-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مؤتمر برلين 2 آخر مخرج للأزمة الليبية

مؤتمر برلين 2 آخر مخرج للأزمة الليبية

تقف جدية مؤتمر برلين 2 حول ليبيا الذي سيعقد بعد غد الأربعاء، على تحقيق ثلاثة أهداف على نحو عاجل في هذا الظرف الراهن، بإيجاد آليات تنفيذية لها، هي توحيد المؤسسات الأمنية وسحب القوات الأجنبية والمرتزقة قبل موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

سيضع مؤتمر برلين 2 خطة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون لإخراج المرتزقة من ليبيا، على طاولة البحث باعتبارها تعالج أهم محور في الأزمة الأمنية، وتسهل تحقيق الأهداف الأخرى.

الوثيقة النهائية المعدة الآن كمشروع مصاغ قبل المصادقة عليه في ختام مؤتمر برلين تدعو إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المحدد نهاية ديسمبر 2021، وتوحيد المؤسسات الأمنية وإخراج المرتزقة الأجانب اعتمادا على خطة الرئيس ماكرون.

برلين الحاضنة لهذا المؤتمر بالتنسيق مع الأمم المتحدة، ستؤكد أول ما تؤكد على نجاح مؤتمرها الأول المنعقد في جانفي 2020 بوضع خارطة طريق أدت إلى تحقيق هذه النتائج الإيجابية الجاري العمل على تحقيقها.

ما أحرزه مؤتمر برلين الأول هو الدعوة إلى وقف الأعمال العدائية ورفع الحصار النفطي، وتشكيل حكومة مؤقتة يمنحها مجلس النواب المعترف به الثقة لأداء مهامها.

وعلى أساس هذه القاعدة سيركز مؤتمر برلين 2 على دعوة جميع الأطراف للالتزام ببذل المزيد من الجهد لإجراء الانتخابات في موعدها بـ24 ديسمبر المقبل، والقيام بانسحاب متناسق ومتبادل وفق برنامج عملي للقوات الأجنبية بكل أشكالها وفصائلها.

تأتي مصداقية ما سيقرره المؤتمر في جولة انعقاده الثانية هو تجديد الدعوة الملزمة بتطبيق واحترام العقوبات التي قررتها الأمم المتحدة بآليات وطنية ودولية، ضد من ينتهك حظر الأسلحة أو وقف إطلاق النار.

الحكومة الانتقالية في ليبيا، ستجسد حضورها في برلين بإطلاق “مبادرة استقرار ليبيا” التي أعلنت عنها وزير الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، وهي مبادرة تلتقي المقررات الدولية، وتعد بمثابة الآليات التنفيذية الوطنية لها، تركز على أهمية إنشاء قوات أمن ودفاع ليبية موحدة تحت سلطة موحدة، فضلا عن التسريع في تفكيك الجماعات المسلحة والميليشيات ونزع سلاحها، وإدماج بعض الأفراد المؤهلين في مؤسسات الدولة.

التحدي الأصعب الذي اعترض تنفيذ جل مقررات برلين 1 بما اكتسبته من سرعية دولية، هو قوة الحاضنات المتنفذة لفرق المرتزقة الأجانب التي تعتمدها الأطراف الليبية في نزاعها الأهلي، وما حققته من تمركز في قواعد نفوذها المنتشرة في بعض الأقاليم، وهو أحد أكبر التحديات أمام الحكومة الليبية.

مازال هناك في طرابلس ما لا يقل عن 6630 مرتزق سوري كانوا يقاتلون إلى جانب حكومة الوفاق الوطني المنتهية ولاياتها، وتقابلها فرق من مرتزقة “الفاغنر” الروسية في الإقليم الشرقي.
إزاء هذا الواقع الراهن، لا تخفي الأمم المتحدة مخاوفها من عرقلة تنفيذ مقرراتها الدولية، فهي أكدت وتؤكد دائما أن تركيبة الجماعات المسلحة والمرتزقة في ليبيا معقدة، وآليات تنفيذ عملية سحب المقاتلين الأجانب تحتاج لتنسيق دولي.

مؤتمر برلين 2 سائر في خارطة طريقه وفق المواعيد المحددة، وقوة آلياته التنفيذية تكمن في إرادة صادقة للقوى المتنفذة في المجتمع الدولي، وإذعان القوى الإقليمية لمقرراته من أجل إعادة بناء ليبيا موحدة آمنة، لا تشكل خطرا على الأمن العالمي أو الأمن الإقليمي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!