300 مغترب لمنح السلة الجزائرية قفزة عملاقة
يكشف “رابح بوعريفي” رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة السلة عن حراك للتكفل بثلاثمائة مغترب ناشئ في فرنسا، ويقدّر أنّ هؤلاء سيكونون في طليعة جيل جديد بإمكانه منح كرتنا البرتقالية قفزة عملاقة، وتجاوز التراجعات التي استنزفت سلتنا منذ نجاح كتيبة فايد بلال في نيل الوصافة الإفريقية في جويلية 2001 والمشاركة في بطولة العالم بأمريكا سنة من بعد.
في حوار خصّ به “الشروق الرياضي”، أبرز بوعريفي سلسلة مشاريع لرسكلة السلة الجزائرية، مدافعا عن قرار سحب منتخب أقل من 18 سنة من بطولة إفريقيا للشباب بمدغشقر، وإذ لا يمنح بوعريفي كبير حظوظ للخضر على الصعيد الأولمبي، فإنّه يتطلع لتحسين التموقع إفريقيا عبر التمركز بين الأربعة أوائل .
تابعوا نص الحوار كاملا فيما يلي :
* بداية، كلام كثير لا زال يثيره ما حدث للمنتخب الوطني (أقل من 18 سنة) في بطولة العرب المقامة بالإسكندرية الشهر الماضي، وحادثة التسمم الجماعي التي طالت الخضر هناك، ماذا حدث بالضبط؟
– أحبّ أن أؤكد على أنّ الأمر خضع للكثير من المبالغة، فالتسمم مسّ لاعبا واحدا فقط، وليس جميع العناصر الوطنية، واللاعب المعني “منير برناوي” لم يكن يعاني من إسهال حاد، كما أنّ التسمم طال برناوي وحده دون سواه، ولا صحة لما تردّد عن تسمم مسّ غيره من اللاعبين.
*(مقاطعا) لكن ماذا بشأن افتقاد الخضر لخدمات طبيب في الإسكندرية ماذا حدث بالضبط، ورفضكم التدخل لإسعاف المتسممين بداعي أنّه (راح الحال)؟
– الأمر وما فيه، أنّ الطبيب الذي كان يفترض أن يرافق البعثة، هو نفسه الذي تنقّل مع نخبة السيدات إلى تربص صربيا، ولم يعد المعني سوى في 13 جويلية الجاري أي 48 ساعة قبل إقلاع منتخب أقل من 18 سنة، لذا استحال استصدار تأشيرة للطبيب إياه، وهو من حال دون تنقله.
بالنسبة لرفضي التدخل، ما قيل مغلوط، فقد جرى الاتصال بي في حدود منتصف الليل وقمنا باللازم مع المتسمم الوحيد الذي لم تكن حالته حرجة كما جرى تصويرها، وليس المتسممين لأنّ منير برناوي هو من تسمّم وحده دون سواه.
* ماذا عن إقامتكم في فندق فخم بعيدا عن اللاعبين الذي جرى الزج بهم في نزل عاد؟
– (متضايقا) لا بدّ أن يعلم الجميع أنّ تكاليف إقامتي في مصر كانت على عاتق الاتحاد العربي لكرة السلة، وليس مثلما أراد البعض تسويقه، فقد اتفقنا مع المنظمين قبل السفر على أن يتحمل الاتحاد العربي كامل النفقات.
* استفهامات كثيرة لا تزال تثار حول سببية سحب شبان تقلّ أعمارهم عن 17 سنة من بطولة إفريقيا للسلة للشباب التي تحتضنها مدغشقر بين الفاتح والعاشر أوت الجاري، سيما وأنّ هؤلاء افتكوا تأشيرة التأهل إلى النهائيات، ووزارة الرياضة مثلها مثل اللجنة الأولمبية ظلت ترافع لتمكين المنتخبات الشبانية من الاحتكاك حتى يمتلكون الجاهزية للهدف الأكبر “أولمبياد 2020″، ما تسويغكم للقضية؟
– أولا المنتخب لم يتأهل إلى النهائيات إلاّ بعد تدخلنا على مستوى الكونفيدرالية الإفريقية لكرة السلة، لأنّ الجزائر حلت ثانية في الدورة التصفوية التي احتضنتها قبل شهرين خلف تونس، وقرار سحب المنتخب إياه فرضه “ضعف مستوى الفريق” وعدم جاهزية اللاعبين، فنحن في الاتحادية خشينا نتيجة كارثية، طالما أنّ منتخب أقل من 18 سنة ليس له المستوى لخوض بطولة إفريقيا، ومشاركة الخضر في موعد قاري كهذا، كانت ستفرز مهزلة جديدة بحكم “محدودية مستوى العناصر الوطنية” وحاجتهم إلى احتكاك وتكوين أكبر مستقبلا.
