-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وزراء الزمياطي!

جمال لعلامي
  • 4730
  • 1
وزراء الزمياطي!

عندما يُسحب ديوان الاستشراف من وزارة الاستشراف والإحصائيات، فهذا يُثير علامات استفهام وتعجب، وحين يدشـّن وزير الاستشراف رصيده الوزاري بالطيران إلى “عاصمة المجاعة” للمشاركة في مؤتمر التنمية في إفريقيا، فهذا يثير تساؤلات جدية حول جدوى الاستشراف وأهمية الإحصاء في تغيير الواقع الاقتصادي والاجتماعي للجزائريين!

الحكومة الجديدة تكون قد اقتنعت بأن ديوان الاستشراف أكبر من وزارة الاستشراف نفسها، ولذلك سحبت صلاحياته من الوزارة، أو بالأحرى من الوزير الجديد الذي خلف سابقه المشهود له بالاحتراف، ولا يُستبعد أن يكون السبب وراء هذا القرار، هو قصّ أجنحة الوافد الجديد الذي تكلم كثيرا عن الأرقام فبدأ يجني الأوهام!

إن عقلية التنظير وفلسفة الأشياء والوقائع، لا يُمكنها إلاّ أن تعيّش الجزائريين في الأحلام، وتوكلهم بدل الخبز هواء ملوثا بالثرثرة و”الهدرة” التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وطالما أن “الهدرة باطل”، فقد يجد وزير الاستشراف في أثيوبيا ما لم يجده سابقه المسرّح بإحسان في واشنطن!

إن الاستشراف الذي يسيّر بعقلية “البوزهرون” وضرب خط الرمل و”الزمياطي”، لا يُمكنه أن يتيح الفرصة للحكومة من أجل تصحيح الأخطاء وتمكينها من أن تقرأ “للزمان عقوبة”، لأن أغلب الأرقام المقدمة هي مبنية في الأساس على فنّ التغليط والتضليل، ومتراوحة بين التهويل والتهوين.

لعل السؤال الواجب طرحه: ماذا بقي لوزارة الاستشراف بلا ديوان استشراف؟، بمعنى ما الذي يُمكن لمصلحة الرصد الجوي توقعه دون تمكينها من “ردارات” رصد السحب وتحرّك العواصف الثلجية والرملية في الشتاء والصيف؟

ليس غريبا لو عاقبت الحكومة وزيرها للاستشراف بسحب ديوان الاستشراف من وظائفه، وقد يكون من وراء إرسال الوزير إلى أثيوبيا، عقابا آخر لوزير جديد اعتقد أن الاستشراف يكون بالسباحة ضد التيار الذي تسبح وتسبّح به الحكومات المتعاقبة!

حكاية وزارة الاستشراف، هي الشجرة التي تغطي الغابة، فهناك وزارات بلا أثر وبدون جدوى شعبية ولا سياسية ولا اقتصادية، ولا أثر لها ضمن لعبة التوازنات، وقد وصل إلى استحداث وزارات فارغة، فما الداعي لوزارة استشراف لا تستشرف بانهيار القدرة الشرائية ولا بارتفاع الأسعار، ولا تقدّم حلولا للأزمات الطارئة والمفاجئة، وإذا تنبّأت فإنها تـُعلم الناس بأمطار طوفانية تشاء مشيئة الله أن لا تسقط، ويُستدعى الأئمة إلى صلاة الاستسقاء!

مشكلة بعض الوزراء، أنهم يعتقدون بأن “التغيير” وتحقيق البطولات، يكون بمناطحة الجدران وبدغدغة مشاعر الجماهير وبتكثيف الخرجات الإعلامية غير المحسوبة، وأيضا باستعراض العضلات من دون مناسبة وخارج سيّاج العرض وفترة حملات الماركتينغ والإشهار!

قد يكون من اللائق، تقليص عدد الحقائب الوزارية وتجميع بعضها، وهذا لا هو بالبدعة ولا السابقة، شريطة أن يُطبق هذاالنهج وفق “دراسة جدوى” تعتمد على العقلانية وما ينبغي أن يكون، بعيدا عن التزويق و”الهفّ”، وعندها قد يصبح حضور ملتقى حول التنمية بأثيوبيا، أهم من التوجّه إلى جزر القمر أو “الواق واق” للّهو والزهو المدفوع الأجر من خزينة الدولة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • snaiss farid

    moi je ne tire chapaeu a aucun ministre car il s sont tous faible en la deplomatie barbara un exemp chakib khalil un autre exemple etc autre fois en avez sadik ouyahya ahmed taleb el ibrahimi et dautr avec heux le bled marche comme sur les roulette et nait belkacem et dautr