كميات كبيرة من مياه الأمطار بالعاصمة ضاعت في البالوعات

شهدت العاصمة تهاطل كميات معتبرة من الأمطار خلال الفترة الماضية، أغلبها بلعتها مختلف البالوعات المتواجدة عبر الأحياء والطرقات، فيما ذهبت البقية إلى الأودية ومن ثم ملاقاتها من طرف البحر، دون أن تستفيد العاصمة من مياه الغيث رغم الأزمة المائية التي تتخبط فيها منذ السنوات الأخيرة بسبب الجفاف الذي ميز المنطقة لأكثر من 3 سنوات وما رافقها من انخفاض محسوس في منسوب السدود القريبة من عاصمة البلاد التي تتطلب أوضاعها حسب المختصين في مجال الري، التفكير في كيفية إيجاد استراتيجية لاستغلال تكتل المياه الضائعة.

وحسب آراء العارفين بالقطاع، فإن مياه الأمطار التي تهاطلت بكميات معتبرة طيلة هذا الأسبوع وما قبله على مستوى العاصمة، تعتبر بمثابة خسارة بالنسبة للقطاع الذي يعرف أزمة في التموين بالماء، مؤكدين أن كميات كبيرة ابتلعتها البالوعات خاصة أن العاصمة معروف عنها كثرة المباني و”البيطون” والطرقات المغلفة بالزفت، ما يجعل كل تلك المياه تتجه نحو البالوعات والأودية ومن ثم تصب في البحر عكس الولايات الأخرى، لاسيما تلك التي تفوق أراضيها الفلاحية ومساحاتها الطبيعية غير المشيدة حيث تتشبع الأراضي بالمياه والفائض منها يذهب إلى الأودية والسدود فضلا عن كميات منها باتجاه البالوعات.

ودعا من تحدثت إليهم “الشروق”، أصحاب القرار أو القائمين على قطاع الري، إلى ضرورة التفكير في كيفية إيجاد خطط استعجالية حتى لا تضيع مياه الأمطار سدى ونحن في عز أزمة المياه، عن طريق التفكير في إيجاد نظام يضم حتى المدن الجديدة ومنها سيدي عبد الله وبوينان، يقوم على الفصل ما بين شبكة الصرف الصحي ومياه الأمطار والمعروف بالدول المتطورة بنظام الفصل بغرض استغلال المياه في الطريق الصحيح، مذكرين أنه حان الوقت من أجل التفكير في مخارج وحلول جذرية لاحتواء العجز المسجل في توزيع المياه الذي أحدث ضجة عارمة طيلة الفترة الماضية وأسال الكثير من الحبر في العديد من الولايات وفي مقدمتها العاصمة وولاية تيبازة بسبب انخفاض منسوب السدود.