عز الدين.. شاب يجرّ شاحنة ثقيلة بأسنانه

يعرف بأنه يتمتع بقدرات، ولديه إمكانات مذهلة ومهارات محترفين في الجمباز غير متوافرة عند أغلبية الناس بل حتى عند بعض الرياضيين المتمرسين ويستطيع جر الشاحنات الثقيلة بفمه، لكنه لم يجد من يمسك بيده ويشجعه ويدعمه لإبرازها وإظهارها للعلن. وخشية أن تزول موهبته وتندثر في ورشات البناء بين أكياس الإسمنت والآجر، فضل التوجه إلى مقرّ “الشروق” وكله أمل في التمكن من القيام بعروض جماهيرية والمساهمة في تطويرها أكثر.

سمعنا  الكثير عن الشاب “قوريسي عز الدين” من سكان خميس مليانة ولم نكن نتخيله صغيرا في السن يبلغ من العمر 22 سنة، نحيف الجسم، حتى إننا لم نكد نصدّق أنه بإمكانه جر شاحنة صغيرة أو “404 باشي” محملة بالأثقال. يقول عز الدين: “وُلدت في أسرة فقيرة في خميس مليانة ولاية عين الدفلى، وأنا حاليا أعمل في ورشة بناء بالعاصمة، ورغم هذه الموهبة التي أمتلكها، لكنني لم أستطع القيام بعرض جماهيري سوى مرة واحدة في بلديتي، خاصة وأنها من البلديات الفقيرة في الجزائر ولا تدعِّم الرياضيين”.

وعن طريقة اكتشافه لهذه الموهبة صرح عز الدين قائلاً: “كان ذلك بمحض الصدفة، كنت أبلغ من  العمر السنتين عندما حذرني والدي من سرقة العنب غير أنني تحديته وقمت بعكس ما طلب فربطني في “الدالية”، لففتُ يدي إلى الخلف بطريقة غريبة وفككت وثاقي. ثم كرر والدي ربطي عدة مرات وفي كل مرة كنت أفك الحبال، عندها أدركت أنه بإمكاني أن ألوي ذراعيّ إلى الخلف وأقوم بحركات وفقاً لما يمليه عليّ أي شخص دون أي تدريب أو تعلم وحتى بدون عملية إحماء، كما أنه بوسعي صنع خط مستقيم باستخدام رجليّ، أجر شاحنة صغيرة أو “404 باشي” بحبل يتم وضعُه في فمي فأمسكه بأسناني ثم أبدأ السير”.  

ولما لمس تعجبنا أردف قائلا: “لم أشعر يوما بالألم ولم يحدث إطلاقا أن انكسرت ذراعيَّ”، مستطردا: “وددت  المشاركة في برنامج اكتشاف المواهب “أراب غوت تالنت” لكن قدراتي المادية محدودة جدا بل معدومة لا تسمح لي بالسفر والتنقل إلى لبنان فأنا مجرد عامل بسيط في ورشة بناء”. 

 وختم عز الدين حديثه قائلا: “في المنطقة التي أعيش بها، أي خميس مليانة أو الدائرة المنسية كما نسميها، لا تتوافر الإمكانات المادية ولا القاعات الرياضية، فالفقر السمة الغالبة لسكانها حتى قاعة لرياضة الجمباز غير موجودة، لذا أتمنى من المسؤولين أن يلتفتوا إلينا قليلا ويشجعوا الشباب على تطوير مواهبه. كما أرجو أن أحظى بدعم المسؤولين حتى أتمكن من تعريف العالم بمهارتي”.