الجزائر بعيدة عن أزمة القمح خلال 2023

يجزم رئيس المؤسسة الجزائرية العلمية للهندسة الزراعية، زان يحيى، أن المعطيات الأولية تشير إلى أن الجزائر ستكون للسنة الثانية على التوالي ـ في خضم الحرب الروسية الأوكرانية ـ مؤمنة من أي ندرة للقمح خلال سنة 2023، بناء على الاحتياطي المزمع توفيره من هذه المادة الاستراتيجية، والمشاريع المسطرة للاستثمار في الشعب المرتبطة بالأمن الغذائي، وفق برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حيث أصدرت السلطات تعليمات ببلوغ إنتاج 9 مليون طن من القمح سنويا.

ويشدّد زان يحيى على أن الجزائر قادرة على اقتناء ما ينقصها من القمح من دول أخرى غير تلك المدرجة في الحرب الروسية الأوكرانية، على غرار كندا أو فرنسا ومنتجين دوليين متعدّدين، كما أنها تتوفر على الإمكانات المالية والمادية والتفاوضية اللازمة، لتقديم طلبيات اقتناء المزيد من القمح في أي فترة، في وقت تسعى الحكومة، بناء على تعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لرفع حجم الإنتاج إلى 9 مليون طن، وهو نفس حاجيات الاستهلاك المحلي سنويا، عبر تشجيع إنتاج المحاصيل الاستراتيجية، لاسيما بالجنوب.

مساع لتجاوز 9 مليون طن وخطّة لتطوير الزراعات الاستراتيجية

ويكشف زان يحيى، في تصريح لـ”الشروق”، عن تنظيم المؤسسة الجزائرية العلمية للهندسة الزراعية لقاء تنصيب مجلس المؤسسة بتاريخ 5 نوفمبر المقبل، بمقر الغرفة الجزائرية للفلاحة، بحضور 50 شخصية من الأسرة الفلاحية، منها ممثلو وزارة الفلاحة وغرفة الفلاحة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والمهندسين الفلاحيين وخبراء ورئيس لجنة الفلاحة بالبرلمان، أين سيتم فتح نقاشات موسعة حول كيفية دعم الشعب الفلاحية الاستراتيجية لضمان الأمن الغذائي الجزائري.

ووفقا لبيان تلقت “الشروق” نسخة عنه، فإن اللقاء سيتطرق إلى الحلول والآفاق التي تنتظر قطاع الفلاحة السنة المقبلة، وذلك في إطار برنامج الإنعاش الاقتصادي الذي بادر به رئيس الجمهورية لاسيما إطلاق برنامج التنمية للزراعات الاستراتيجية بالصحراء التي تحوّلت مؤخرا إلى سلّة غذاء للجزائريين، كما قرّر مجموعة من المختصين والخبراء ذوي الكفاءة العالية مرافقة هذا الجهد الوطني من أجل تحقيق الأهداف الاقتصادية والاستقلال الغذائي بتأسيس المؤسسة الجزائرية للهندسة الزراعية.

ويشدّد زان على أن المؤسسة تهدف إلى المساعدة في رفع كفاءة المهندسين الزراعيين وتحديث القطاع الزراعي وأيضا أن يكون المنتدى فرصة للتشاور والاقتراح وإقامة روابط التعاون وطنيا وإقليميا ودوليا المتصلة بنفس المهام، والعمل على المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي الوطني ومتابعة تقييم أي استراتيجية لتنمية القطاع الزراعي محلّيا وإقليميا ووطنيا، وإقامة شراكات مع المؤسسات الوطنية والدولية العاملة في تحقيق الأمن الغذائي ومرافقة السلطات المحلية والمركزية في إحراز التنمية الريفية وترقية البحث الزراعي وتوطيد العلاقات بين البحث العلمي والاستثمار والعمل على إنشاء مجلس وطني للزراعة التغذية.

ويؤكد الخبير زان يحيى أن الأهداف المسطّرة من خلال هذه المؤسسة ستتحقّق من خلال إنشاء هياكل دائمة للمؤسسة ولجنة وطنية للتفكير في الزراعة والتغذية، ونشر وتوزيع المجلات والكتب المتخصصة وتنظيم المؤتمرات والندوات والتظاهرات العلمية والملتقيات والأيام الدراسية في جميع الشعب الفلاحية وإنشاء مشاريع تنموية من أجل النهوض بالتنمية الريفية.