* (مقاطعا) لكن كيف سيستفيد الشبان من الاحتكاك إذا لم يتم تمكينهم من التنافس؟
– نحن لم نظلم الشبان بما سُمي “حرمانهم” من خوض الاستحقاق الإفريقي، فالمنتخب الحالي “ضعيف” ولا يمكنه مقارعة الأفارقة، أعرف أنّ المدرب هو من أراد فرض الضغط منذ البداية، لكننا مدركون أنّه لم يكن من مصلحتنا اللعب، ودفعنا غرامة أهون من تكبّد هزائم ثقيلة وإنفاق أموال طائلة على سفرية ليس من وراءها طائل، وأسجّل هنا أنّ الوصاية تطالب باحتلال أحد المراتب الثلاثة الأولى، وهو أمر لا نستطيع تحقيقه وغير ممكن مع المنتخب الحالي.
* المراقبون يرون أنّ منتخب أقل من 18 سنة ليس ضعيفا إلى هذا الحد، بدليل تقديمه مستويات مقبولة في بطولة العرب بالإسكندرية..
– دون افتخار أملك 45 سنة في عالم كرة السلة، وأميّز جيدا بين المستوى الجيد ونظيره الرديء، في بطولة العرب لم أكن راضيا البتة عن المردود، فالمنتخب تفوّق بشق الأنفس على ليبيا بعد التمديد (69 – 63) وتغلب على المنتخب السعودي الهزيل (53 – 47)، لكن ضدّ الأقوياء كانت الهزائم ثقيلة: تونس (50- 86)، مصر (أ) (51- 82) كما خسر الشبان أمام مصر (ب) بفارق 21 نقطة.
وحتى تتضح لكم الصورة، أشير إلى أنّ تونس البطلة السابقة حلت تاسعة في آخر بطولة إفريقيا، دون الحديث عن مصر التي تقهقرت أيضا، أمام الصعود السريع للأفارقة الذين يمتلكون عناصر على أعلى مستوى في بطولة نجوم السلة الأمريكية.
تطلع للتموقع بين الأربعة الأوائل إفريقيا
* ماذا فعلتموه إذن للارتقاء بالسلة الجزائرية منذ خلافتكم لبوفنيك على رأس الاتحادية، وما هي خططكم لرفع المستوى العام؟ بعد التراجع الكبير منذ نجاح كتيبة فايد بلال في نيل الوصافة الإفريقية في جويلية 2001 والمشاركة في بطولة العالم بأمريكا سنة من بعد ..
– لا يمكن محاسبتي على فترة الثمانية عشر شهرا، حيث سعيت جاهدا في الفترة الماضية لتقويم القاطرة، وإصلاح راهن الكرة البرتقالية، الآن أطلقنا مخططا واسعا للتكوين والتأهيل رغم افتقارنا للفضاءات اللازمة.
أشير هنا إلى أننا نمتلك ملعبا في ضاحية السويدانية (25 كلم غربي العاصمة) ونسعى لهيكلته وتزويده بالمرافق الضرورية حتى نحوّله إلى قطب كبير يستوعب نخبة السلة فضلا عن أقطاب للتطوير عبر كل منطقة، علما أننا طلبنا من الوزارة الوصية منحنا قاعة تكون تابعة للفيدرالية، ولا زلنا ننتظر الردّ مع الانجاز المرتقب لعديد القاعات على مستوى العاصمة.
نعتزم أيضا تنظيم بطولة شمال إفريقيا في أكتوبر المقبل وكذا بطولة العرب للأندية للأكابر والكبريات، أين نريد فرض مشاركة ناديين جزائريين لتمكين لاعبينا من الاحتكاك، ونبلغكم أنّ الست سنوات المقبلة سنركّز بشكل خاص على التكوين والرسكلة، فإنفاق الأموال على التربصات أكثر جدوى من صرفها على المهازل.
* بالنسبة لأولمبياد 2020، ما الهدف؟
– بصراحة ليس لدينا أي فرصة للتموقع أولمبيا، وهدفنا الرئيس سيبقى التواجد بين الأربعة الأوائل في القارة السمراء.
* هل ستكون كرة السلة معنية ببرنامج “كومندو” الذي أطلقته اللجنة الأولمبية الجزائرية لاستعادة أبطال سابقين ممن تتوفر فيهم الإرادة وضم مزدوجي الجنسية لتدعيم مختلف المنتخبات الوطنية على منوال ما يحدث في كرة القدم؟
– بالفعل، نحن معنيون، وشرعنا فعلا في حراك معمّق للتكفل بثلاثمائة مغترب ناشئ في فرنسا، والأمر يتعلق بنخبة من اللاعبين الصاعدين الذين جرى انتقاءهم بمساعدة من الاتحادية الفرنسية، ونراهن على هؤلاء لكي يكونوا في طليعة جيل جديد بإمكانه منح الكرة البرتقالية الجزائرية قفزة عملاقة.