السلاحف يدخلون التاريخ .. وعين فكرون تتنفس كرة القدم

أنهى فريق شباب عين فكرون الموسم الكروي 2012 / 2013 بطلا للرابطة الثانية المحترفة بكل جدارة واستحقاق، بشهادة جميع المتتبعين بعد النتائج المحققة من طرف أشبال المدرب نبيل نغيز خلال الموسم المنقضي، رغم الخسارة في الجولة الأخيرة أمام مولودية بجاية بملعب هذا الأخير، كل هذا جعل الأفراح تعلن في مدينة عين فكرون، وجميع معاقلها التي تعشق اللونين الأبيض والأسود، التي مازالت لحد كتابة هذه الأسطر تعيش الأفراح والليالي الملاح، أين أصبح سكان المدينة يتنفسون كرة القدم.

 وقد جاء هذا الانجاز التاريخي بعد عمل كبير من الجميع لاعبين وطاقم فني وإداري وأنصار الذين كانوا سندا قويا لزملاء هداف البطولة قارة أحمد، ودخل أبناء عين فكرون التاريخ من الباب الواسع، وأهدوا اللقب لكل محبي الفريق.

. 

“السلاحف” في ثوب الأبطال في رابع صعود على التوالي  

شباب عين فكرون، هذا الفريق الذي تأسس موسم 1947 كانت له عدة محطات، وبعد عدة مواسم من المعاناة في الأقسام الجهوية، أجمع محيط الفريق على أن هذا الأخير وبأنصاره مكانته مع الكبار، وبعد تخطيط جيد من اصغر رئيس في البطولة حسان بكوش وبقية المسيرين، تم وضع برنامج للمدى الطويل، وتم الاتفاق على ضرورة وضع الفريق في السكة، والسير به إلى الرابطة الأولى خلال 5 سنوات، وبالعمل تمكن الفريق من تحقيق الحلم المسطر في أربع سنوات فقط، وتمكن السلاحف في ظرف قياسي من تحقيق الصعود الرابع على التوالي من الجهوي الأول إلى مابين الرابطات، ومنه إلى القسم الثاني هواة، ومنه إلى الرابطة المحترفة الثانية، قبل تحقيق الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، ومن بين الأمور التي تحسب لشباب عين فكرون، هو أن صعوده إلى القسم الأعلى كان دائما في المركز الأول، وهو إنجاز كبير جدا لهذا النادي الذي أصبح الجميع في عين فكرون لا يتحدث سوى عنه، وما حققه في الأربع سنوات الأخيرة. 

 . 

الاستقرار سر النجاح والجمهور كان اللاعب رقم 12

ومن بين أسرار قوة فريق شباب عين فكرون هذا الموسم هو الاستقرار، خاصة من ناحية الطاقم الفني، أين عمد الرئيس بكوش إلى وضع الثقة في المدرب نغيز، وهو الرهان الذي نجح فيه، كما أن أنصار الشباب كانوا بمثابة اللاعب رقم 12، وساهموا كثيرا في هذا الانجاز التاريخي، بفضل تفانيهم في مساعدة فريقه، وتحليهم بالروح الرياضية طوال الموسم، بشهادة جميع الفرق التي زارت ملعب الإخوة ذببح دمان بعين مليلة.

 . 

بكوش مهندس الإنجاز التاريخي

ولا يختلف اثنان أن مهندس الصعود التاريخي إلى الرابطة الأولى المحترفة هو الرئيس الشاب حسان بكوش، الذي كان ساهرا على كل كبيرة وصغيرة تخص فريقه، واستحق أن يسمى صاحب ملحمة شباب عين فكرون خلال الأربع سنوات الماضية، التي عرفت الصعود التاريخي للفريق من بطولة الجهوي الأول إلى الرابطة الأولى المحترفة، بعد قيادة الفريق للصعود كل موسم، وهو إنجاز سيبقى راسخا في أذهان كل السلاحف، وكانت شخصية وطريقة تفكير وتعامل بكوش مع جميع محيط النادي سر نجاحه وقوة فريقه.

