المحامون يجمعون على إدانة حركة “الماك” الإرهابية

استمرت، الأحد، بمحكمة الجنايات الابتدائية للدار البيضاء، مرافعة المحامين المتأسسين للدفاع عن المتهمين البالغ عددهم 102 موقوف، حيث ركزوا عموما على الفيديوهات التي سبق أن عرضت، صبيحة السبت، داخل جلسة المحاكمة، عبر شاشة متوسطة الحجم بتقنية الفار المستعملة في مباريات كرة القدم، ليجد دفاع بعض المتهمين، ثغرات يمكن الاستفادة منها في تبرئة موكليهم.
وقال بعض المحامين، إن هذه الفيديوهات لا تبين بدقة من الذي قام بقتل الضحية جمال بن سماعين، كما أن ظهور بعض المتهمين في هذه الفيديوهات كان بداعي الفضول، فيما يتواجد حسبهم، آخرون يمكن أن يكون لديهم ضلوع في القضية، استطاعوا أن يفلتوا من التحقيق.
وأكد الدفاع عن المتهمين، أن الأشخاص الذين كانوا متواجدين في مقر الشرطة لا يقل عددهم عن 500 شخص، “فهل كلهم متواجدون أمام المحاكمة؟”. ورمى محامون، من هيئة الدفاع عن المتهمين، كرة الاتهام إلى ملعب المتسبب الأول في التحريض والحشد، والذي قد يكون له علاقة مباشرة مع حركة “المالك”.
وقال محامون من الدفاع، إن هناك عددا كبيرا للمتهمين، ولكن “أين القاتل؟”، وإن أغلب الذين تجمهروا واحتشدوا كانوا في حالة هستيريا، وفيما يتعلق بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، أثار دفاع المتهمين عن الجريمة، نقطة قانونية تتعلق بالجثث، عند التنكيل بها، والقيام بذبحها، مثلما فعل المتهم “و.ايدير”، حينما أقدم على قطع رأس جمال بن اسماعين وهو متفحم، حيث أكد الدفاع أن القتل العمدي لا يتعلق بجثث، ويمكن تطبيق المادة 153 من قانون العقوبات التي تنص على أن كل من دنس أو شوه جثة أو وقع منه عليها أي عمل من الأعمال الوحشية يعاقب بالحبس من سنتين إلى 5 سنوات وغرامة مالية 500 دج إلى 2000 دج.
وقال بعض المحامين، لدى مرافعتهم، الأحد، لصالح بعض المتهمين، إن موكليهم مروا فقط بمسرح الجريمة، وكان سبب إدانتهم الفضول، وإن الفيديوهات لا تظهر بوضوح من قام بطعن جمال بن اسماعين داخل “الفيتو” سيارة الشرطة، ومن الذي تسبب في فراقه للحياة.
وأوضح دفاع المتهم “ح. مقران” الذي حمل لوحة ترقيم سيارة “كليو كومبيس”، أن موكله حينها لم يكن يقصد التحريض ضد الضحية بل كان يريد أن يؤكد أن للسيارة لوحة ترقيم وقد سقطت.
وأما دفاع المتهم “ش.ل”، فأكد أن موكله أستاذ الشريعة الإسلامية، ونائب مدير ثانوية بالأربعاء ناث ايراثن، وقد كانت له دراسة حول حوار الأديان، وشارك في عدة محاضرات ولقاءات حول التسامح وقبول الآخر، وقد كان خطؤه “ستوري” على “الفايسبوك”، لفيديو التقطه أمام جثة جمال المتفحمة، قائلا إن موكله شعر بالذنب وسلّم نفسه بعدها لمصالح الأمن.
وتحجج دفاع بعض المتهمين، بعدم تأسيس شهود وضحايا ضد موكليهم، في هذا الملف الذي يحتاج حسبهم، إلى مزيد من التحقيق، لكشف بعض الملابسات حول قضية جمال بن اسماعين التي كانت سابقة في الجزائر، جرت وقائعها يوم 11 أوت 2021، تزامنا مع الحرائق المهولة المتسببة في الخسائر المادية والبشرية.