-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
انقلاب على الانقلاب

عسكر السودان يتقاتلون على الحكم

رياض. ب
  • 1756
  • 0
عسكر السودان يتقاتلون على الحكم
ح.م

انهار التوافق الهش بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني والحاكم الفعلي للبلاد، وبين نائبه، قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الملقب بـ”حميدتي”، قد حيث اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين الطرفين صباح السبت ، في عدة مناطق داخل العاصمة السودانية الخرطوم وخارجها وصلت إلى القصر الجمهوري.

وقع المحظور بين الجيش السوداني و”الدعم السريع”
اشتعلت المواجهة التي كانت مسألة وقت بين الطرفين، وذلك بعد يومين من تحذير الجيش السوداني من أن البلاد تمر بـ”منعطف خطير”، بعيد انتشار القوات التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو في العاصمة السودانية والمدن الرئيسية خلال الأيام الماضية.
وتبادَل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات حول شنّ هجمات ضد قواعد تابعة لهما صباح السبت، فيما ذكرت تقارير لوكالات إخبارية، عن شهود عيان، سماع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في مناطق متفرقة من الخرطوم ومدينة مروي. وقالت قوات الدعم السريع إن الجيش السوداني شنّ هجوماً على إحدى قواعدها في الخرطوم، فيما اتهم الجيش السوداني قوات حميدتي بمهاجمة الكثير من قواعده في الخرطوم ومناطق أخرى، بُعيد إعلان تلك القوات مهاجمة الجيش لمعسكراتها. وقال الناطق باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله: “هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان”، مضيفاً: “الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد”.
في الوقت نفسه، أعلنت قوات الدعم في بيان السبت سيطرتها على مطار الخرطوم، رداً على هجمات للجيش على قواعد لها، على حد قولها. وجاء في بيان لها لاحقاً بعد اندلاع أولى الاشتباكات: “تم طرد المعتدين على مقر القوات بأرض المعسكرات في سوبا، والسيطرة على مطار الخرطوم”.

60 ألف مقاتل يتبعون لحميدتي زحفوا نحو الخرطوم
وكشفت مصادر عسكرية سودانية لـ”عربي بوست”، عن أن قوات الدعم السريع نقلت أكثر من 60 ألف مقاتل من دارفور إلى الخرطوم خلال الأيام الماضية، في تحشيد عسكري كبير لها، ما أشعل فتيل الأزمة مع الجيش السوداني، جنوب العاصمة.
أكدت كذلك أن تحركات كبيرة رُصدت خلال اليومين السابقين، تمثلت بتنقل آليات عسكرية من منطقة الزرق شمال دارفور إلى الخرطوم، الأمر ذاته جاء في تصريحات صحفية من قيادة الدعم السريع، قبيل بدء اشتباكات مع الجيش السوداني في العاصمة.

صراع يختمر منذ وقت.. ما سبب الخلاف بين البرهان وحميدتي؟
يقول محللون عسكريون ومدنيون، إن مؤشرات التصعيد بين البرهان وحميدتي كانت واضحة طوال الفترة الماضية، ورغم محاولات الوساطة بين الجانبين فإن هذا الصراع لا يمكن إيقافه.
وحافظ البرهان وحميدتي على تحالف غير مستقر، منذ انقلاب أكتوبر 2021، بقيادة البرهان، والذي شهد وضع الجيش محل الحكومة الانتقالية التي قادها المدنيون في السودان، لكن كلا الرجلين له مصادر مختلفة للسلطة والثروة، بالإضافة إلى رعاة دوليين مختلفين.
وعن أوراق الضغط التي يمتلكها كل منهما، يسيطر البرهان بصفته قائداً للقوات المسلحة السودانية، على مجمع صناعي عسكري كبير، كما يُعد الرجل المُفضَّل في السودان لدى بعض الدول، وهو من الشخصيات التي تولت السلطة في فترة الرئيس السابق عمر البشير، الذي أُطيحَ به من السلطة في عام 2019.
في المقابل، يسيطر حميدتي، الذي كان في السابق على رأس ميليشيات الجنجويد سيئة السمعة في دارفور، والمعروفة حالياً بـ”قوات الدعم السريع”، على مناجم الذهب في المنطقة المضطربة، ويحظى بدعم قوي من دولة خليجية.

