كراء فساتين الزفاف يتجاوز 4 ملايين سنتيم
يعتبر فستان الزفاف حلم كل فتاة، حيث لا تستطيع أي عروس الاستغناء عن ارتدائه في ليلة العمر، إلا أن كراءه في هذه الأيام ومع تزايد برْمجة حفلات الزواج في هذا الوقت من السنة، أصبح يشكل عائقا للكثير من المقبلات على دخول القفص الذهبي، حيث بلغت أجرة فستان الزفاف في بعض المحلات التجارية الخاصة ببيع فساتين الأعراس أربعة ملايين سنتيم، وهو المبلغ الذي عجزت الكثيرات عن دفعه، في ظل ارتفاع تكاليف العرس.
هو حلمٌ يراود كل فتاة منذ صغرها، إنه الفستان الأبيض الذي ترتديه العروس ليلة زفافها، هو رمز النقاء والطهارة والعفاف، لذا تجد الفتيات العازبات يحاولن تجريبه قبل الزواج، حالمات بذلك اليوم السعيد الذي يقوم فيه فارس الأحلام بمرافقتهن من بيت العائلة إلى بيت الزوجية. وعند اقتراب اليوم الموعود تبدأ كل فتاة في التحضير لتلك المناسبة التي تعدّ الأهم في حياتها، ويكون شغلها الشاغل وهمها الوحيد، الذي تعمل جاهدة على توفيره مسبقا في قائمة احتياجاتها هو فستان الزفاف، فتطمح كل عروس لأن يكون فستانها الأجمل على الإطلاق، بل وأن تكون أول من ارتدت واحدا مثله من حيث الأناقة والعصرنة، إلا أن الكثيرات اصطدمن بواقع مر حينما قصدن بعض المتاجر لكراء فستان زفافهن، حيث تراوحت أجرة الفساتين بين مليونين وأربعة ملايين سنتيم، لتقوم بارتدائه ليوم واحد، وفي حالة تأخر إرجاعه للمتجر في الوقت المتفق عليه، يطالبك صاحب المحل بدفع غرامة عن اليوم الواحد تقدر بـ1000دج.
أثناء حديثنا إلى بعض الفتيات المقبلات على الزواج، لم نصدق في بادئ الأمر المبالغ الخيالية التي دفعنها مقابل كراء فستان العرس، واعتقدنا أن الأمر يتعلق ببعض المتاجر التي تقوم بعرض سلعة ذات ماركات عالمية، فأردنا التأكد مما سمعناه، لذا قررنا التوجه إلى المركز التجاري “حمزة” بباش جراح الذي يضم مجموعة لابأس بها من المحلات المتخصصة في بيع وكراء فساتين الزفاف، فتفاجأنا بالأسعار الملتهِبة التي تعرفها جل هذه المحلات، سألنا إحدى الفتيات التي كانت برفقة والدتها وهي بصدد السؤال عن سعر كراء أحد الفساتين، فقالت إنها اختارت الأقل سعرا والذي يُقدر ثمنُه بمليون ونصف مليون سنتيم، وأشارت إليه في الواجهة الزجاجية، فكان بسيطا جدا ولم يكن مزركشا كغيره من الفساتين الأخرى، وقد أخبرتنا الفتاة أنها قصدت المتجر في الصباح إلا أن صاحبه نصحها بالعودة في المساء لأنه سيأتي بسلعة جديدة، بما أن أغلب الفساتين كانت محجوزة في الفترة الصباحية منذ أكثر من شهرين، مضيفة أنه لم يتبقّ على يوم زفافها سوى عشرين يوما، وقد أحست براحة لما تمكنت اليوم من حجز هذا الفستان.
انتقلنا إلى متجر آخر فوجدنا إحدى الفتيات في نقاش حاد مع امرأتين، عرفنا فيما بعد أنهما أمها وخالتها، اقتربنا منهن ففهمنا أن “سارة” لم تجد المقاس المناسب لها، في ظل حجز معظم الفساتين من طرف عرائس أخريات، وأخبرتنا أنها ظلت تبحث عن الفستان الملائم لها وكما صوّرته في مخيلتها منذ شهر تقريبا، إلا أنها لم تجد ما كانت تبحث عنه، فاستسلمت للأمر الواقع وأرادت اليوم أن تختار فستانا يناسب قوامها وحسب مقدورها، إلا أنها فوجئت بحجز معظمها ولم تجد مقاسها، كما أن الفساتين المتبقية بلغت أجرتها أربعة ملايين سنتيم وهو ما لا تقدر على دفعه، وقد بدت محدثتنا جد متأثرة، فأخبرتنا والدتها أنها قلقة كثيرا لأنه لا تفصلهم عن يوم العرس إلا خمسة عشر يوما، كما اتهمت “سارة” أصحاب المحلات باستغلال تهافت الناس على إقامة أعراسهم خلال فترة ما بعد رمضان، للزيادة في الأسعار غير آبهين بأصحاب الدخل المحدود، الذين تثقل كاهلهم مصاريف العرس الأخرى.
وبغية معرفة أسباب هذا الارتفاع الرهيب في أسعار كراء فساتين الزفاف، سألنا صاحب المحل الذي برر الأمر بكون أغلب فساتين الزفاف التي يقوم ببيعها أو كرائها تُستورد من تركيا وبعض الدول الأوربية، حتى وإن صُممت في الجزائر، فإن نوعية القماش واللالي والزركشات التي يزين بها الفستان، هي التي تحدد سعره، إضافة إلى مطالبة المصممين بأسعار مرتفعة، لذا يضطر إلى زيادة نسبة معينة، لأنه وبكل بساطة يمتهن التجارة بغرض الربح وليس الخسارة على حد قوله.