 . 

الشباب لم ينهزم يقواعده طيلة الموسم ولعب 15 مباراة متتالية بدون خسارة

وتعد حصيلة شباب عين فكرون هذا الموسم من ناحية الأرقام جد ايجابية، وهو ما يؤكد قوة وأحقية هذا الفريق بالصعود، حيث إن الشباب لم ينهزم داخل قواعده هذا الموسم، رغم أنه يلعب في ملعب محايد، حيث حقق تعادلين فقط داخل قواعده، أمام ترجي مستغانم واتحاد البليدة وبنتيجة سلبية، وحقق أبناء نغيز سلسلة من النتائج الايجابية، حيث لم ينهزموا طيلة 16 جولة، أي منذ لقاء البيلدة في الذهاب، فيما انهزموا في ثلاث مباريات فقط خارج قواعدهم، أمام ترجي مستغانم ومولودية قسنطينة واتحاد البليدة، وهذا في مرحلة الإياب، أما في الذهاب، فقد انهزم في ثلاث مباريات مع النصرية والبليدة والأربعاء، وهي حصيلة جد إيجابية.

 . 

قارة ومصباح وصاحبي هدافو الفريق

وأنهى كل من قارة ومصباح والشاب صاحبي البطولة كهدافين للفريق الأول بـ17 هدفا والثاني بـ8 أهداف والثالث لاعب الأمال وأصغر لاعب رفقة معنصر بـ6 أهداف، والجدير بالذكر أن اللاعبين المستقدمين في الميركاتو الشتوي منحوا الإضافة للفريق في صورة مصباح، سايح وجيلالي سالم، كما أن الفريق كتب أحرف العديد من الشبان في سجل هذا الانجاز التاريخي في صورة لاعبي الآمال معنصر وصاحبي والحارس الثالث بشاغة وفرجيوي.

 . 

المناجير “حقو”: تتويج شباب عين فكرون مستحق وسيكون له شأن كبير

عبر المناجير “حقو” أحد الأطراف الفعالة الذي يثق فيها الرئيس بكوش كثيرا عن سعادته بهذا الصعود التاريخي إلى الرابطة الأولى المحترفة، والتتويج بلقب البطولة، وأكد أنه تتويج مستحق، وهذا ناتج عن العمل الكبير الذي قام به أعضاء أسرة الشباب، الذين وصفهم بالأبطال والرجال الذين يغارون على فريقهم، وهو سر نجاح هذا الفريق الذي سيكون له شأن كبير مستقبلا، شاكرا اللاعبين والطاقم الفني على المجهودات التي بذلوها، والدور الكبير الذي قدمه السلاحف في كل المباريات التي لعبوها سواء داخل أو خارج القواعد، وروحهم وثقافتهم الرياضية، كما تحدث المناجير عن رئيس الفريق حسان بكوش الذي اعتبره رمزا من رموز الكرة في عين فكرون.

 . 

رئيس شباب عين فكرون: الصعود إلى الرابطة الأولى سيبقى الأغلى في تاريخ الفريق

وعبر الرئيس الشاب حسان بكوش للشروق عن سعادته بهذا الصعود التاريخي إلى الرابطة الأولى المحترفة، والتتويج بلقب البطولة، أين أكد أنه إنجاز تاريخي، وأثنى على جميع من ساهم فيه، وأنه سيبقى الأغلى ـ حسب بكوش ـ في تاريخ شباب عين فكرون منذ تأسيس الفريق عام 1947، وقال بكوش في تصريح للشروق: “يمكن القول إنني أسعد إنسان بتحقيق الصعود والتتويج بلقب الرابطة الثانية المحترفة، وأهديه لكل سكان عين فكرون، ولكل محبي الفريق من قريب ومن بعيد”.

 . 

