طوابير طويلة أمام الصيدليات بعد الإفطار

تشهد الصيدليات عبر مختلف ولايات الوطن هذه الأيام، إقبالا كبيرا للمواطنين الذين يضطرون في أغلب الأحيان إلى الوقوف لساعات في طوابير طويلة أمام أبواب الصيدليات بغرض اقتناء بعض الأدوية، التي من شأنها التخفيف من ألامهم ومعاناتهم مع مختلف الإصابات والأمراض التي يتعرضون لها جراء الإصابة بالإرهاق أو تناول بعض الأغذية التي لا تتلاءم والجهاز الهضمي لكل شخص، في ظل موجة الحر الشديدة التي تجتاح هذه الأيام أغلب ولايات الوطن، ومدى تأثير ذلك على جسم الإنسان الصائم.

وفي الوقت الذي أرجع فيه الأطباء سبب التوافد الكبير للمواطنين على الصيدليات بعد الإفطار إلى تعرض الكثيرين إلى وعكات صحية بسبب عاملي الحرارة والصيام، مما يدفعهم إلى زيارة الأطباء الذين غالبا ما ينصحونهم بتناول بعض الأدوية والمنشطات، من أجل استعادة توازن الجسم، فيما أرجع بعض الصيادلة سبب تلك الطوابير الطويلة إلى التغييرات المناخية الأخيرة وارتفاع حالات الإصابة بالزكام نتيجة التعرض المستمر للمكيفات الهوائية والمبردات، إضافة إلى ارتفاع حالات الإصابة بالوعكات الصحية المختلفة والمفاجئة لدى المصابين بالأمراض المزمنة، خاصة منهم مرضى الضغط الدموي ومرضى القلب والسكري وغيرهم خاصة في أوساط العجزة والمسنين، ناهيك عن ارتفاع الإصابة بمختلف الجروح والحروق التي يتعرض لها بعض الأشخاص لحظات قليلة قبل الإفطار، خاصة النسوة التي تنقلب عليهن بعض أواني الطبخ الساخنة أو الأطفال الصغار، وإلى ذلك أضاف نفس المصدر بأن إفراط الجزائريين في الأكل أو تناول كميات كبيرة من الماء ومختلف السوائل الأخرى خلال الإفطار بسبب الإحساس بالعطش الشديد الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، يتسبب أيضا في الإصابة بالتخمة وزيارة الطبيب أو تناول بعض العقاقير والأدوية الطبية.

وبين اختلاف الأسباب والآراء تبقى الندرة الحادة في مختلف الأدوية من الأسباب الرئيسية للتوافد الكبير للمواطنين على الصيدليات بعد الإفطار على أمل العثور على أحد الأدوية المطلوبة، خاصة تلك المتعلقة بالمرضى ذوي الأمراض المزمنة، حيث غالبا ما يقدم بعض الصيادلة وعودا متكررة لزبائنهم بتوفير أنواع من الأدوية المصنفة في خانة الأدوية النادرة بعد ساعات الإفطار، بعد جلبها من تونس، لأن العديد من الصيادلة يفضلون العمل ليلا خلال شهر رمضان.