الشبيحة يذبحون 300 سوري بالسكاكين في أفظع مجزرة
مجزرة “التريمسة” تعد الأكثر دموية وبشاعة منذ بداية الثورة في سوريا، فبينما يصر النظام على أنه يقتل الإرهابيين وأن الجيش الحر هو المسؤول عن المجازر لتسريع التدخل الأجنبي، قضى المئات من الأبرياء في ريف دمشق ذبحاً بالسكاكين، ولا تزال عشرات الجثث المحترقة على حافة نهر العاصي في حماة.
أفادت مصادر في المعارضة السورية، بسقوط ما يقرب من 300 قتيل في مختلف أنحاء سوريا أمس الخميس، في “أكثر الأيام دموية”، منذ بدء الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، من بينهم 220 قتيل سقطوا في ؛مجزرة” جديدة، ارتكبتها قوات النظام في ريف حماة، في وقت تعرضت فيه بعض أحياء العاصمة دمشق للقصف لأول مرة من قبل القوات النظامية.
وقالت لجان التنسيق المحلية، أبرز جماعات المعارضة داخل سوريا، إن غالبية ضحايا “مجزرة” حماة سقطوا في قرية “التريمسة”، وذكرت مصادر في المعارضة في مدينة حماة أن شهود عيان بالبلدة أبلغوهم بأن القوات النظامية شنت هجوماً شاملاً على مختلف أنحاء البلدة، مستهدفة عناصر “الجيش السوري الحر”، فيما قامت أعداد كبيرة من الدبابات والآليات العسكرية بمحاصرة البلدة.
وقال ناشطون بالمعارضة، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم خوفاً على حياتهم، إن قوات الجيش النظامي قامت بقصف البلدة بشكل مستمر من الساعة الخامسة من صباح الخميس وحتى الظهر، قبل أن تقتحم دباباته البلدة قديمة.”
وبالإضافة إلى ضحايا “مجزرة التريمسة”، أفادت مصادر المعارضة بسقوط ما يقرب من 80 قتيلاً في أنحاء أخرى من سوريا الخميس، الذي وصف بأنه “أكثر الأيام دموية” منذ بدء الانتفاضة ضد نظام الأسد قبل 16 شهراً، والتي راح ضحيتها ما يزيد على 15 ألف قتيل بحسب تقديرات جماعات المعارضة.
وكانت لجان التنسيق المحلية قد ذكرت في وقت سابق الخميس، أن مناطق في دمشق شهدت سقوط العديد من الجرحى بعد قصف تركز على منطقة البساتين في كفر سوسة، وذلك في تطور هو الأول من نوعه على صعيد العاصمة منذ بداية الثورة السورية ضد نظام الأسد.
من جهتها رأت فرنسا الجمعة أن مقتل 150 شخصا في “التريمسة” بوسط سوريا، يشير إلى “هروب قاتل إلى الأمام يقوم به النظام” داعية مجددا مجلس الأمن الدولي إلى “تحمل مسؤولياته”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو، خلال مؤتمر صحافي أن “هذه المأساة تعكس كم يترتب على الحكومة السورية القيام بخطوة أولى في اتجاه وقف أعمال العنف”.
وأضاف فاليرو أن “هذه الجريمة الجديدة، إذا تأكدت تظهر مرة أخرى هروب قاتل إلى الأمام يقوم به نظام بشار الأسد، ويظهر ضرورة القيام بتحرك قوي في مجلس الأمن الدولي”. وقال “بالطبع على بشار الأسد الرحيل لكي يمكن بدء انتقال سياسي“.
أما دمشق فاتهمت الجمعة “قنوات الإعلام الدموي” و”مجموعات إرهابية مسلحة” بارتكاب أعمال القتل لاستجرار التدخل الخارجي، أما مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان، فأعرب عن “صدمته وروعه” من الأنباء عن “معارك كثيفة” وعن سقوط عدد كبير من الضحايا في قرية التريمسة السورية قرب حماة و”أدان هذه الفظاعات بأشد العبارات”. وفي بيان نشر الجمعة في جنيف، اعتبر مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة، أن ذلك يشكل “انتهاكا لالتزام الحكومة وقف استخدام الأسلحة الثقيلة في أماكن سكنية والتزامها بالنقاط الست لخطة السلام”.
وجاء في البيان “في مواجهة هذا التذكير الجديد بالكابوس والرعب الذي يعيشه المدنيون السوريون” تحدث عنان عن “معارك عنيفة وعدد كبير من الضحايا واستخدام مؤكد لأسلحة ثقيلة مثل المدفعية ودبابات ومروحيات“.
وأوضح أن بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا، مستعدة للتوجه إلى المكان “والتحقق من الوقائع إذا سمحت الظروف بذلك”. وطالب باحترام حرية تنقل هؤلاء المراقبين، وفي دمشق، أعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود، الجمعة، أن المراقبين مستعدون للتوجه إلى “التريمسة” في محافظة حماة حيث أفيد عن مجزرة للتحقق مما حصل.