الدرك يوقف أجانب أغرقوا وهران باللحوم الفاسدة

في عملية نوعية استهدفت أحد أكبر معاقل صناعة وتوريد اللحوم المسمومة لصالح من يعتبرون أنفسهم “عمداء” مطاعم الشاورما السورية في وهران، تمكنت الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بإيسطو، أول أمس، من وضع يدها على الرأس الكبيرة، التي وجدت لها ورشة سرية تختص في تحضير وتجهيز لحوم الكباب وتوزيعها على مطاعمها وعلى غيرها من محلات الشواء المنتشرة في كبرى أحياء مدينة وهران.

وعن تفاصيل الملف، فإنه امتدادا للتحقيقات التي فجرت قضية “دكتور شاورما” بحي العقيد لطفي، الذي أحيل الأسبوع الماضي على محكمة فلاوسن في مخالفات مماثلة، ينتظر صدور الحكم بشأنها هذا الأحد، وأيضا استنادا لمعلومات تلقتها مؤخرا ذات المصالح عن أحد أهم مموني محلات بيع الكباب باللحوم المشبوهة، منها مطاعم فاخرة ومشهورة بتقديم المشاوي المتبلة على الطريقة السورية لزبائنها في وهران، ليتم بموجب تسخيرة من وكيل الجمهورية لدى محكمة فلاوسن، تحريك عملية مداهمة نفذتها فرقة الدرك الوطني المختصة إقليميا، في حضور طبيب بيطري ومرافقة مسؤول مكتب منظمة حماية المستهلك لولاية وهران على مستوى المكان المشتبه فيه، الكائن تحديدا بالمنطقة الصناعية لبئر الجير، أين تم الوقوف على نشاط ورشة قديمة تتوفر على غرفتي تبريد، اتضح من خلال التحري الأولي أنها تعمل في غياب أي رخصة أو اعتماد على تجهيز وتتبيل كميات هائلة جدا من قطع وشرائح اللحم من أجل توزيعه على مطاعم بيع الكباب ومحلات الأكل السريع في عدة مناطق وأحياء كبرى، منها العقيد لطفي، ميلينيوم، شوبو، وسط مدينة وهران.

وبعد إخضاع عينات من تلك اللحوم للفحص من طرف الطبيب البيطري، اتضح أنها غير صالحة للاستهلاك، ويتعلق الأمر بـ1620 كيلوغرام، تمثل أغلبها في لحوم بيضاء بوزن قارب 14 قنطارا (1389 كلغ)، فيما قدر وزن البقية بـ231 كلغ من اللحوم الحمراء، ليتم حجزها وتوجيهها إلى حديقة الحيوانات.

وطبقا لذات المصدر، فإن التحقيق مع الطرف المعني من قبل الضبطية القضائية كشف أن الورشة غير الشرعية سالفة الذكر تعود لأجانب من جنسية أردنية، وهم أنفسهم من يمتلكون سلسلة مطاعم تشغّل عمالا سوريين وجزائريين لديها، ولها فروع في حي مارفال، أحدها في نهج شوبو، حي العقيد لطفي، وسط مدينة وهران، إلى جانب الورشة محل المداهمة، والتي تبين أنها لا تستغل في تموين مطاعم أصحابها بتلك النوعية من اللحوم فحسب، بل أن نشاطها يمتد إلى إمداد غيرها من محلات الشاورما بمنتجاتها، ليحرر على إثر هذه العملية ملف قضائي ضد الجهة المخالفة.

يذكر أن تدخلات سابقة لأعوان المراقبة لمديرية التجارة لولاية وهران كانت قد مست مطاعم المجموعة الأردنية المعروفة بريادتها في تحضير أطباق شيش كباب بخلطاتها السورية السرية، وكانت خرجاتهم الميدانية تكلل في كل مرة باستصدار محاضر مخالفة، لكنها ولأسباب تبقى غامضة ومحيرة لم ترق لا إلى تنفيذ إجراءات الردع المستحق ضدها، ولا إلى رفع التحفظات وضبط نشاطها في مجال التعامل مع أكثر المواد الغذائية حساسية وفق ما يقتضيه القانون وتحدده الشروط الصحية المطلوبة، قبل أن يلتمس العزوف الكلي من قبل ذات المصالح عن فرض سيطرتها الرقابية على هذه المحلات وأمثالها إلا إذا حركتها الجهات القضائية والأمنية للتدخل، الوضع الذي أخرج للعلن، فضيحة استهلاكية جديدة من رحم هذه المجموعة، عندما اكتشف أن لها ورشة سرية توزع السم المتبل بأطايب الخلطات الشرقية في قناطير من اللحوم الفاسدة بشهادة وتشخيص من الطبيب البيطري، وهي النوعية التي اعتادت العديد من محلات “الكبابجية” في وهران على استقبالها، والعمل من خلالها على تعريض حياة المزيد من عشاق الأكل الجاهز إلى مخاطر التسممات الغذائية ومحفزات السرطان على اختلاف أنواعها.