-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الأولياء مدعوون إلى تحمل مسؤولياتهم

الأطفال والمراهقون في مقدمة ضحايا الدراجات النارية

سمير مخربش
  • 832
  • 0
الأطفال والمراهقون في مقدمة ضحايا الدراجات النارية

عادت الدراجات النارية بولاية سطيف إلى صنع المآسي ورفع وتيرة المغامرات التي تنتهي في غالب الأحيان بتوابيت، وإعلانات وفاة تملأ الجدران.

أصحاب العجلتين في بعض الأحيان يسيرون على عجلة واحدة في مغامرات أضحت معهودة مع استعراضات الموت التي تشهدها الطرقات داخل وخارج المدن. ورغم التحذيرات والتنبيهات والحملات إلا أن هناك فئة من الشباب قطعت العهد مع عجلات الموت، ومجازفات الطرقات بحثا عن نشوة إثبات الذات.

فحسب حصيلة الشرطة بولاية سطيف تم حجز 442 دراجة نارية في ظرف أقل من شهر لمخالفة أصحابها لقوانين المرور وأما مصالح الحماية المدنية فقد سجلت خلال الأسبوع الأخير 7 حوادث مرور للدراجات النارية وحدها خلقت مقتل شاب يبلغ من العمر 21 سنة لقي حتفه في حادث اصطدام لدراجته النارية بسيارة سياحية بحي جرمان بالعلمة على الطريق الوطني رقم 77.

وخلفت هذه الحوادث 6 إصابات خطيرة وكل المصابين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة ما يعني أن الظاهرة امتدت الى الأطفال بعدما كانت مقتصرة على الشباب. فالطفل اليوم لا يتردد في ركوب الدراجة النارية والتنقل بها حتى خارج المدينة ومزاحمة السيارات والشاحنات في مشاهد مرعبة. بينما يقوم بعض الشبان باصطحاب الأطفال على متن دراجاتهم النارية وتعليقهم على ظهورهم والتلاعب بحياتهم عبر الطرقات.

وبما أن موسم الاصطياف انطلق لدى البعض قبل الأوان بدأت هذه الدراجات تشد الرحال نحو شواطئ بجاية وجيجل، وهي الظاهرة التي تزداد حدتهما مع نهاية كل أسبوع فتجد مواكب للدراجات النارية تجوب منعرجات عموشة وتيزي نبشار وخراطة وسوق الاثنين، وفي كل دراجة أكثر من راكب وأغلبيتهم لا يحترمون قوانين المرور ويفضلون المجازفة في المنعرجات دون استعمال الخوذة.

ويبدأ حينها مهرجان الذهاب والإياب مع إطلاق الأصوات المرعبة للدراجات، ولكل واحد تخيلاته وأفكاره المستوحاة من أفلام الأكشن المحفوفة بالمخاطرة. ومثل هذه المشاهد ألفناها من بعض المراهقين الذي يحبذون الاستعراض في الطرقات بدراجات نارية مختلفة الأنواع والأحجام والبداية تكون بالسير على عجلة واحدة والمجازفة بالتجاوز في المنعرجات والتمايل بين السيارات والتقاطع معها في أحلك الظروف، فتكون البداية بمجازفة وحركة بسيطة تتطور الى مأساة وتابوت وبكاء وندم. وأسوأ ما في القضية أن الضحايا دوما من المراهقين والأطفال الذي يحرقون أكباد ذويهم مع كل قطرة بنزين تنفثها الدراجة.

هذه المغامرات بلغت أوجها بولاية سطيف التي شهدت سابقا أحد أغرب وأطرف وأخطر حادث مرور للدراجات النارية في الجزائر إن لم نقل في العالم وكان ذلك حادث اصطدام دراجتين ناريتين ببلدية عمومشة شمال ولاية سطيف خلف 3 قتلى في مشهد مفزع للغاية، فمن النادر أن تصطدم دراجتين ناريتين في طريق واسع وكأن الأرض ضاقت بهاتين المركبتين فكانت الحصيلة نادرة تضم دراجتين وثلاثة قتلى.

هي ظاهرة دراماتيكية يُحمّل البعض مسؤوليتها إلى الأولياء الذين يشترون لأطفالهم دراجات نارية تفوق سنهم، ويتركونهم تحت رحمة عجلتين تسيران نحو المجهول. والحقيقة اليوم أن كل والد يهدي ابنه دراجة نارية عليه ألا ينسى أن يشتري معها الكفن لأن تلك الهدية من عائلة التوابيت التي لا يراها الأب إلا عندما يُحمل ابنه على الأكتاف، وحينها يدرك قيمة تلك الهدية المسمومة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!