-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل أخطأ العرب في دعمهم للفلسطينيين؟

صالح عوض
  • 3116
  • 0
هل أخطأ العرب في دعمهم للفلسطينيين؟

لم يتوقف الدعم العربي لفلسطين وللفلسطينيين بالرجال والمال والدعوات والأمنيات بالاستقلال، وانطلقت ملايين العرب تتظاهر وتحتج ضد حكامها وضد الأعداء وأحيانا تتقدم طلائعها للإطاحة بالأنظمة من أجل فلسطين.. وعلى مدار السنوات الطويلة للقضية كان العرب والمسلمون حاضرين لنجدة فلسطين، وأدرك العدو إدراكا عميقا أن فلسطين جزء من هذه الكتلة التاريخية، وكان إذا ما تحرك نحوها بأي أذى فإنه يحسب ألف حساب للكتلة العربية ال الإسلامية.. وتجلى حضور الأمة في أشد اللحظات صعوبة، ولقد قدّم العرب والمسلمون قضية فلسطين عن قضاياهم الخاصة، فكما جاء في استطلاع أخير شمل بلاد العرب كلها أن أكثر من 90 بالمئة من أبناء العرب رأوا في قضية فلسطين قضيتهم الخاصة الأولى..

فهل أخطأ العرب في دعمهم لفلسطين والفلسطينيين؟؟ بالتأكيد لم يخطئوا.. ذلك لأنهم عبروا بما قدموا عن هويتهم وانتمائهم وإحساسهم بخطورة الكيان الصهيوني على أمنهم القومي ومستقبل حياتهم.. ولم يخطئوا لأنهم إنما كانوا يؤدون واجب النصرة لإخوانهم في الدم والدين.

هذا هو الأصل في علاقة العرب بالفلسطينيين دعما متواصلا بشكل رسمي وغير رسمي مكنهم من الصمود في حرب شرسة.. وقبل كثير من العرب أن يجوعوا وأن تصيبهم نوائب الدهر من فقر وعدم إمكانات ولكنهم لم يقبلوا أن يصيب إخوانهم في فلسطين بلاء الجوع والحاجة.

صحيح أن بعض الأنظمة حفاظا على استقرارها واستمرارها وخوفا من الأمريكان والغربيين أدارت ظهرها لفلسطين والفلسطينيين، ولكن ذلك لم يصل إلى الشعوب التي اعتبرت هذا السلوك أحد مبررات الثورة على هذه الأنظمة.. وصحيح أن بعض الأنظمة شنّت هجومات عسكرية على الفلسطينيين ولكن ذلك بقي على مستوى السلطة، وسجل في ملفها الأسود أما العرب فهم دوما مع فلسطين والفلسطينيين.

الآن تمر السلطة الفلسطينية في رام الله باختناق، كما تصرح الجهات المسؤولة في رام الله، حيث بلغت المديونية والعجز أرقاما فلكية بالنسبة للسلطة ويصل العجز إلى حد عدم القدرة على دفع الرواتب.. والقيام بالخدمات المطلوبة.. وهنا لابد من طرح أسئلة حقيقية على رئيس الحكومة فياض.. أين ما كنت تعد به الفلسطينيين بأنك تؤسس لمؤسسات دولة وأنك تهيء الظروف تماما لقيام الدولة؟ أم ترى أن صينية الكنافة الضخمة وصحن الحمص الكبير هما ما أنجزت حكومة الدكتور فياض؟

المهم الآن لابد من التأكيد على أن الغضب الأمريكي واليمين الإسرائيلي هما السبب المباشر في توقف دعم بعض الحكومات العربية للسلطة في رام الله، بعد نشاطها على صعيد الأمم المتحدة.. وأن الموقف الرسمي لبعض الدول العربية يحتاج مراجعة حقيقية لأن التخلي عن فلسطين في لحظات صعبة كهذه يضع في جعبة الجماهير أدوات أكثر مضاءا ضد الحكومات، ويسرع بوتيرة التفجيرات وعدم الاستقرار.

من جهتهم فلابد أن يقوم الفلسطينيون بشطب أبواب للإنفاق وإهدار المال الذي يمارس في قطاعات كبيرة وتركيز المصاريف على المهم والأهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!