-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لم‭ ‬يتبق‭ ‬من‭ ‬أوسلو‭ ‬إلا‭ ‬اسمه

صالح عوض
  • 3550
  • 3
لم‭ ‬يتبق‭ ‬من‭ ‬أوسلو‭ ‬إلا‭ ‬اسمه

من يتابع تصريحات المسئولين الفلسطينيين في هذه الأيام يقطع بأن القوم قد أقلعوا عن حلم أوسلو ولم يبق عندهم منه إلا الذكريات المرة والقاسية.. مسئولون من فتح وآخرون من الجبهة الشعبية وقيادات من م ت ف بالإضافة للمثقفين جميعا وللعلامين بلا استثناء جميعهم يعلن بلا‭ ‬تردد‭ ‬ان‭ ‬أوسلو‭ ‬قد‭ ‬تبخر‭ ‬وانه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬إلا‭ ‬سرابا‭ ‬ظنه‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬ماء‭.‬

لقد كان أوسلو في خارج سياق التاريخ.. لم يكن مصالحة ولم يكن اتفاقية ولا معاهدة.. كان ملغما بنصوص تحتمل التأويلات وفقرات لا تستند إلى نوايا صادقة إنما الى إبطان الخديعة والسوء.. لقد كان أوسلو ضحكة كبيرة على ذقون الفلسطينيين والعرب الذين وافقوا عليه وأمدوه بعمر‭ ‬إضافي‭ ‬عندما‭ ‬راحوا‭ ‬يطلقون‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭.‬

لقد كان الزعيم الفلسطيني المرحوم ياسر عرفات دائم القول ان أوسلو “زفت الطين” وكان يقول: “رضينا بالهم والهم ما رضي بنا”.. كان الفلسطينيون على ثقة بأن الاختلال في ميزان القوى الإقليمي والدولي لا يسمح لهم ان يأخذوا اكثر مما تم التفاهم عليه بالخطوط العامة مع الإسرائيليين في أوسلو.. ولكنهم منذ لحظات التطبيق الأولى اكتشفوا حجم الثغرات التي لغمت الاتفاق وأن أوسلو أعطى اسرائيل كل شيء وأهمها الاعتراف بشرعية وجود اسرائيل على 80 بالمائة من أرض فلسطين.. في حين لم تعترف اسرائيل بشيء إلا بأن م ت ف ممثل للشعب الفلسطيني..

لو فتحنا جردة حساب لأوضاعنا الفلسطينية منذ أوسلو سنحصي ما يفوق الخيال من حجم الاعتداءات الصهيونية على المواطنين والأراضي والمقدسات.. سنجد ان اعتداءات اسرائيل الاستيطانية بلغت ذروتها في ظل أوسلو وان القتل في المدنيين الفلسطينيين بلغ مداه في ظل أوسلو، فمن مخيم‭ ‬جنين‭ ‬إلى‭ ‬قصبة‭ ‬نابلس‭ ‬إلى‭ ‬الحلزون‭ ‬والأمعري‭ ‬ومجزرة‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬التي‭ ‬صبت‭ ‬اسرائيل‭ ‬فيها‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المنضب‭ ‬على‭ ‬رؤوس‭ ‬الغزيين‭.‬

وفي ظل أوسلو ألقي بعشرات آلاف العمال إلى رصيف الحاجة والجوع.. وفي ظل أوسلو أفلست الطبقة الاقتصادية الفلسطينية عندما تم تدمير المنشآت الإنتاجية الفلسطينية ببركات اتفاق باريس الاقتصادي الذي أحكم الخناق على السلطة وعلى المواطن الفلسطيني سواء.

والآن‭ ‬لم‭ ‬يتبق‭ ‬من‭ ‬أوسلو‭ ‬الا‭ ‬الشق‭ ‬الأمني‭ ‬فقط،‭ ‬كما‭ ‬يصرح‭ ‬بذلك‭ ‬أعضاء‭ ‬لجنة‭ ‬مركزية‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬وبقية‭ ‬الفصائل‭.. ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ان‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أقل‭ ‬احتلال‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬تكلفة‭..‬

الآن‭ ‬كثر‭ ‬كلام‭ ‬المسئولين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ضد‭ ‬اتفاق‭ ‬باريس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬واتفاق‭ ‬أوسلو‭ ‬ويزداد‭ ‬التنديد‭ ‬بعمليات‭ ‬التنسيق‭ ‬الأمني‭ ‬التي‭ ‬يصر‭ ‬العدو‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬سوى‭ ‬ان‭ ‬يكونوا‭ ‬خادمين‭ ‬أمنيا‭.‬

الآن يعلن الفلسطينيون أنهم اكتشفوا ان أوسلو لم يكن إلا مصيدة زحزحتهم عن أهداف حقيقية لا يمكن الوصول إليها الا بالتحرك الذي حقق لكل الشعوب انتصارها ولن يكون الفلسطينيون بدعا من الناس، فهم كغيرهم سيجري عليهم قانون الحياة وسنن الانتصار والهزيمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • snaiss farid

    لا اسلو لا واسوء لان العرب اغبياء صدقوا اوسلو ومدريد و اين ريفر وغيرها لا يريدون اخذ حقهم بايديهم يضنون ان اللجنة الرباعية ستخلصهم اسمحولي اخواني في فلسطين انهم اغبا الا غبياء الجهاد الحق او الاستسلام ولا تتقوا في احد خاصة العرب الخونة ثم الى متى تضلون هكذا غنوا يا محمد مبروك عليك فلسطين رجعت ليك

  • saleh

    لقد كان أوسلو في خارج سياق التاريخ.. لم يكن مصالحة ولم يكن اتفاقية ولا معاهدة.. كان ملغما بنصوص تحتمل التأويلات وفقرات لا تستند إلى نوايا صادقة إنما الى إبطان الخديعة والسوء.. لقد كان أوسلو ضحكة كبيرة على ذقون الفلسطينيين والعرب الذين وافقوا عليه وأمدوه بعمر‭ ‬إضافي‭ ‬عندما‭ ‬راحوا‭ ‬يطلقون‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية

  • مسلم جزائري

    وهل تثق أنت في تصريحات مسئولي فتح والجبهة الشعبية وقيادات منظّمة التحرير الفلسطينية؟.
    متى ستقتنع أخي صالح أنّ التّصريحات الإعلاميّة ليست بالضّرورة موافقة للواقع؟.
    محمود عبّاس يتّهم إسرائيل، وإسرائيل تهاجم محمود عبّاس! والكلّ يعلم أنّ إسرائيل لن تجد في دنيا النّاس مثل محمود عبّاس.
    عباس وراء المتراس، يقظ منتبه حساس، منذ سنين الفتح يلمع سيفه ، ويلمع شاربه أيضا، منتظرا محتضنا دفه، بلع السارق ضفة، قلب عباس القرطاس، ضرب الأخماس بالأسداس، بقيت ضفة، لملم عباس ذخيرته والمتراس، ومضى يصقل سيفه...