-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المختص في الأمراض البسيكو جسمانية، كمال بن روان لـ"الشروق":

التفكير المفرط من أكثر الأمراض النفسية إضرارا بالجسم

نادية سليماني
  • 1360
  • 0
التفكير المفرط من أكثر الأمراض النفسية إضرارا بالجسم
أرشيف

يغرقون في التفكير والانعزال، وهم يجهلون بأن كثرة التفكير توصل الشخص للإكتئاب وقد تودي للانتحار. هم فئة من الأشخاص يقضون ساعات وساعات في دوّامة التفكير غير المنطقي، وإيجاد حلول وتفسيرات لمشاكل الحياة التي تؤرقهم أو التي تنتظرهم مستقبلا، متناسين بأنّ كثرة التفكير تُرهق المُخ وتتعب على الأعصاب.
التفكير المُفرط أو الـ”Overthinking”، هي حالة نفسية يعيشها كثير من الجزائرييّن، وهو أحد أشهر الأعراض المُؤذية التي نمرّ بها جميعا في مراحل وأوقات مختلفة من حياتنا ولا نعطيها القدر الكافي من الاهتمام، وممكن أن يؤدي التفكير المفرط بالشخص للاكتئاب وحتى للانتحار.
وفي هذا الإطار وصف المختص في الأمراض البسيكو جسمانية، كمال بن روان، في تصريح للشروق اليومي، التفكير المفرط، بأنه عبارة عن دوامة من التفكير اللانهائي وغير المنطقي في أغلب الأحيان، حيث تجد الشخص يقضي ساعات طويلة جداً من يومه، وهو يفكر في تفسيرات لا منطقية لأحداث حصلت له منذ سنوات طويلة، وكما يشرع في نسج سيناريوهات محتملة لموقف ما محتمل حدوثه مستقبلا، وهذه السيناريوهات على الأغلب ما تكون سلبية للغاية.
أو يطرح الشخص أسئلة غير منطقية تماماً مثل “لماذا لست طائرا يرفرف في السماء مثلا؟”، وهو سؤال على تفاهته، عميق جدا ومؤذ للنفس.

التفكير المفرط يُسبب أمراض القلب والسكري
وقال المُختص “حسب بحوث طبية وعلمية، تم اختبارها على أشخاص يعانون من التفكير المفرط خاصة السلبي منه أو ما يُعرف Rumination أو الاجترار، فهو لا يؤثر على الصحة النفسية مُسببا الإكتئاب وعدم القدرة على التركيز فقط، وإنما يزيد من إفراز مؤشرات الالتهاب بالجسم، وبالتالي ممكن أن يسبب أمراضا أخرى مثل أمراض القلب والسكري وغيرهما”.
وللتعامل مع هذه الحالة النفسية المرضية، ينصح بن روان، بتجنب المثالية وتقبل الخطأ، واعتباره أمرا عاديا وهو جزء من رحلتنا في الحياة، معتبرا، أنه لا يوجد إنسان مثالي على سطح الأرض “إذ لا داعي للتفكير في أخطائك أو تبعات قراراتك بشكل مبالغ فيه”.
الأمر الثاني، هو تقبل تخوفاتنا من الفشل واستثمارها في تطوير أنفسنا بشكل عملي، وأشار، إلى أنه من أكثر الحاجات التي نميل للتفكير المفرط فيها، هو خوفنا من الأخطاء المستقبلية، قائلا “مثلاً لو عندك مقابلة مهمة، فبدلاً من قضاء ساعات في التفكير في المواقف السلبية التى يمكن أن تتعرض لها، أقض هذه الساعات في تجهيز أوراقك والتدريب على المقابلة”، وشدّد المختص، على ضرورة أن يستغل الفرد، ويتمتع الى أقصى درجة بإنجازاته اليومية مهما كانت صغيرة، قائلا “لو حصل معك موقف جميل، أو أنجزت شيئا بسيطا، فحاول أن تكون سعيدا، وتجنب أن تتخيل أي سيناريوهات سلبية ممكن أن تحصل بعدها، وتُنكّد بها على نفسك”.

الوحدة..م ُهلكة للنفس
ومن أكثر الأمور إيذاء للنفس وجلبا للتفكير المفرط، حسب محدثنا هي الوحدة، ولذا على الشخص محاولة تجنبها قدر الإمكان، وعليه التوجه مثلا للعب رياضة، الخروج مع الأصدقاء، قراءة كتاب أو الاشتراك في أي نشاط جماعي مريح.
كما ينصح المتحدث، بتجنب استهلاك أي منشطات قبل النوم مثل الكافيين والشاي والفيتامين سي، لتسببها في مضاعفة التوتر وإحداث مشاكل النوم، فيبيت الشخص مستيقظا يطرح أسئلة غير منطقية على نفسه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!