فتنة وسط طلبة الجنوب بسبب تحاليل “الملاريا”
أجبرت الإقامات الجامعية في تعليمة جديدة طلبة الجنوب على تقديم شهادة طبية تبين عدم إصابتهم بوباء الملاريا، مقابل حصولهم على غرفة جامعية، وهو نفس الإجراء الذي فرضته الجامعات أيضا على جميع الطلبة الأفارقة، سيما القادمين من بلدان صنفت كبؤر لانتشار هذا المرض.
التعليمة أثارت فتنة وغضبا كبيرين لدى طلبة الجنوب، الذين وصفوها بـ“الشاذة” و“المهينة” في حقهم، مطالبين بتوضيحات من أعلى سلطة في الجامعة، خاصة وأن التعليمة اقتصرت على طلبة الجنوب دون غيرهم من الطلبة الجزائريين، وهذا ما اعتبروه بمثابة “التمييز” و“الإنقاص من قدر طلبة الجنوب“، خاصة بعد جعلهم في صف واحد مع الطلبة الأفارقة.
وقد شرع عدد كبير من طلبة الجنوب في إضراب عن الدراسة بداية من الإقامة الجامعية “محمد الصديق بن يحيى” بقسنطينة، والتي كانت السباقة في نشر هذه التعليمة، وحرمان طلبة الجنوب الذين لم يرفقوا معهم شهادة تبين عدمن إصابتهم بداء الملاريا من الغرفة الجامعية، ما جعل الطلبة يعانون من مواقف حرجة ويشار إليهم بالأصابع، وهذا ما اعتبره طلبة الجنوب إهانة لا يجب السكوت عليها.
ومن جهته، انتقد رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى تمنراست البروفسور آخمو إلياس في تصريح لـ“الشروق” هذه التعليمة، واصفا إياها بالمنافية للقواعد الطبية، “لأن داء الملاريا لا ينتقل من الإنسان إلى الإنسان، بل ينتقل من البعوض الطفيلي إلى الإنسان، وهذا ما يجعل التحاليل الطبية الخاصة بالملاريا بلا فائدة“.
وأضاف المتحدث أن بؤر انتشار الملاريا في الجزائر كثيرة، ويمكن تواجدها في مختلف الولايات وليس مناطق الجنوب فقط، مؤكدا أن عددا كبيرا من الطلبة قصدوا مصلحته للحصول على تحاليل “الملاريا” من أجل حصولهم على غرفة جامعية، وما أثار غصب الطلبة حسبه “العنصرية والجهوية التي مورست ضدهم من طرف إدارة الإقامات الجامعية التي حصرت تحاليل “الملاريا” على طلبة الجنوب دون غيرهم من طلبة المناطق الأخرى، وهذا ما اعتبره الطلبة بمثابة الإنقاص من قدرهم“.
وتحصلت “الشروق” على نسخة من التعليمة الجامعية التي وجهت إلى طلبة بغية تقديمهم لتحاليل طبية تبين خلوهم من فيروس الملاريا، مقابل حصولهم على غرفة جامعية.