أزواج يستحضرون فضائح الماضي خلال الخلاف

إذا خاصم فجر. للأسف، هذه هي حال الكثير من الأزواج في خضم الخلافات بينهم. ومن أبغض أساليب ذلك، الفجور في الخصومة، وأكثرها خسة ودناءة، استدعاء أو استحضار أخطاء وأغلاط الماضي، واستخدامها كورقة ضغط وضرب تحت الحزام. فيختلط الحابل بالنابل والماضي بالحاضر، لتزداد طينة المشكل بلة، فيستحيل فضُّه ويصعب حله.
أحقد من جمل
يُحذر الأخصائيون من عدة أساليب وأخطاء، قد يرتكبها الزوجان أو أحدهما خلال الخصام أو الشجار، لأنها قد تُعمق الجرح وتُوسع الشرخ. ومن مثل ذلك، تذكير أو معايرة الطرف الآخر بخطإ ارتكبه في الماضي، أو بخطيئة أتاها في ما سبق. مثلما هي الحال مع السيد أحمد. فبعد أكثر من 20 سنة زواجا، مازالت زوجته، كما يشكوها، قائلا: “كلما نشب خلاف أو نزاع بيننا، تُذكرني بغلطة ارتكبتها في بدايات زواجنا أيام شبابي، حين نسجت علاقة غرامية مع إحدى قريباتي، ليُكتشف أمري الذي كاد يعصف بزواجي، لولا تدخل أصحاب الحكمة والرشاد من أهلي وأهل زوجتي، التي ما فتئت تعايرني بتلك الغلطة كلما تشاجرنا أو اختلفنا على شأن معين، رغم مرور كل تلك الأعوام، إلى درجة أن أولادي الذين لم يكونوا قد وُلدوا حينها، صاروا على علم بأدق تفاصيلها.”
ونفس الأمر، يشكو منه السيد عثمان، 32سنة : “أنا لا أنكر أني ارتكبت الكثير من الأخطاء والأغلاط في سنوات زواجي الأولى. ورغم أني استقمت بعدها، إلا أن ذلك لم يشفع لي عند زوجتي، التي مازالت، عند أبسط خلاف بيننا، تستذكر الماضي بكل ما فيه من سواد وتعايرني به، بل وتهددني بفضحي أمام أهلها، ما يجعلني مشدوها أمام كم الحقد الدفين الذي يلازمها منذ أعوام.”
سلاح أنثوي
استدعاء الماضي، خلال الخلافات الزوجية، هو سلوك نسوي أنثوي بامتياز. فالمرأة غالبا ما تقوم باستحضار المشاكل والأخطاء والأغلاط القديمة لزوجها، لإفحامه أو للدفاع عن نفسها، أو للتعبير عن غضبها وحنقها أو للتنفيس عن مشاعر سلبية متراكمة لديها، أو كطريقة غير مباشرة وغير سوية كذلك للشكوى من الإهمال وطلب الاهتمام. ولكن الأكيد، أنها حينها لا تقصد عرض حقائق بقدر ما تعبر عن جروح لم تندمل.
كما أن استحضار مشاكل قديمة في أثناء محاولة علاج مشاكل حاضرة أو خلال الشجار، هو بلا شك معول هدم لكل مقاربة ممكنة لحل المشكل الآني. فالزوجة باستذكارها أغلاطا قديمة ستتسبب بتراكم دواعي الخلاف والشقاق وزيادة الوضع حدة، ما يُعيق نجاح الحوار البناء. فتفشل أي مبادرة صلح صادقة من طرف زوجها.
تعلم فن التفويت
وبناء على ما سبق، ننصح كل زوج بالتحلي بالذكاء العاطفي في مثل هذه المواقف، وتعلم وإتقان ما يسمى بفن التفويت، أي محاولة التغاضي والتغافل عن سلوك الزوجة حين قيامها باستحضار مشاكل الماضي، والحرص على التركيز على المشكل الحاضر ثم الرجوع لاحقا لمناقشة ما بقي عالقا من ترسبات قديمة في نفس الزوجة، ومحاولة محوها وتطييب خاطرها. ولكن، إذا استمرت في سلوكها ذاك، فهذا يعني أنه طبع سيغلب التطبع عندها. وما على الزوج حينها إلا الاستنجاد بفن التفويت، كما أسلفنا ذكره للتعايش مع أنثى لا تنسى عثرات الماضي.