يا عرب.. دافعوا عن مونديال قطر
لم أفهم حقيقة التكالب الأوروبي المتزايد على دولة قطر التي سيكون لها شرف احتضان المونديال الكروي بعد ثماني سنوات، خاصة وأنها اختيرت من طرف الفيفا باعتبارها قدمت ملفا متطابقا أو أكثر لأي بلد يريد احتضان منافسة كروية من حجم هذه المنافسة العالمية، التي يتابعها الملايين في المدرجات والملايير عبر شاشة التلفاز، وأغلب المنتقدين للملف القطري هم الأوروبيون الذين لم يهضموا إلى حد اليوم كيف تمكن بلد عربي من حجم قطر من الفوز بجدارة واستحقاق أمام عمالقة أوروبا، الذين لا يمر يوم واحد إلا وأشهروا سيوفهم وأقلامهم، محاولين التأثير على المجتمع العالمي لإزاحة البلد المسلم من جلب الأنظار إليه، وإبعاده من الخريطة الكروية مثلما فعل الإنجليز الأشد معارضة للمونديال القطري من محو دولة فلسطين من الخريطة العالمية نهاية الأربعينيات.
الخرجات المتتالية للصحف الأوروبية عن عدم قدرة أبناء جلدتنا من إقامة العرس العالمي، بسبب صغر المساحة أو قلة الملاعب أو حتى الحرارة الشديدة، ما هي إلا أسباب واهية لا يتقبلها العقل الكروي، لأن الذين دافعوا يوما في مقر الفيفا عن الملف القطري، واثقون أن ذلك المونديال سيكون أحسن من عرس السامبا والقطريون بإمكانهم أن يبهروا العالم ويقدموا أحسن مونديال في تاريخ اللعبة، وهذا نظرا للإمكانات المادية والعقول البشرية المتوفرة عند إخواننا العرب الذين سيساهمون من دون شك في تطوير اللعبة، خاصة وأنهم وعدوا العالم بأن يبذلوا قصارى جهودهم من أجل أن يكون البلد العربي الوحيد الذي يحتضن منافسة كبيرة قد تنسي العالم كله يوما الانتقادات اللاذعة التي يتعرضون لها.
في ظل الحملة الشرسة التي يتعرض لها القطريون في وسائل الإعلام الغربية واتهامهم بالرشوة للحصول على المونديال، لم أفهم – كوني عربيا من شمال إفريقيا– سكوت العرب وعدم دفاعهم عن الأشقاء القطريين، سواء في وسائل الإعلام، أم حتى السياسيين تاركين “الحرب الإعلامية” تتواصل، والتي قد تطول سنوات ما لم يتحد العرب رياضيا لوقف الحملات المتواصلة والتأثير على عصابة الفيفا محاولين تجريد بلد عربي من دخول التاريخ، وإعطاء دروس في التنظيم والنجاح للعالم.
مثلما أدافع عن الجزائر لاحتضان أي منافسة إقليمية أو قارية وهذا من حقي كوني جزائريا، فإني سأكون مدافعا عن أي بلد عربي يعمل على احتضان أي منافسة دولية بصفتي عربيا، لأن الأوربيين الذين يعملون كل ما في وسعهم لقهر كل ما هو عربي قح.. وتارة بمساعدة العرب أنفسهم، ويعرفون أن البلد العربي الذي أقنع الفيفا وكل أباطرة الكرة سيدفع من خزينته أموالا طائلة لبناء ملاعب وفنادق ووسائل راحة بمقاييس عالمية، قد لا يجدون يومها سوى الثناء على العرب وتمجيدهم وشكرهم لأنهم لم يخيبوا الثقة التي منحهم إياها من يسيرون الكرة العالمية.
قد أجد حتى من العرب من يعارض فكرة المونديال القطري ولكلٍّ أسبابُه، لكن الحقيقة أننا سندافع عن كل ما هو عربي مسلم.. وأعرف أن حرب المونديال القطري ستتواصل والبقاء سيكون للأقوى والأصلح.