غاضبون يقتحمون 1000 مسكن اجتماعي في تبسة ويعرضونها للبيع
تحول أول أمس حي الوئام المحاذي للمركب الرياضي 4 مارس بتبسة إلى سوق حقيقية لبيع وشراء المنازل المقتحمة من طرف مئات المواطنين الذين استغلوا الفرصة وحولوا في دقائق الحي الهادئ إلى مكان يشبه أسواق الماشية أيام العيد.
-
“الشروق اليومي” تنقلت الى عين المكان، وشهدت أغرب حالات الفوضى التي لا تصدق، إذ وصل سعر المسكن إلى 4 آلاف د ج، وهو مرشح لمزيد من السقوط إذا رغب من أراد الحصول على مسكن بثمن أقل.
-
القصة بدأت خلال الـ 24 ساعة الماضية عندما اقتحم المئات حي الوئام الذي تتواجد به سكنات من مختلف البرامج، حيث تم في بداية الأمر اقتحام 100 سكن من طرف عائلات تقول أنها في حاجة إلى مأوى، لكن بعد ساعات معدودة تنقلت مجموعات شبانية تتراوح أعمارها بين 16 و30 سنة مدججين بالعصي والهراوات والخناجر والسيوف وتوزعوا على ما بقي من منازل ليصل عدد المنازل المستولى عليها قرابة الـ 300 منزل، ثم تضاعف الرقم وبعدها تقاسم الشباب المستولي على المنازل بكيفية غريبة وتركوا في كل منزل شخصين شديدين، وانصرف البقية إلى ساحات العمارات، حيث بمجرد مشاهدتهم لأي شخص على ملامحه رغبة في الحصول على مسكن يتقدمون إليه عارضين عليه مسكنا للبيع، وبالفعل تمت عملية البيع للكثير من المنازل، حيث بيعت في بداية الأمر منازل من 3 غرف بثمن تراوح بين 4 و6 ملايين سنتيم، لكن مع بدء موعد المغرب بدأ الثمن ينخفض إلى ما دون ذلك وهي الحقيقة التي وقفنا عندها حينما وصلنا الحي، إذ تقدم منا شابان يدرسان بالمتوسط لا تتجاوز أعمارهما الـ 16 سنة وعرضا علينا مسكنا وبالفعل تنقلنا رفقة الطفلين إلى غاية الطابق الثالث، حيث وجدنا بالمنزل شخصين يحملان هراوتين وبعد مناقشات وصل ثمن البيع إلى 4 آلاف د ج.. ومن أجل التخلص من أفراد العصابة، أشعرناهم بأننا سنتوجه إلى السيارة لإحضار المبلغ المتفق عليه، وكان ذلك هو المخرج الوحيد للهروب من أفراد المجموعة.
-
اللافت في عملية المداهمة التي وقعت دون تسجيل حوادث عنف انطلاقا من قانون من وصل إلى المنزل الأول فهو ملكه أن الكثير بدأوا في عملية الطهي والنوم بالمنازل المقتحمة والمركبات متوقفة أمام العمارات والرجال في عملية بحث عن الخبز والحليب وما يحتاجونه لعملية الطهي وهذا في غياب أي محل تجاري قريب من العمارات مما دفع بالكثير إلى التنقل إلى حي 600 سكن وما جاوره للحصول على ما يرغبون فيه للأكل أو الإضاءة، خاصة وأن جل العمارات المقتحمة دون كهرباء، هكذا كان المشهد الأول من مسرحية مثلها أناس في حاجة إلى منازل وعصابات استولوا على منازل، ثم قاموا ببيعها إلى المحتاجين، وانتشرت الظاهرة إلى بلديات أخرى مثل الحويجبات ونقرين والكويف.. ليطرح بذلك أمام السلطات المحلية بالولاية ملف معقد، المخرج منه في الوقت الراهن جد صعب في ظل تأكيد الكثير ممن تحدثت إليهم “الشروق اليومي” عدم مغادرة المنازل المقتحمة بأي صفة كانت، إلا إذا تلقوا وعودا رسمية بحل معاناتهم التي يعود زمنها إلى عشرين سنة خلت.
-
وفي سياق متصل، وفي الوقت الذي كانت فيه وحدات من الحرس الجمهوري تراقب الوضع عن كثب، وعلى أتم الاستعداد لتنفيذ أي قرار يصل من الجهات المعنية علم أن مجموعات أخرى من المواطنين حاولوا اقتحام منازل شاغرة بعمارات بحيي سكا نسكا وطريق عنابة وببلدية الشريعة، لكنهم فشلوا بسبب تواجد رجال الشرطة بعين المكان. وغير بعيد عن عاصمة الولاية فقد بلغت تقارير أن عائلات اقتحمت صباح أمس منازل بكل من بلديات الحمامات وبوخضرة والماء الأبيض وعين الزرقاء ومرسط وبئر العاتر والحويجبات ونقرين والكويف بعدد إجمالي فاق الألف مقتحم بالإضافة إلى 34 سكنا الأولى التي تم اقتحامها ببلدية العقلة و200 مسكن بتبسة ليكون العدد الإجمالي المحتل إلى غاية نهار أمس بمختلف بلديات ولاية تبسة إلى أكثر من 1000 سكن.. وإلى غاية اتخاذ قرار للقضية التي احتلت صدارة الأحداث بولاية تبسة، تحرك في الجهة المقابلة عشرات المواطنين الذين لهم مساكن في إطار البرنامج التساهمي وشددوا الحراسة بجنب رجال الشرطة لإنقاذ المنازل من عملية الاحتلال والتي قد تصل إلى محلات تجارية ومرافق عمومية غير مستغلة.. المواطنون استاءوا من هذا الوضع وطالبوا السلطات تحرير هذه السكنات وتوزيعها في أقرب وقت لمستحقيها.محاولة اقتحام السكنات الاجتماعية بتادمايت بتيزي وزوحاول ليلة أول أمس العشرات من المواطنين اقتحام السكنات الاجتماعية المتواجدة ببلدية تادمايت بولاية تيزي وزو، وحسب مصدر محلي أورد الخبر للشروق اليومي فإن حوالي 30 عائلة قامت بمحاولة اقتحام السكنات التي لم يتم بعد توزيعها، وقد تجمهر العديد من المواطنين أمام مداخل هذه العمارات منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس، حاملين معهم أغراضهم الشخصية والمنزلية، ولكن تدخل قوات الأمن في الوقت المناسب مكّن من منعهم الدخول إلى سكنات ليست ملكا لهم .