سامر العيساوي رمز بطولة وعنوان كرامة

على مشارف مدينة القدس، تقع قرية العيسوسة التي تفتخر بابنها سامر العيساوي؛ وهو يخوض معركة “الأمعاء الخاوية”، التي قضى منها 205 يوم، ولايزال اضرابه مستمرا حتى اللحظة.. انه رباط حتى النصر او الموت.

 حُكم الأسير بـ30 عاماً، قضى منها عشرة، ليخرج في صفقة وفاء الأحرار… وقد أُعيد اعتقاله (في جويلية 2012)، ليعلن بعدها إضرابه عن الطعام في الأول من أوت، دفاعاً عن حقه في الحرية، وعن حق إخوانه المعتقلين في الحرية، أو المحاكمات العادلة.

سامر العيساوي، أتم مئتي يوم وزيادة من الإضراب عن الطعام، واتخذ قراره بالتصعيد بوقف تناول الماء، فنُقل على الفور من مستشفى سجن الرملة إلى مستشفى “أساف هاروفيه”.

أفادت شقيقة الأسير سامر العيساوي المحامية شيرين: أن الصليب الأحمر ابلغهم باتصال هاتفي بخطورة وتردي الوضع الصحي للأسير سامر.

وقالت العيساوي في تصريحات لها “الصليب هاتفنا يوم الاثنين في تمام الساعة السادسة واطلعنا على خطورة وتردي الوضع الصحي لشقيقي سامر وأفادنا أن الكلى لدى سامر توقفت عن العمل بشكل كامل، علاوة عن إضرابات في أجهزة الجسم لدى شقيقي، وفقده أوزان من جسده”.

وأوضحت أن شقيقها قد يتعرض نتيجة الإضراب المتواصل وإهمال إدارة السجون حسب تقارير صحية لجلطة دماغية أو توقف قلبه عن العمل بالشكل الطبيعي وهو ما قد يؤدي لوفاته.

أجل هكذا.. تمر الجريمة امام الجميع بلا حراك.. رجل فلسطيني يضرب عن الطعام اكثر من مئتي يوم، لأنه تعرض لاعتقال تعسفي غير مبرر بحسب قوانين الكيان الصهيوني العنصرية.. يتناقص وزنه يوميا وتذوي اعضاؤه شيئا فشيئا والجميع بلا حراك سوى تهديدات من حركة الجهاد الاسلامي بأنها ستكون في حل من التهدئة مع اسرائيل..

من نناشد كي يتحرك لإنقاذ انسان حر شريف من موت بطيء في مشهد تراجيدي صادم؟! من نناشد؟ خطباء المساجد وشيوخ الوعظ والنصح؟ وهؤلاء يؤدون واجبهم بالدعوة لتحرير المسجد الأقصى منذ سقوطه.. أم نناشد المنفلتين من عقال المنطق والواقع حكام العرب والمسلمين بأن يبرقوا إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بضرورة وقف الجريمة؟! أم نناشد جمعيات حقوق الانسان في الغرب والعالم كله لتتحرك علّها توقف الجريمة؟ ام نناشد الدول العربية والاسلامية التي لها علاقات بإسرائيل ان تتحرك لإيقاف الجريمة؟ ام نناشد الفلسطينيين ان لا تلتفتوا لأحد وانطلقوا اخطفوا الجنود الصهاينة وافرضوا على عدوكم شروط القوة؟!

سامر العيسوي ومعه رفاق عظماء في اضرابهم المفتوح.. يحتضر.. وهو يرمق الأفق البعيد، كاشفا اننا في زمن التردي والهوان، يؤكدا ان الموت الشريف أهون مليون مرة من التعاطي مع الواقع الرديء المذل حتى لو كانت السلامة في الأخير.

أجل، إننا نناشد كل من له ضمير وشرف انتماء للإنسانية ان يتحرك بما يستطيع لوقف جريمة بحق الأسرى الفلسطينيين القابضين على جمر الكرامة والحرية..

إن وسائل الإعلام والسفارات ورجال السياسة والفن والمنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان، الكل معني بهذه المناشدة، وكل من موقعه فإن سامر العيساوي يدافع عن كرامة أمة وشرف الإنسان، ويقول هيهات منا الذِّلة.