لن نغادر الميدان ولو طلب منا الرئيس محمد مرسي ذلك
أكد أمس الدكتور محمود خليل، عضو الحملة الرئاسية لمحمد مرسي والقيادي بحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان في مصر أن كل المصادر والمعلومات أكدت منذ أيام على فوز مرسي في الانتخابات. وكشف في حديث مع الشروق من القاهرة عن خلفيات تأخير إعلان النتائج وعن السيناريو المعد في حال زورت النتيجة لصالح الفريق شفيق وغيرها من التفاصيل في هذا الحوار.
إذا كان الدكتور محمد مرسي هو الفائز مثلما تؤكدون، فلماذا كل هذا التأخير في إعلان النتيجة الرسمية؟
الضغوط الغربية المكثفة والمستمرة للإبقاء على حراس أمن إسرائيل من فلول النظام هي السبب الرئيسي في تأخير الإعلان عن النتائج. نحن متأكدون أن الدكتور مرسي هو الرئيس الذي انتخبه الشعب المصري بالأغلبية، لذلك تردد العسكري في الإعلان عن النتيجة التي ستكون حتما ضد رغبة الخارج وأيضا أتباع الرئيس المخلوع. ولو فاز شفيق في الانتخابات لأعلنت اللجنة العليا النتيجة على الفور ودون أي تفكير. إنهم ينتهزون الفرصة للتمكن من طي ملفاتهم في آخر خطوة قانونية ممكنة لهم من خلال ضبط المعادلات مع القوى الغربية وزرع البلبلة والرعب المسبق من أن النظام القادم سيكون انتقاميا إضافة إلى استغلال وسائل الإعلام وغيرها من الوسائل لضمان الخروج الآمن لهم.
ما مدى صحة تفاوض العسكري مع مرسي و شتراط الانسحاب من ميدان التحرير والقبول بالمكمل وحل البرلمان مقابل إعلانه رئيسا؟
نحن في حزب الحرية والعدالة نرحب بأي تفاهم أو تفاوض بين العسكري والدكتور مرسي في ظل مطالب الشعب المستحقة وأهداف الثورة. ولن ننسحب من ميدان التحرير حتى ولو طلب ذلك منا الدكتور مرسي شخصيا عندما يعلن رئيسا حتى تتحقق مطالب الشعب. في الثورة المصرية خرجت كل طوائفنا وأطيافنا من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين لمواجهة الانقلاب. لن نغادر وسنبقى نرددها عاليا “قد يستطيع العسكري حل البرلمان ولكن لن يقدر على حل الشعب”.
هل كان المجلس العسكري سيحل البرلمان لو لم يدخل التيار الإسلامي معركة الرئاسة؟ وما رأيكم في تحالف التيارات الأخرى معكم أخيرا؟
نحن نثمن هذه الخطوة الكريمة من مختلف الفصائل في مصر التي التفت أخيرا واتحدت في جبهة وطنية لحماية الثورة. ونعتب عليهم في نفس الوقت أنهم لم يفعلوا ذلك إلا في الوقت بدل الضائع. ولو جاءت المبادرة في الدور الأول أو قبل الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية لكنا جنبنا الشعب والبلاد هذه الأزمة.
تحدثتم عن ضغوط خارجية في إطار ضمان حماية لإسرائيل، ما هو الخطر الذي قد تشكلونه وانتم قد نفيتم وجود أي نية لمراجعة معاهدة كامب ديفيد؟
يجب أن يعلم العالم أجمع أن كامب ديفيد ورقة حان خريفها، فهي ورقة من شجرة فساد واختلال تم غرسها وتعميق جذورها في المنطقة من خلال النظام السابق الذي جند كل طاقات مصر والإمداد الغربي لتبقى مصر نصف ميتة. الضوء الأخضر يأتي من أمريكا صاحبة حزمة المصالح العليا في المنطقة. فبعد أن فقدت مصالحها في العراق الخليج أصبحت في خطر ولم تبق لها إلا البوابة الشرقية لإسرائيل، خاصة وأن الجيوش العربية جميعا أصبحت شبه محطمة “الجيش السوري والسوداني والخليجي الذي يعتمد بالأساس على أجراء” أدركت الخطر وخططت لحرب استباقية منذ 40 سنة تقريبا من خلال سياسة التفكيك تغذية الصراع الطائفي، وكان أنور السادات قد قالها يوما “أمريكا تملك 99 بالمائة من أوراق اللعبة في المنطقة”، وفترة مبارك لم تكن إلا فترة عمالة.
ما جدوى استخدام مرض مبارك كورقة في هذا التوقيت بالذات حسب ما صرحتم؟ وماذا كان موته سيغير في نتائج الانتخابات؟
لم يدخر النظام البوليسي أو العسكري السابق أي فرصة إلا واستغلها لتصنيع الكذب، فاستغل وسائل الإعلام ووكالات الأنباء، بل حتى عمد “برفع العين” ومخبري القرى لتفكيك الجماعة الوطنية، ولكن كل هذا أصبح مكشوفا وباليا ومدعاة للتنكيت.
كيف ستتعاملون مع سيناريو إعلان الفريق شفيق رئيسا لمصر بدل مرسي؟
هذا سؤال الجميع الآن، نملك التوكل على الله ونملك الشارع المصري الذي فجره غباؤهم، ونملك تشكيل لجان شعبية فورا يمر فيها العسكر باستئذان. نملك جميع النقابات المهنية والاتحادات الطلابية وعليه نحن قادرون على إعلان العصيان المدني ليحكم العسكر نفسه، ولكن دون أن نضر بأمن واستقرار بلدنا الحبيب مصر.