سأركن للراحة بضعة أيام وسنشرع في التحضير للموسم المقبل

وعن تحضيرات الموسم القادم، والتي تتطلب إمكانات كبيرة، كون الشباب سيواجه تحديات أكبر، أكد بكوش أنه يعلم ذلك جيدا، وأنه حاليا منشغل بأفراح تحقيق الصعود بعد موسم شاق، مشيرا في الوقت ذاته أنه سيركن للراحة لمدة 10 أيام على الأقل، وسيتم الشروع في التحضير للموسم القادم، أين أكد بكوش أنه سيتم تجهيز كل الأمور، وستكون الاستقدامات جد مدروسة، وسيعمل على تشريف المنطقة في الرابطة الأولى أحسن تشريف.

 . 

نغيز مثال للمدرب الشاب الناجح

وناهيك عن الدور الكبير الذي قدمه بكوش وبقية مسيريه في إنجاح مسيرة النادي هذا الموسم، والتي كانت ايجابية على طول الخط، فإن أبرز حلقة في صعود النادي إلى الرابطة الأولى وتتويجها بالبطولة، كانت ببصمة المدرب الشاب، نبيل نغيز، الذي حقق الصعود الثاني على التوالي له مع هذا الفريق، وهو المدرب الذي عمل في صمت وبعيدا عن النجومية، وكان من أكبر مهندسي الصعود التاريخي إلى الرابطة الأولى المحترفة. ويعد نبيل نغيز مثالا للمدرب الشاب الناجح، واستطاع بفضل العمل الكبير المقدم من طرفه، وحنكته في التعامل في المباريات التي كان يدخلها بشعار الفوز ولا غير، وهي الذهنية التي رسخها في أذهان لاعبيه، الذين وصفوه بالأب الروحي لهم، خاصة أن نغيز كان قريبا جدا من شبانه، وأجمع محيط عين فكرون من إدارة وأنصار أن نغيز قدم دورا كبيرا، ومنح الكثير للكرة بعين فكرون، وساهم بشكل كبير في ما حققه أبناء عين فكرون، والحقيقة أن نغيز مدرب كبير رغم صغر سنه، والجميع في عين فكرون يقدرون إنجازاته وتضحياته الكبيرة خلال الموسمين الماضيين، واستحق وصف البطل.

 . 

نغيز: أهدي الصعود إلى الجمهور ورئيس الفريق

وعبر المدرب نغيز نبيل عن سعادته بالصعود التاريخي إلى الرابطة الأولى المحترفة، وبالفوز بلقب هذا الموسم في الرابطة الثانية، مؤكدا أنه جاء ثمرة جهود جميع محيط النادي، من أنصار ولاعبين ومسيرين، وعلى رأسهم الرئيس حسان بكوش: “الذي أهديه هذا الإنجاز بعد الدور الكبير الذي قدمه للفريق، رغم الصعوبات التي واجهها، كما أهدي الصعود إلى أنصارنا الذين كانوا الأروع طيلة الموسم، ويستحقون هذا الإنجاز، ونشكرهم على الدعم الذي قدموه للنادي”، وعن مستقبله في الفريق، أكد نغيز أن عقده انتهى مع الشباب، وحاليا ستنقل إلى إيطاليا لإجراء تربص هناك، وبعدها سيقرر مصيره.

 . 

كابري القائد المثالي الذي أنهى مشواره مع فريق مسقط رأسه

ونحن نتحدث عن إنجازات شباب عين فكرون، فبدون شك لن ننسى الدور الكبير الذي قدمه قائد الفريق، توفيق كابري، الذي قدم الكثير لفريق مسقط رأسه، شباب عين فكرون، والذي أثمر في الأخير بتحقيق صعود تاريخي إلى الرابطة الأولى المحترفة، وأنهى معه مشواره الكروي في السن 39 سنة، وهو الذي كان همزة وصل بين الطاقم الفني وزملائه هذا الموسم، وكان يحظى بتقدير الجميع في أسرة الشباب، وكان بمثابة القائد المثالي بأتم معنى الكلمة، أنصار الشباب ومع إعلان كابري اعتزاله الرسمي في لقاء مولودية باتنة في الجولة ما قبل الأخيرة، تلقى منهم العديد من التكريمات، ليخرج من الباب الواسع، حتى إن هناك من طالبه بمواصلة اللعب، كونه مازال قادرا علةى ذلك.

