-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الفاقة والإهانة تجتمعان على المعوزين

تصوير المستفيدين من العمليات التضامنية يثير الاستنكار

رانية. م
  • 854
  • 0
تصوير المستفيدين من العمليات التضامنية يثير الاستنكار
أرشيف

شنّ رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حملات استنكار واسعة ضد محسنين وجمعيات خيرية يقوم أصحابها بتصوير العائلات المعوزة لدى تلقيها الإعانات والمساعدات التي توزع عليها بمناسبة شهر رمضان، مطالبين باحترام خصوصية العائلات وعدم تعميق شعورها بالحاجة والعوز، عبر التشهير لفقرها وإعلانه مجانا للعامة.

عادت ظاهرة “دير الخير وتصور معاه” لتكتسح صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها أعضاء جمعيات خيرية يتخذون لأنفسهم صورا رفقة عائلات معوزة تتلقى الإعانات والمساعدات الغذائية التي توزع عليها بمناسبة حلول الشهر الفضيل، وذلك بإظهار وجوه المعنيين وسكناتهم مع نشرها على المواقع التواصل الاجتماعي دون إذن المعنيين ولا ادني احترام لمشاعرهم، حيث أدان الكثير مثل هذه التصرفات التي تتكرر سنويا، دون الأخذ بعين الاعتبار للحالة النفسية لأفراد هذه العائلات التي تعاني في صمت تحت وطأة الحاجة والعوز، ليزيد التشهير بإعانتها من عمق معاناتها مع العجز عن رفض اتخاذ هذه الصور، حيث يظهر أغلب هؤلاء بملامح حزينة يتم إرفاقها بمنشورات تستعطف المواطنين وترفع عدد المشاهدات للمتاجرين بمعاناة غيرهم.

نفس المشاهد تتكرر في مطاعم الرحمة، التي لا يكتفي القائمون على بعضها بتصوير أعمالهم وتحضيراتهم، بإقدامهم على التقاط صور للمقبلين عليها دون إخفاء وجوههم وهو الأمر الذي استنكره الكثير ضمنهم المعنيون، إذ لا يلتزم القائمون على الأعمال الخيرية وإعانة المعوزين والفقراء في هذا الشهر الفضيل، باحترام كرامة المحتاجين وواجب التستر على مساعدتهم وتسليمهم المواد الغذائية وغيرها من الإعانات التي يبقى أصحابها الأصليون مجهولين والمكلفون بتوزيعها يصنعون الحدث على حساب الفقراء.

وفي ذات السياق، أفادت المختصة النفسية، السيدة “ك. س”، في تصريح لـ”الشروق”، بأن درجة الاستهتار واللامبالاة بمشاعر الآخرين، أخذت منحنى خطيرا في المجتمع الجزائري الذي تزعزعت الكثير من مقوماته، وأصبحنا اليوم مطالبين بآخذ المعايير الجديدة بعين الاعتبار، فنحن في مجتمع يقدم أطفاله قبل البالغين على وضع حد لحياتهم، لأسباب تافهة، وظاهرة “دير الخير وتصور معاه” قد تقودنا إلى نتائج وخيمة، يمكن أن تجر هؤلاء إلى أروقة العدالة، حيث تبقى هذه الصور والفيديوهات الملتقطة للعائلات منتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لسنوات عديدة، وتتسبب في إحراج كبير للمعنيين، خصوصا الأطفال منهم، لذا يجب على القائمين على عمليات توزيع اللعانات المادية للمعوزين احترام خصوصيتهم والتزام التستر، حتى لا تتحول الأعمال الخيرية إلى إهانة جهرية، رغم المجهودات الكبيرة والتضحيات التي يقدمها الشباب المتواجد وراء هذه المبادرات الإنسانية التي لا يجب كسرها بالمراءاة والإهانة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!