أكثر من عشرين دولة وأقل من عشرين ذهبية
عندما يعلم المواطن العربي البسيط أن بلدا صغيرا وفقيرا مثل كينيا في حوزته 23 ميدالية ذهبية، وأن أكثر من عشرين بلدا عربيا لم يجمعوا في تاريخهم إلا 19 ميدالية ذهبية فإنه بالتأكيد سيتساءل عن تطبيق الحديث الشريف الذي يطلب من المسلمين أن يُعلموا أولادهم السباحة والرماية وركوب الخيل.
وعندما يعلم أن أمريكا أحرزت أكثر من ثلاثة آلاف ميدالية في تاريخها، فسيعلم أن أموال النفط فعلا أحرقت في أشياء لا تمت للتطور الصناعي والفلاحي والتكنولوجي، والرياضي بصلة. ومن خلال البداية الشاحبة لمعظم الدول العربية في لندن تبدو الحظوظ منعدمة لأجل أن تكون الدول العربية في مرتبة الأمم الرياضية الكبرى، ومازالت مصر هي رائدة العرب في التتويجات الأولمبية بسبب مشاركاتها قبل استقلال معظم الدول العربية، ومع ذلك فإن بلد الثمانين مليون نسمة لم يتمكن من الحصول سوى على سبع ذهبيات، وكانت آخرها في المصارعة في ألعاب أثينا التي ظن المصريون أنها ستعيدهم للحدث العالمي، ولكنهم خابوا في ألعاب بكين ببرونزية وحيدة عن طريق المصارعة النسوية، ولم تحصل مصر في تاريخها سوى على ست ميداليات فضية وتسع برونزيات.
ومازال المغرب في المركز الثاني وتليه الجزائر التي لو واصلت على نهج ما حققته في أطلنطا عندما عادت بأهم زاد من الميداليات ومنها ذهبيتان لتمكنت من الارتقاء إلى القمة عربيا، وانضمت في الدورات الأخيرة الدول الخليجية خاصة بعد تجنيسها لبعض الرياضيين الأفارقة، حيث انضمت لرصيد الميداليات السعودية بميدالية فضية وقطر والبحرين والكويت، وبقيت العراق البلد الكبير بميدالية برونزية واحدة في تاريخه الرياضي الطويل، حيث يعتبر في المركز الثاني من حيث عراقة مشاركته الأولمبية بعد مصر، وهناك دول عربية لم يسبق لها وأن حصلت على أي ميدالية ومنها ليبيا والأردن والسودان، كما لم تحصل جيبوتي سوى على برونزية بفضل ألعاب القوى، وتبقى كل هذه النتائج سيئة جدا بسبب الأموال الطائلة التي وفّرتها الكثير من البلدان وأيضا ابتعاد الدول العربية عن احتضان الألعاب الأولمبية.