سباق للحصول على الدعم الإقليمي والدولي
طوال الفترة الماضية التقى كل من البرهان وحميدتي بأعضاء رفيعي المستوى من الحكومات الأمريكية والروسية وحتى في الكيان الصهيوني، كما زار حميدتي في موسكو عندما بدأت روسيا عملياتها العسكرية في أوكرانيا. وكثَّف كبار المسؤولين من كل من الجيش وقوات الدعم السريع خطابهم العلني، حيث يتسابق كل من حميدتي والبرهان للحصول على الدعم الإقليمي والدولي.
في جانفي، زار البرهان دولة تشاد، وفي اليوم التالي، وصل حميدتي إلى نفس البلد، بعد ذلك بيومين وصل وزير الخارجية الصهيوني إيلي كوهين إلى الخرطوم، وقال حميدتي إنه لم يُبلَغ بالزيارة.
وفي فيفري 2023، في أعقاب الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا وسوريا، أرسلت القوات المسلحة السودانية طائرة مساعدات إنسانية إلى تركيا، بعد أسبوع أرسلت قوات الدعم السريع طائرة منفصلة خاصة بها.
وفي مارس، تصاعد التنافس، حيث دعا البرهان إلى دمج قوات الدعم السريع في الجيش، رد حميدتي بتحدٍّ قائلاً إنه يأسف لانقلاب أكتوبر 2021، الذي ساعد فيه مع البرهان.
في غضون ذلك، أصر الوسطاء الدوليون بين الممثلين المدنيين والعسكريين على توقيع الأطراف المعنية المختلفة على اتفاق نهائي بحلول أفريل، بحيث يتضمن الاتفاق الإطاري دستوراً جديداً للسودان، وسيُشكل الأساس لحكومة مدنية جديدة.
لكن الخلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع أثرت على توقيع الاتفاق النهائي للعملية السياسية في السودان، الذي كان مقرراً في 5 أفريل الجاري، قبل إرجائه “إلى أجل غير مسمى”، حيث اختُتِمَت ورشة عمل بين ممثلي المدنيين والعسكريين وقوات الدعم السريع، في 30 مارس، دون التوصل إلى أي توصيات نهائية، مع اشتداد الخلافات حول دمج القوات شبه العسكرية بالجيش.
كما لا تزال هناك قضايا خلافية أخرى بين البرهان وحميدتي، مثل وضعية قيادة القوات والتجنيد لقوات الدعم السريع، وأيضاً إصلاح الجيش وإبعاد أنصار النظام السابق عنه.

10 حقائق عن قوات الدعم السريع في السودان
الفريق أول محمد حمدان دقلو هو قائد قوات الدعم السريع، ويشغل في الوقت الحالي منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم.
يقدر محللون عدد قوات الدعم السريع بنحو 100 ألف فرد لهم قواعد وينتشرون في أنحاء البلاد.
انبثقت قوات الدعم السريع مما يُسمى مليشيا الجنجويد المسلحة التي قاتلت في مطلع الألفية في الصراع بدارفور واستخدمها نظام عمر البشير الحاكم آنذاك في مساعدة الجيش في إخماد تمرد. وشُرد 2.5 مليون شخص على الأقل وقُتل 300 ألف في المجمل في الصراع، واتُهمت مليشيا الجنجويد بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.
نمت القوات بمرور الوقت واستُخدمت كحرس حدود على وجه الخصوص لتضييق الخناق على الهجرة غير النظامية، وإضافة لذلك، نمت أعمال دقلو التجارية بمساعدة من البشير، ووسعت أسرته ممتلكاتها في تعدين الذهب والماشية والبنية التحتية.
بدءاً من 2015، شرعت قوات الدعم السريع مع الجيش السوداني في إرسال قوات للاشتراك في الحرب في اليمن، ما سمح لدقلو المعروف أيضاً باسم حميدتي بإقامة علاقات مع دول خليجية.
في 2017، تم إقرار قانون يمنح قوات الدعم السريع صفة قوة أمن مستقلة. وقالت مصادر عسكرية إن قيادة الجيش طالما عبرت عن قلقها إزاء نمو قوات حميدتي ورفضت دمجها في صفوفها.
في أفريل 2019، شاركت قوات الدعم السريع في الانقلاب العسكري الذي أطاح بالبشير. وفي وقت لاحق من ذلك العام، وقع حميدتي اتفاقاً لتقاسم السلطة جعله نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم، الذي يرأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
قبل التوقيع في 2019، اتُهمت قوات الدعم السريع بالمشاركة في قتل عشرات المحتجين المناصرين للديمقراطية، واتُهم أيضاً جنود قوات الدعم السريع بممارسة العنف القبلي، مما أدى إلى رفع حميدتي الحصانة عن بعضهم للسماح بمحاكمتهم.
شاركت قوات الدعم السريع في انقلاب أكتوبر 2021 الذي عطل الانتقال إلى إجراء انتخابات، ويقول دقلو منذئذ إنه يأسف لحدوث الانقلاب وعبر عن موافقته على إبرام اتفاق جديد لاستعادة الحكومة المدنية الكاملة.
في 2022، زار دقلو روسيا عشية عملياتها العسكرية أوكرانيا وأعرب عن انفتاحه على بناء قاعدة روسية على ساحل البحر الأحمر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!