-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وينقلب سحر أمريكا على إسرائيل!!

صالح عوض
  • 2908
  • 0
وينقلب سحر أمريكا على إسرائيل!!

التناقض في التصريحات بين كيري وزير خارجية الولايات المتحدة ومسؤولي أحزاب صهيونية بخصوص داعش والحرب عليها وأسباب تناميها.. كما أن الخلافات واضحة بين الطرفين حول أولويات المواجهة. ففي حين ترى الولايات المتحدة الأمريكية أن الأولوية تشير إلى ضرورة محاربة الجماعات المتطرفة المسلحة في العراق وسوريا، تصر قيادة الكيان الصهيوني على أن هذه الحرب لن يستفيد منها إلا إيران التي تسير قدما بمشروعها النووي..

ولن يكون هذا التباين هو الوحيد بل إن هناك أرقا واضحا لدى صناع القرار الأمريكي من مشاغبات القيادة الصهيونية التي تريد ترتيب العالم على حسب مزاجها ورغباتها الضيقة.. ورغم أن الموقف العربي الرسمي لا يمثل أي ضغط على الإدارة الأمريكية والإدارات الغربية بخصوص الوضع الفلسطيني إلا أن تطور الأوضاع داخل كل دولة عربية يشير إلى احتمال تبدل في سياق السياسات الإقليمية. وستجد الولايات المتحدة نفسها تدفع أثمانا باهظة.. حيث يتنامى الحرص داخل الكويت والإمارات وقطر وبعض الأجنحة في المملكة السعودية بتحريك الوسيط العماني لتحسين العلاقة مع إيران وبناء علاقات مصلحة وتفاهم بعد أن أصبح واضحا أن إيران تنتزع موقعا في ترتيب خريطة المنطقة وتجترح دورا أصبح معترفا به.. ولم تحقق العلاقات الصهيونية التي تغنت بها ليفني وسواها من مسؤولي الكيان الصهيوني إلا مزيدا من الخديعة التي سيجد الكيان الصهيوني أنه في ورطة حقيقية جراء طمأنينته إليها.

ما يجري على الأرض أكبر من أن تحيط به سياسة أي طرف من الأطراف. فلقد انفرط العقد وكل الأطراف بمشاربها المختلفة أو المتناقضة ستجد فرصتها في وضع يدها ورجلها في ما يجري من فوضى مبتزة ومنتهزة.. صحيح إن الولايات المتحدة تمتلك الجهاز الأكبر على المستوى الأمني والعسكري وصحيح إنها تتزعم صناعة الموقف الدولي ولكنها لا تزال تتجرع كؤوس المهانة بعد حروب فاشلة خاضتها جيوشها في أفغانستان والعراق وهي إن حاولت الحرب من جديد فإنها ستفتح عليها أبواب التطرف وستمنح التطرف في المنطقة مبررات إضافية..

ولكن هناك وجهة نظر أخرى مقابلة تقول إن كل ما يتم الآن من فوضى وصورة مغرقة في التيه إنما هو ما كانت تبغي الإدارة الأمريكية في شعارها الفوضى الخلاقة لإرباك المنطقة والانتهاء بتجزئتها وضرب مكوناتها الإثنية بعضها ببعضها وهي ما عملت له منذ فترة.. وفي مثل هذه الحالة تحقق الولايات المتحدة مصالحها الاستراتيجية ومنها أمن اسرائيل وتفوقها الاستراتيجي كما تتم عملية نهب النفط وتخفيض أسعاره مما يعني ضرب معدلات النمو في بلدان النفط.

أيا كان الأمر، فإن هناك فوضى على مستوى الرأس في إدارة الصراع ولن تستطيع الإدارة الأمريكية حسم خياراتها بشكل منطقي وسيأخذها الغرور والتسلط إلى مواقع الخسارة الذليلة لجيوشها وسياساتها.. المنطقة لم تعد قابلة للتهدئة وهي ستكون ألغاما مؤقته تلقي بشظاياها في وجه الجيوش الغازية..

صحيح إن هناك عملية تشويه كبيرة تتم لشخصية الأمة وإن هناك أخطاء يرتكبها العقلاء والمحترمون في الأمة وإن هناك تقاعصا عن أداء الواجب من قبل كثيرين وإن هناك روحا جاهلية تتنامى الآن في ثقافة الأمة إلا أن هذا كله سيجد سبيله إلى الزوال لأن الوعي عميق في وجدان الأمة بأن لا خير سيأتي من الأمريكان وأن الأمة واحدة ملعون كل من حاول تفسيخها أو زرع الفتنة في صفوفها.. تولانا الله برحمته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!