الأمن الديني
كما تتعدد أنواع العدوان من عدوان عسكري، إلى اقتصادي، إلى سياسي، إلى ثقافي، تتعدد أنواع الأمن، من أمن عسكري، على اقتصادي، إلى سياسي، إلى اجتماعي وثقافي…
وقد استمعت في يوم الثلاثاء الماضي 6/2/2018 إلى محاضرة في قناة “الجزيرة مباشر”، ألقاها الداعية الموريتاني محمّد جميل ولد منصور، تحت عنوان: “الحرية في الإسلام”.
ومما جاء في محاضرة الأستاذ مصطلح أعجبني، ولطالما دندنت حوله، وأبدأت فيه وأعدت في كتاباتي ودروسي، وهذا المصطلح هو “الأمن الديني”، وقد نسب الأستاذ المحاضر هذا المصطلح لأحد الكتاب الأمريكيين.
لقد منّ الله عز وجل على الجزائريين، نجعلهم مسلمين إلا “كمشة” من بادي الرأي، أضلهم الشيطان، وهذه النعمة لا يقدرها “عباد الشهوات” و”عبيد الايديولوجيات”، إنها “وحدة الدين”، خاصة أن هذا الدين هو الإسلام، الأهدى سبيلا، والأقوم قيلا.
إن الذين يعيشون في مجتمع مختلف الأديان، يتمنون لو كانوا على دين واحد، ولو كان “كفرا”، حيث قال أحدهم:
سلام على كفر يوحّد بيننا وأهلا وسهلا بعده بجهنم
ويضاف إلى نعمة وحدة الدين نعمة أخرى أن أكثرية الشعب الجزائري على المذهب المالكي، وطائفة طيبة على المذهب الإباضي، ولا نعلم عن أكثرهم إلا الخير، تدينا، وخلقا، وحرصا على وحدة الشعب الجزائري.
لقد لاحظ أعداؤنا الفرنسيون اعتناق الجزائريين للإسلام، فسموه “العنصر الموحد”.
فليحرص الجزائريون بجميع فئاتهم وتوجهاتهم على هذه “الوحدة الدينية” التي لولاها لما أمكننا تحرير وطننا. وقد اجتهدت فرنسا طيلة وجودها بأرضنا أن توجد أقلية نصرانية، فلم يستجب لها إلا من لا إيمان لهم. وقد برر دوغول خضوعه لمفاوضة الجزائريين وقبوله مكرها على الاعتراف بالجزائر شعبا ودولة بأنه خشي أن تتحول بلدته “كولومبي ذات الكنيستين” إلى “كولومبي ذات المسجدين”.
إن الغرب يتوجّس خيفة من انتشار الإسلام بين أبنائه، وذلك ما يؤدي إلى عدم الانسجام في مجتمعاتهم. وهذا ما أدى إلى ظهور ما يسمى “فوبيا الإسلام”. فيبعض الجزائريون على هذا “الأمن الديني”، ولا يلقوا السمع لجنود إبليس، ولا يسمعوا إلى لمن يدعوهم إلى هذا “الأمن الديني”.