عبد الله الأشعل للشروق:الأوضاع في مصر مرشحة للانفجار بصورة أكبر مما حدث في تونس
أثارت الثورة التي قام بها الشعب التونسي ضد النظام السابق العديد من التكهنات حول احتمال انتقال الحالة التونسية إلى عدد من الدول العربية وعلى رأسها مصر والتي تعاني حاليا من أزمة اقتصادية واحتقان طائفي أدت إلى تفجر موجات من العنف والاحتجاجات وفي ظل تلك الاجواء المتوترة التي تمر بها مصر والمنطقة العربية، أدلى د. عبد الله الاشعل مساعد وزير الخارجية بحوار خاص تناول فيه وجهه نظره إزاء تلك التطورات وفيما يلي نص هذا الحوار.
-
هل تتوقعون بإمكانية أن تمتد الأحداث التي شهدتها تونس أخيرا إلى مصر؟
-
هذا الاحتمال قائم. بل إن احتمالات وقوعه في مصر أكبر من تونس لأن معدل التنمية في تونس لم ينخفض إلا في العام الأخير أما في مصر فإن هناك خمسة ملفات تهدد بتفجير الوضع الداخلي:
-
1 ـ الأزمة الاقتصادية الخانقة وزيادة معدلات البطالة وانتشار الفساد والمحسوبية مما أدى إلى تفاوت رهيب في الدخول فهناك طبقة بالغة الثراء تمتلك معظم الثروات وطبقة أخرى تعيش تحت خط الفقر.
-
2 ـ عدم وجود ديموقراطية حقيقية وهو ما تجلى في الانتخابات الأخيرة والتي شهدت تزويرا واسعا لإقصاء قوى المعارضة الرئيسية.
-
3 ـ سعي النظام المصري إلى تمرير ملف التوريث المرفوض من المعارضة وجموع الشعب.
-
4 ـ الفشل في معالجة موضوع الفتنة الطائفية مما أدى إلى زيادة الاحتقان بين المسلمين والأقباط.
-
5 ـ تراجع دور مصر القومي ما أدى إلى انفصال جنوب السودان عن شماله الذي لعبت فيه مصر دورا كبيرا والذي سوف يؤثر بدورة على ملف المياه وهو عصب الحياة في مصر.
-
ألا ترى أن ما حدث في مصر والمنطقة العربية يندرج في إطار المخطط الصهيوني لتفكيك الوطن العربي؟
-
بالقطع فهناك مخطط صهيوني معروف ومنشور لإقامة شرق أوسط كبير لتحقيق الحلم اليهودي الكبير، ويندرج في إطار هذا المخطط تقسيم العالم العربي إلى دويلات ومن بينها مصر إلى ثلاث دويلات، دولة مسلمة في الشمال، ودوله مسيحية في الجنوب، ودولة في النوبة، وإذا لم تعالج مصر الملفات الخمس التي سبق ذكرها سوف ينفجر الوضع في مصر بين المسلمين والمسيحيين و بين الأغنياء والفقراء.
-
كيف تفسرون رفض بعض الدول الكبرى مثل فرنسا، استقبال الرئيس التونسي، رغم الصداقة التي جمعته بساركوزي، في الوقت الذي استقبلته المملكة العربية السعودية؟
-
فرنسا لا تريد أن تخسر الشعب التونسي لإرضاء بن علي ولعله يكون درسا للحكام العرب، فالأنظمة الغربية لا تسعى إلا إلى مصالحها فقط ولن تكترث بخدمات هؤلاء الحكام، ولعل درس شاه إيران أيضا شاهد على ذلك، فعلى الرغم من أنه كان رجل أمريكا الأول في الشرق الأوسط إلا أنها تخلت عنه بعد قيام الثورة الإيرانية بل ورفضت حتى علاجه على أراضيها من مرض السرطان، أما بالنسبة للسعودية فإنني لم أفهم استضافتها للفاسد بن علي وهي التي تطبق الشريعة الإسلامية.
-
وما هي وجهة نظركم في سبل الخروج من هذا المأزق؟
-
أنصح القيادة السياسية بتشكيل حكومة إنقاذ وطني من خارج الحزب الحاكم تتكون من عناصر وطنية من خارجه مهمتها إخراج البلاد من المستنقع الذي تمر به حاليا.
-
ما هي وجهه نظركم من مخاطر انفصال جنوب السودان عن شماله على الأمن القومي العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة؟
-
انفصال الجنوب هو ثمرة تخطيط أمريكي صهيوني لا يستهدف فقط تفتيت السودان بل ستنقل تلك العدوى إلى باقي الدول العربية، واتضحت تلك المؤامرة عندما أعلن نائب رئيس حكومة جنوب السودان ونائب رئيس حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان أن الدولة الجديدة ستنفتح على كل الدول بما فيها إسرائيل، وتسعى إسرائيل من خلال الاستثمار الهادئ إلى السيطرة على الجنوب والتأثير على حصة مصر من المياه.
-
ولكن وزير الري المصري أكد أن حصة مصر من المياه لن تتأثر بانفصال الجنوب؟
-
هذه التصريحات جاءت لتلطيف الأجواء وتدعو للسخرية فهناك خطورة على حصة مصر المائية وسوف تثبت الأيام ذلك.