-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
 طلاسم كاذبة تبث الوساوس وتعرقل ضحايا عن التقدم في الحياة

الترهيب بالسحر.. لعبة خبيثة لترهيب النفوس

نسيبة علال
  • 1493
  • 0
الترهيب بالسحر.. لعبة خبيثة لترهيب النفوس

تعددت أساليب المكر التي تحركها الغيرة والحسد والسعي إلى تحقيق مصالح ذاتية على حساب الضحية. وقد ساهمت التكنولوجيا في نشر وحتى فضح بعض الحيل الشريرة، التي تزرع الرعب والوسواس في النفوس، منها السحر الكاذب الذي تحول من مزحة ثقيلة ومملة إلى وسيلة لا تقل ضررا عن مفعول السحر الحقيقي، حين أمرضت نفوسا وأجسادا، وفرقت أزواجا وعطلت أرزاقا.

فكرة أن الحالة النفسية للفرد هي ما يتحكم في طريقة عيشه، واتخاذه قرارات هامة في الحياة، وسيطرتها حتى على الصحة البدنية.. تثير شرار النفوس، وتجعلهم يتلاعبون بها بتوظيف أفكار مدمرة.

وهم السحر ينافس ضرر السحر

بالنسبة إلى الأخصائية النفسية والاجتماعية، الأستاذة كريمة رويبي: “يمكن للمتوهم بإصابته بالسحر أن يعاني أعراضا كتلك التي يعاني منها المسحور فعلا، كالشعور بالوهن والإصابة بالأمراض، فقدان الشعر وتقصف الأظافر، والإعراض عن الأكل والنوم والهزال والعزلة الاجتماعية.. وهذا، بسبب ضعف مناعته التي هي الأخرى راجعة إلى حالته النفسية وسيطرة الوساوس والأوهام والمخاوف عليه..”، حقيقة مثبتة علميا، تعكسها حالات عديد لأشخاص، قادهم وهم السحر إلى حيث يؤدي السحر ذاته.

تروي إكرام من البليدة، قصتها المروعة: “بينما أنا أتصفح فايسبوك، تهاطلت علي عشرات الرسائل، كلهم يشيرون إلى صور زفافي، على أنها وجدت في مقبرة في وهران، كتب عليها عبارات، مثل طلاق وحرمان من الذرية، مرض وموت، وإشارات مبهمة.. أصبت بنوبة هستيريا، وساءت حالتي النفسية، بعدما كنت شخصا طبيعيا أعيش حياتي بهدوء تام..” تواصل إكرام سرد تفاصيل الحادثة: “بدأت الخلافات تنشأ من عدم، بيني وبين زوجي، وزادت حساسيتي للمرض حتى مرضت فعلا، بدأت رحلة رقية وعلاجات تقليدية، دامت لأشهر، بينما زوجي يتحرى مصدر الصور.. المرعب، أنه توصل إلى أن ابنة خاله التي كانت مقربة جدا مني، وبحساب مزيف، هي من قامت بإرسالها إلى صفحة محلية في وهران، قامت بنشرها عن حسن نية لتتداولها المجموعات، فقد لاحظ زوجي أن الصور نظيفة، وليس بها تراب أو علامات رطوبة.. وربط أحداث مرضي بالوسواس، نظرا إلى أن كل شيء كان

على ما يرام في السابق، وعلى أساس هذا الشك، استعان بمساعدة أصدقائه من رجال الأمن ليفجع بالفاعل في النهاية”.

سلاح الضعفاء أمام أصحاب الحق

السحر الكاذب في أيدي الرجال

لطالما كان إسلام يعتقد أن علاقته بالله وارتباطه بالصلاة والأذكار وتحصين النفس، هي ما يحول بين تعرضه لأذى السحر الذي يجده مرشوشا في مدخل محله للملابس، وتلك الطلاسم الكثيرة التي يجدها على القفل وبعض التراب الذي عليه إزالته مرات عديدة قبل فتح محله، يقول: “مع أنني لم أتعرض لسوء أبدا، إلا أن الوسواس قهرني، كنت أتساءل طوال اليوم عمن يفعل ذلك؟ وعن السبب، ولا أنكر أن فكرة تغيير المحل عششت في ذهني، غير أن مغريات كثيرة للمكان منعتني، فركبت كاميرا خفية واكتشفت أن جاري الشاب الذي يبدو وديعا ومنعزلا وراء كل هذا.. لم أكلمه، فقد قررت سابقا تقديم شكوى مباشرة إلى مصالح الأمن..” الطريف في قصة إسلام، أن جاره اعترف بأن كل ذلك كان تمثيلية، حتى يترك المحل، لأنه جاء ينافسه وسرق زبائنه.

“إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى”، مادامت النية هي أذية شخص آخر في ماله أو عرضه أو صحته النفسية أو البدنية.. فلا تهم الوسيلة ما تكون، مادام الجاني قد وصل إلى الشر الذي هدف إليه، وهو رأي تواضع عليه غالبية الأئمة ورجال الدين، الذين يصدحون عبر عدة منابر بضرورة معاقبة أصحاب السحر الكاذب بما يعاقب به الساحر، شرعا وقانونا، للحد من انتشارهم المفزع في المجتمع الجزائري، وتقليص ضررهم على العباد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!