 . 

كابري: سعيد بهذا الانجاز وأهديه لكل سكان عين فكرون

صرح اللاعب المخضرم، توفيق كابري، أن الانجاز المحقق هذا الموسم هو الأغلى له في مشواره الكروي،  وقال: “أهدي هذا الصعود التاريخي ولقب البطولة لكل سكان عين فكرون”، وعن قرار اعتزاله، أكد كابري أنه لا رجعة فيه، وأنه ترك المشعل للشباب، أين شكر جميع من ساهم في إنجاح اعتزاله، وأكد أنه لن ينسى هذا الموسم على الإطلاق، متشرفا بمساهمته في وضع فريق مسقط رأسه في حظيرة الكبار.

 . 

بن لشطر (مدرب مساعد): صعودنا مستحق وأهديه للسلاحف

“صعودنا كان جد مستحق، والأجمل فيه هو تتويجنا بلقب البطولة، وهو الانجاز الذي جاء نتيجة تضحيات كبيرة من الجميع، وأهدي هذا الصعود إلى كل سكان عين فكرون، الذين تشرفت بالعمل برفقتهم، ولأنصار السلاحف الذين يستحقون هذا الانجاز، نظرا للدعم الكبير الذي قدموه لنا”.

 . 

مرواني (مدرب الحراس): سعيد بهذا الإنجاز وأهديه لأنصارنا

بدوره عبر مدرب الحراس مرواني ياسين عن سعادته بهذا الانجاز التاريخي، مؤكدا أنه إنجاز مستحق، وأن الجميع تعب من أجل ذلك: “والحمد لله، وُفقنا في مهمتنا، وأهدي هذا الصعود لعائلتي، ولكل سكان وأنصار عين فكرون”.

 . 

بن دريدي: هذا الصعود الثاني لي في مشواري وأهديه للسلاحف وللوالدة

من جهته، عبر المدافع الأيسر والمتألق في صفوف السلاحف هذا الموسم، بن دريدي نسيم، عن فرحته بهذا الصعود، والتتويج بلقب البطولة، وأكد أنه جد مستحق، وناتج عن تضحيات كبيرة، وقال نسيم: “أنا جد سعيد بهذا الصعود الذي يعد الثاني لي في مشواري بعد صعودي مع جمعية الخروب، وسيبقى هذا الصعود راسخا في ذهني، وأهديه للسلاحف وللوالدة الكريمة التي لم تبخل علي بالدعاء، وأصبحت مناصرة للسلاحف، كما أهديه لمناجيري الخاص”.

 . 

قارة أحمد هداف الفريق: أطمح لأكون هدافا أيضا في الرابطة الأولى

وعبر هداف الفريق والبطولة، قارة أحمد، عن سعادته لهذا الانجاز التاريخي، والذي أهداه لكل أنصار عين فكرون، وسكان ڤالمة، وأكد أن طموحه سيبقى كبيرا كذلك الموسم القادم، ويتطلع بأن يكون هدافا في الرابطة الأولى، كما كان عليه الحال هذا الموسم في الرابطة الثانية.

 . 

سكان عين فكرون يشكرون سكان عين مليلة على حسن الضيافة والمساندة الدائمة

أصر أنصار وسكان عين فكرون على توجيه رسالة شكر خاصةـ  عبر الشروق ـ إلى سكان وأنصار جمعية عين مليلة، على حسن الضيافة طيلة الموسم الكروي، وعلى المساندة الدائمة من طرفهم، مؤكدين أنهم لن ينسوا وقفتهم إلى جانبهم، ومساهتهم بدورهم في هذا الإنجاز التاريخي.