-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من بن زيمة إلى عوّار

ياسين معلومي
  • 3052
  • 0
من بن زيمة إلى عوّار

أخيرا قرر اللاعب حسام عوّار اللعب للمنتخب الجزائري والمشاركة معه في قادم الاستحقاقات، ليطوى رسميا ملف لاعب أثار الجدل وأسال الكثير من الحبر، لينضمّ بذلك إلى عدد كبير من اللاعبين مزدوجي الجنسية الذين قرَّروا في الآونة الأخيرة الانضمام إلى تشكيلة جمال بلماضي والهروب من جحيم المنتخب الفرنسي، لأنهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن المشروع الرياضي الذي قدّمه الاتحاد الجزائري لكرة القدم لا يختلف كثيرا أو أحسن عن ذلك المقدَّم من المنتخب الفرنسي الذي أصبح يعامل مزدوجي الجنسية باحتقار كبير، وعادة ما يُخرجهم من الباب الضيق حتى قبل نهاية مشوارهم الكروي.
ما حدث للّاعب الدولي كريم بن زيمة مع المنتخب الفرنسي وإبعاده بطريقة غير لائقة، من المشاركة في المونديال القطري، رغم أنه أحسن لاعب في العالم والمتوَّج بالكرة الذهبية، حرّك اللاعبين مزدوجي الجنسية الذين يقولون في قرارة أنفسهم: “عندما يبعد أحسن لاعب في العالم من المنتخب الفرنسي، بتواطؤ من عدد كبير من اللاعبين والمدرِّب الفرنسي ديديي ديشان، علينا أن نفكر في مستقبلنا، بعيدا عن المنتخب الفرنسي.. وعلينا اختيار بلد أجدادنا وآبائنا وأمهاتنا”، فلاعبٌ مثل عوّار خرج عن صمته وقال بصريح العبارة: “صحيح أنني ندمت كثيرا على اختيار المنتخب الفرنسي في البداية، لكنني تداركت الوضع وأنا أبلغ 24 عاما، وهذا ليس اختيارا متأخرا، بالعكس لو كنت لا أضع الخضر في حساباتي لانتظرت فرصا أخرى إلى غاية 27 أو 28 سنة”. رسالة واضحة ومباشرة من عوّار لكل اللاعبين من أجل تقمص ألوان الخضر في قادم الاستحقاقات.
ما حدث لبن زيمة يبقى وصمة عار في وجه الاتحاد الفرنسي الذي – ورغم أنه أحسن لاعب في العالم- إلا أن طريقة إبعاده أثرت في كل اللاعبين وخاصة الشبان منهم، لذلك غيّروا نظرتهم، وأصبحوا يتسابقون على اللعب للمنتخب الوطني، وحتى الشاب آيت نوري الذي كان أول لاعب قرّر هذا الموسم تغيير جنسيته الرياضية، تعرّض للتهميش من مسؤولي الاتحاد الفرنسي الذين عاملوه أسوء معاملة جعلته يطوي ملف “الديكة” ويلعب رسميا للمنتخب الجزائري، وسيكون حاضرا في تربص “الخضر” تحضيرا لإقصائيات كأس إفريقيا 2024 بكوت ديفوار.
قرار مجيء عددٍ كبير من اللاعبين إلى “الخضر” سيزيد دون شك المنافسة بين اللاعبين للظفر بمكانة في التشكيلة الأساسية، وتصبح المناصب غالية جدا، ما يتيح للمدرِّب الوطني إيجاد حلول إضافية في قادم المنافسات، وربما إحالة عدد من اللاعبين على التقاعد، فلاعب مثل عوّار الذي سبق له التواجد في المنتخب الفرنسي، بإمكانه اليوم الظفر بمكانة أساسية رفقة محرز وبن ناصر. كل هذا أكده بلماضي في قائمة اللاعبين المدعوّين لتربص مقابلتي النيجر، إذ يتواجد ستة لاعبين لأول مرة، وهم آيت نوري، وبلعيد، وحجام، وبوعناني، وشعيبي، وكيفين قيطون، وإبعاد ولو مؤقتا الحارس مبولحي وبن رحمة ووناس وعطال وبلال براهيمي وبن عيادة لأسباب مختلفة.
هذه الثورة التي أحدثها بلماضي هي رسالة لكل اللاعبين أن المناصب في “الخضر” أصبحت غالية، وأن التأهل إلى مونديال 2026 وكأسي إفريقيا 2024 و2025 لن يكون إلا بإحداث تغييرات جذرية طالما انتظرها الشارع الرياضي منذ مدة، ولاسيما بعد الإقصاء من مونديال قطر 2022.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!