أو على الأقل إلى جوان 2015، من خلال تصريحات المسؤولين على الكرة المغربية لمختلف وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، وجاءت التصريحات في سياق “قرار المغرب إنساني وبأن البلد جاهز لاستضافة “الكان”، لكن أرواح البشر فوق كل اعتبار”، وإطلاق الإشاعات من خلال التأكيد بأن “الكاف” وافقت على مقترح التأجيل، وهو ما اعتبرته الهيئة الكروية الإفريقية بحد ذاتها مساومة في حقها، سيما وأنها جاءت قبل ثلاثة أشهر فقط عن انطلاق الدورة، ما جعلها ترد عليها في بيان تنفي كل ما يكتب في الصحف المغربية، مشيرة إلى أن “الكاف” لم يسبق لها وأن أجلت دورة من دورات “الكان” ولا تفكر في ذلك، كما باشرت “الكاف” في ربط اتصالاتها ببعض اتحادات الدول المنضوية تحت لوائها، قصد جس نبضها لخلافة المغرب، وفي مقدمتها جنوب إفريقيا والجزائر وغانا، ما جعل المسؤولين المغاربة يشعرون بالخطر، ويتراجعون نسبيا عن موقفهم، إذ خرج وزير الرياضة المغربي محمد أوزين ليؤكد أن “المغرب طلب التأجيل فقط ولن يتخلى عن استضافة المنافسة”.
وأقدمت “الكاف” على دراسة العديد من المقترحات، آخرها تنظيم مشترك لدول شمال إفريقيا للطبعة القادمة من مسابقة كأس إفريقيا للأمم 2015، باستضافة كل بلد من البلدان الأربعة، وهي مصر، الجزائر، تونس، والمغرب، لمجموعة من المجموعات الأربعة، إضافة إلى أن كل بلد يستضيف أيضا مباراة عن ربع النهائي، فيما يسند استضافة نصف النهائي والنهائي لدولتين أحدهما المغرب، حسب ما أكده عمرو شاهين رئيس إدارة التسويق في “الكاف”، وتداولته مختلف المواقع المغربية، أمس، وهو ما يؤكد من جهة أخرى ضعف موقف “الكاف” تجاه الضغوطات التي تواجهها من المغرب، الذي لجأ للمنظمة العالمية للصحة لتبرير موقفه، ويجعل من أكبر منافسة قارية تفقد نكهتها، وهناك مقترحات ومطالب وتهديدات بإلغائها كلية.
ولا تزال الحرب الباردة بين المغرب و”الكاف” قائمة، من خلال الخرجات التي يطل بها كل طرف من يوم لآخر، وآخر هذه الخرجات كانت، أمس، من طرف “الكاف” التي أعلنت عن انطلاق عملية اعتماد للصحفيين الراغبين في تغطية دورة “المغرب 2015”، حيث تواصل ضغطها والإصرار على استضافة المغرب لـ”الكان” دون بلد آخر، رغم أنها منحته إلى غاية يوم غد للفصل في القضية، في قرار يزيد من الضغط على المغرب.