-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دمشق تعود للحضن العربي رغم معارضة الرباط

إقرار بوجاهة الموقف الجزائري وصفعة جديدة للمخزن

محمد مسلم
  • 9275
  • 0
إقرار بوجاهة الموقف الجزائري وصفعة جديدة للمخزن
أرشيف

حاول نظام المخزن المغربي يائسا، ركوب موجة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، متعلقا بجلباب المملكة العربية السعودية، في محاولة لطمس الجهود الجزائرية التي كانت السباقة للدعوة لاحتضان دمشق، بعد نحو 12 سنة من الإبعاد في قرار افتقد إلى الإجماع العربي.
ووافق وزراء خارجية الدول العربية في اجتماع استثنائي لهم في القاهرة، الأحد السابع من ماي 2023، على عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، جمال رشدي، إنّ “الجامعة العربية تبنّت قرار عودة سوريا لمقعدها”.
وبعدما كان النظام المغربي من أشد المعارضين لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، مدفوعا بالحقد على دمشق بسبب مواقفها الداعمة لحقوق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، سارع وزير خارجية المخزن، ناصر بوريطة، إلى مباركة قرار العودة مكرها، وهو يقف على العزلة التي واجهها داخل أروقة الجامعة بالقاهرة، بتصفيق وزراء خارجية مختلف الدول العربية على هذا القرار، الذي يعزز من فرض حضور الرئيس السوري، بشار الأشد القمة العربية المرتقبة في العاصمة السعودية الرياض، يوم 19 من الشهر الجاري.
واللافت في الأمر، هو أن نظام المخزن المغربي الذي ملأ الدنيا ضجيجا وصخبا، رفضا لأي قرار بعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، بداعي استمرار وجود مبررات تعليق عضويتها، إلا أنه لم يتجرأ على مواجهة القرار العربي، والتزم بدخول الصف مكرها، مخافة من أن تجرفه الأحداث المتسارعة، منذ أن قررت المملكة العربية السعودية التضحية به، بتطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإيرانية، بوساطة ناجحة للصين، دونما حتى ترضية للرباط، التي كثيرا ما قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، ترضية للمملكة السعودية وتزلفا لدول الخليج، التي كانت بعضها إلى وقت قصير، ممولة صفقات تسليحها في إطار سباقها مع الجزائر على هذا الصعيد.
وقد ألمح رئيس دبلوماسية نظام المخزن المغربي إلى أن استسلام الرباط لقرار إعادة دمشق إلى موقعها في الجامعة العربية، إنما جاء خوفا من غضب سعودي، وقال بوريطة في كلمة له في الجلسة الخاصة بالملف السوري خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، “إن الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية في هذا الاتجاه، من منطلق أن الخير لا يأتي بالفرقة والانقسام بل بالوحدة والتكامل، سيجعل من قمة جدة المقبلة قمة حقيقية للم الشمل العربي”.
وخانت وزير خارجية المخزن الجرأة والشجاعة، ليعترف ولو من باب الإشارة، بالجهود التي قامت بها الجزائر من أجل إعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، قبل القمة العربية الأخيرة التي احتضنتها الجزائر في الفاتح من نوفمبر المنصرم، قبل أن تعتذر دمشق عن المشاركة في الأخير خوفا من تفجير تلك القمة، ورفعا للحرج على الجزائر أيضا.
ولا يوجد أي تمثيل دبلوماسي مغربي في سوريا منذ أن أقدمت الرباط على قطع علاقاتها الدبلوماسية معها في العام 2012، على عكس بقية بلدان جوارها في المنطقة المغاربية، فالجزائر وموريتانيا لم تتأثر علاقاتهما الدبلوماسية مع دمشق، كما أن تونس استعادت تبادل السفراء مع كبرى دول الشام، وهو ما يؤكد انهيار الإستراتيجية الدبلوماسية للنظام المغربي في إدارة علاقاته مع أشقائه العرب.
وتتداول شبكات التواصل الاجتماعي فيديو مثير لوزير الخارجية المغربي الأسبق، سعد الدين العثماني، قبل أن يصبح رئيسا للحكومة، وهو ينتقد النظام السوري في تعاطيه مع المتظاهرين، ليرد عليه ممثل سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بسام الجعفري، أمام ممثلي دول العالم في الهيئة الأممية، بتصريحات قاسية، دعا من خلالها نظام المخزن إلى إلغاء الطقوس الملكية البالية، التي تفرض على الشعب المغربي الركوع للملك وتقبيل يديه، قبل أن يدعوه إلى تمكين الشعب الصحراوي من حقوقه.
وتشكل عودة سوريا إلى الجامعة العربية انتكاسة للدبلوماسية المغربية التي فقدت معالمها في السنوات القليلة الأخيرة، ولا سيما بعدما قررت بيع الأرض والعرض في ديسمبر 2020، عندما وقعت على وثيقة الخيانة والتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، مقابل وعود زائفة من دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، بعد انتهاء عهدته الانتخابية، في مشهد ضحك من خلاله نظام المخزن على ذقون الشعب المغربي المغلوب على أمره.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!