الظواهري يحرض تنظيم درودكال على إغراق المنطقة في بحر من الدماء
أشاد القيادي في تنظيم القاعدة أمين الظواهري، بتنظيم “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” الإرهابي الناشط بالجزائر، الذي حول اسمه إلى “تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي”. وقال الظواهري، في تسجيل مصور، بث أمس على شبكة الانترنت، “نبعث برسالة تأييد لكل المجاهدين في أفغانستان وباكستان .. والمغرب الإسلامي، ونحثهم على مزيد من الجهد في قتال الصليبيين وأعوانهم”.
-
وسبق للظواهري، في عام 2008، أن أثنى على التفجيرات العشوائية التي ضربت أماكن عامة بالجزائر العاصمة، وقال عن الضحايا المدنيين يومها “هم في عداد الكافرين مع القوات الحكومية”. كما انتقد بشدة عددا من المراجع الدينية، التي حرمت الأعمال الإرهابية بالجزائر، ومن بينها الشيخ يوسف القرضاوي.
-
ولم تقتصر مشاعر الاستياء التي قوبلت بها تصريحات الظواهري يومها على الشارع الجزائري، فقد تعدتها إلى عموم الدول العربية والإسلامية، بسبب تهجمه على المقاومة الفلسطينية، وإدانته إطلاق صواريخ على مستوطنات إسرائيلية، بدعوى أنها “تقتل الأطفال”. ومعروف أن القاعدة لم يسبق لها تنفيذ عمليات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا ضرب المصالح الإسرائيلية في العالم.
-
من جهة ثانية، نعى الظواهري في التسجيل، زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، الذي قتلته قوة أمريكية خاصة، بباكستان مطلع ماي الفارط، متوعدا بمواصلة “الجهاد”، ومما ورد على لسانه ضمن هذا السياق: “اليوم أمريكا لا تواجه فردا ولا جماعة ولا طائفة، بل أمة منتفضة أفاقت من سباتها في نهضة جهادية”. واستُهل التسجيل بالمقطع الذي يظهر فيه بن لادن مخاطبا أوباما بالقول: “لن تنعم أمريكا بالأمن”.
-
وتعد هذه الخرجة أول ظهور للظواهري بعد مقتل بن لادن. وحمل التسجيل، ومدته 28 دقيقة، اسم “مؤسسة السحاب” الإعلامية المقربة من “القاعدة” من دون أن يحمل ما يدل على تاريخه. وظهر الطبيب المصري، الذي رشحه كثير من المراقبين لخلافة بن لادن، مرتديا عباءة وعمامة بيضاوين، ويضع على يمينه رشاش كلاشنيكوف مزود بقاذفة قنايل يدوية ومن ورائه خلفية بنية غامقة. وأعلن في التسجيل “البيعة” للملا عمر زعيم حركة طالبان الأفغانية. وقال: “نجدد البيعة لأمير المؤمنين الملا عمر ونعاهده على السمع والطاعة”.
-
وأكد الظواهري، صحة الرواية الأمريكية، حول الظروف التي قتل فيها بن لادن، حين قال “لم يستسلم بن لادن حتى آخر رمق من حياته وسط أهله وأبنائه”.
-
وتخللت رسالة الظواهري قصائد شعرية، في رثاء بن لادن وتعداد “مناقبه” وعرض المتحدث إلى أوضاع المنطقة العربية، فحيّا “إسقاط وكلاء أمريكا الفاسدين المفسدين في تونس ومصر وزعزعة كراسيهم في ليبيا واليمن وسوريا”، وعدّ تلك الأحداث ضمن “أربعة حوادث قاصمة” عرفتها أمريكا، حسبه، إلى جانب هجومات11 سبتمبر، التي كنى عنها بـ”الغزوات المباركات”، ووصف منفذيها بـ “النسور الاستشهاديين”. وكذا حربي العراق وأفغانستان.