-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أحقد من أوربّي

أحقد من أوربّي
ح.م

من أمثال العرب – عندما كانوا عربا- مثلهم الذي يقول: “أحقد من جمل” ويضربون هذا المثل لمن أسودّ قلبه حقدا.. وإذا كان العرب قد قالوا هذا المثل القاسي عن هذا الحيوان الأليف، الصبور الذي يحملهم ويحمل أثقالهم إلى أماكن لم يكونوا ببالغيها إلا بشق الأنفس فذلك – في رأيي- لأنهم ما عرفوا ولا خالطوا هذا الجنس الأوربي الذي ارتكب – لحقده – جرائم في حق الإنسانية لم يسجل التاريخ أبشع وأشنع وأفظع منها.. ولو عرف أولائك العرب هذا الجنس الأوروبي لبرأوا الجمل المسكين من هذه الصفة البشعة، ولقالوا: “أحقد من أوربي”.

نعرف أن الدول الأوربية اعتذرت لليهود عما ألحقته بهم من جرائم منكرة منذ بداية الوجود اليهودي فيها، ويجب أن نعترف بأن بعض سبب تلك المنكرات يتحمل وزرها، ويبوء بإثمها اليهود أنفسهم لما جبلوا عليه من مكر، وخداع، وتآمر، وغش، ويشهد على ذلك أدبيات الشعوب الأوربية.

ممّن اعتذروا لليهود على ما أصابهم من سوء الملك الإسباني السابق خوان كارلوس، الذي نزل عن عرشه لابنه الملك الحالي.

قبل أن يلقي الملك خوان كارلوس خطابه الذي اعتذر فيه لليهود الذين كانوا موجودين في إسبانيا، وطردوا منها كما طرد العرب المسلمون، بعث المؤرخ الفرنسي عبد الجليل التميمي، وهو أحد المختصين في تاريخ هؤلاء المسلمين المطرودين من إسبانيا، المعروفين في الدراسات التاريخية باسم “الموريسكيين”، بعث رسالة إلى الملك الإسباني جاء فيها: “لقد سمعنا يا جلالة الملك أنكم ستعلنون نوعا من الاعتذار لليهود، هذا شيء جيد، ولكن تذكروا – يا جلالة الملك- أن العرب المسلمين ينتظرون مثل هذا الاعتذار لهم أيضا”. (مجلة العربي الكويتية. أفريل 2010. ص 73). وقد أكد المؤرخ التميمي للملك كارلوس بأننا – العرب والمسلمين- لا نريد مكافآت ولا تعويضات مادية.

لم يكتف الملك الإسباني بالاعتذار لليهود، بل أعاد الجنسية الإسبانية لمن أثبت أنه من نسل أولئك اليهود المطرودين من إسبانيا قبل خمسة قرون، ولبس القلنسوة اليهودية وتوجّه إلى بيعة يهودية لليهود الذي يعتقد باعتباره نصرانيا كاثوليكيا أن اليهود “قتلوا ربّه” عيسى بن مريم عليهما السلام.

ومما قاله الملك الإسباني في ذلك الخطاب: “إن الدولة الإسبانية يومها هي التي رأت ذلك”، ولكن الملك الإسباني “عمي” – كما عميت الدولة الإسبانية القديمة- عن رؤية ما لحق بغير اليهود، ولذلك لم يعتذر لهم.

وقد بعث الدكتور عبد الجليل التميمي رسالة أخرى إلى الملك الإسباني يلاحظ عليه إهماله لما تعرّض إليه المسلمون من مظالم. وقد أهمل الملك الإسباني هذه الرسالة كما أهمل الرسالة الأولى، ولكن وزير خارجيته المسمى مواريتنوس المعدود من “أصدقاء العرب” بعث رسالة إلى الدكتور التميمي “يؤنبه” فيها قائلا: “من أنت حتى تخاطب الملك بهذه اللهجة؟”.

إن إسبانيا ليست وحدها في هذا الأمر، فأختها – فرنسا- اعتذرت لليهود قديما، وحديثا في عهد حكومة فيشي، ولكنها لم تعتذر لحد الآن- وقد لا تعتذر مستقبلا- لمن مازالت أجسامهم تنزف دما من جرائمها التي لا تعدّ ولا تحصى والملوم أولا وأخيرا هم نحن “العرب” و”المسلمين” الذين نحب هؤلاء الأغيار أكثر من حب بعضنا لبعض.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • رياض فالحي

    الدكتور عبد الجليل التميمي هو مؤرخ تونسي أستاذي.
    الأوروبيين فعلا أكثر حقدا وأظن لن يعتذروا عن فترة الإستعمار .

  • Ahmed B

    یا شیخنا لا تکن متحیزا .ما فعله الاوروبي بالافارقة و الهنود الحمر و الصین و الهند وفیتنام و تقریبا کل اصقاع العالم هو شيء مروع. ولم یفعل ذلک بالمسلمین فقط.ولم یعتذروا لاحد غیر الیهود لحاجة في انفسهم.لهذا حق تسمیة حضارتهم بحضارة الاجرام وجیوشهم بعصابات القتل.و الدلیل ان جل اختراعاتهم کان الهدف منها ولا زال هو تطویر قدراتهم العسکریه للسیطرة علی الشعوب و سلب خیراتها .

  • المتأمِّل من بلدي

    وكيف يعتذر الأوروبيون عذّا اقترفوه في مستعمراتهم العربية وهم يشاهدون جحافيل"المجاهدين" وأبنائهم وغيرهم وفي أغلب البلدان العربية، يقفون في طوابير ليتوسّلوا من السّفارات الأوروبية تأشيرات الدّخول إليها فرارا من بلدانهم الذي يحكمها حكام إمّا باسم الشرعية الثورية والشرعية الوطنية أو باسم الأسرة الملكية أو الأسرة الأميرية؟؟ هذا هو المشكل الذي ينبغي أن تتحدّث عنه يا شيخ..المرض في الدّاخل قبل أن يكون في الخارج..

  • محمد

    ما دمنا نلتمس الاعتذار ممن ظلموا أمتنا سواء من فرنسا أوغيرها من الأقطار في الشرق وفي الغرب دون أن نصنع لشعوبنا مجدا وقوة يحسب لها ألف حساب فلا أحد في العالم يلفت إلينا النظر ولا يقيم لنا وزنا.اليهود الذين اعتذر لهم العالم عما لحق بهم من أذى عملوا على جعل أبنائهم عناصر تتحكم في اقتصاد المعمورة واكتسبوا أنواع العلوم التي تتحكم في التكنولوجيا وفرضوا على أوربا وأمريكا أن تأخذ بتفوقهم الفكري في جميع الميادين حتى أصبح كل مستشاري حكام العالم من اليهود وكل العرب من السباقين إلى اتباع توجيهاتهم.أما التسول المستمر من طرفنا لينظر إلينا الأقوياء وغيرهم فهذه صفة من لا يرفع يده ليبعد عن نفسه الحشرات المضرة

  • مامون

    من يهن يهن الهوان عليه.

  • بوزيد

    ياشيخنا بعد السلام والتحيه من يهان يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت ايلام
    .لا يختلف عاقلان في حقد الاوربي اتجاه من هو مسلم حديثا وقديما ولكن ماذا فعلنا نحن حتى نجبرهم على الاعتذار ولا شيء الا ما ندر من بعض الاحرار الشرفاء فاليهود ارغموهم واعراب آخر الزمان يتمسحون باحذيتهم ’ انها المروءة عندما تفتقد او بالاحرى عندما تموت ’ انه ضحك كالبكاء. رحم الله المتنبي.