-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“الشان” مونديال مصغّر

ياسين معلومي
  • 2120
  • 0
“الشان” مونديال مصغّر

قبل بداية كأس إفريقيا للاعبين المحليين، تعالت أصواتٌ تؤكد أن الجزائر لا تستطيع أن تكون في مستوى حدث قاري يشارك فيه 18 منتخبا، ولا تتوفر على بنى تحتية لإجراء هذه المنافسة في أحسن الظروف.. غير أن يوم 13 جانفي المنصرم الذي صادف حفل افتتاح “الشان” وإجراء أول مقابلة للمنتخب الجزائري أمام شقيقه الليبي أسكت أفواه هؤلاء المشككين الذين فوجئوا  بالمستوى الكبير لحفل الافتتاح الذي نقل الثقافة الجزائرية إلى كل القارة الإفريقية، وبلوحات رائعة تبقى راسخة في الأذهان، وفي ملعب يحمل اسم الزعيم نيلسون مانديلا المناضل الكبير ورمز القارة الإفريقية، والذي تلقى تدريبه العسكري الأول في صفوف جيش التحرير الوطني في الجزائر.

وزاد حضور الجمهور بأعداد كبيرة في كل مباريات المنافسة من نكهتها وحلاوتها، فضلا عن توفير الإمكانات والتسهيلات اللازمة لضيوف الجزائر الذين أجمعوا بأن هذه المنافسة ناجحة حتى قبل نهايتها، وقد تكون هذه النسخة الأحسن في التاريخ، ويصعب على أي بلد إفريقي يحتضن المنافسة مستقبلا أن يكون في مستوى الجزائر التي كانت عند وعدها حين قدمت ضمانات إلى رئيس “الكاف” بأن النسخة السابعة ستكون أشبه بمونديال مصغّر، وهو ما كشف عنه منذ قدومه إلى الجزائر قبل عملية القرعة، حين أكد أن الجزائر مستعدة لتكون في مستوى الثقة التي منحت لها، ولن تدير ظهرها أبدا إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

ضيوف الجزائر من وزراء رياضة، ورؤساء اتحادات، ومدرِّبين ولاعبين ونجوم سابقين أثنوا على الإمكانات التي وفرتها الجزائر لهذا المحفل الإفريقي، سواء حفاوة الاستقبال أو ظروف الإقامة، وحتى ملاعب المنافسة وميادين التدريبات كلها توحي أن الجزائر اليوم أصبحت قطبا كرويا لا يستطيع أي كان أن ينكره، بدليل أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم أنفانتينو وقبله رئيس “الكاف” موتسيبي أشادا بما قدمته الجزائر وما ستقدمه في قادم المنافسات.. زد على ذلك أنه ربما لأول مرة في تاريخ هذه المسابقة تُلعب المقابلات بجمهور غفير، ورغم برودة الطقس وتساقط الأمطار والثلوج إلا أنه أراد أن يساهم بطريقته في إنجاح هذه المنافسة في ملاعب أظهرت للجميع أنها عالمية ولم تختلف كثيرا عن تلك التي لعبت فيها كأس العالم التي جرت مؤخرا بقطر.

ما قدمته الجزائر خلال منافسة “الشان” تجعلها تطمح لاحتضان منافسة كأس إفريقيا 2025، فالجزائر تملك اليوم كل إمكانات احتضان منافسة بحجم كأس إفريقيا للأمم، زد على ذلك أن الجزائر منحت كل الضمانات للاتحاد الإفريقي لكرة القدم حتى ستكون في مستوى الحدث القاري. وأعضاء المكتب التنفيذي لـ”الكاف” متيقنون اليوم بعد الذي شاهدوه بأن الجزائر دائما عند حسن الظن، خاصة بعد أن نجحت في احتضان ألعاب البحر المتوسط، والنجاح الذي تعرفه كأس إفريقيا للاعبين المحليين، وهي مستعدة لأن تكون النسخة القادمة من كأس إفريقيا للأمم أحسن في التاريخ مثلما كانت عليه “الشان”.. وأن تصبح الجزائر مثل كل الدول الكبيرة قادرة على استقبال أي منافسة مهما كان حجمها، غير أن القرار سيكون عند أعضاء المكتب التنفيذي لـ”الكاف” الذي سيجتمع برواندا بمناسبة الجمعية العامة للاتحاد الدولي لكرة القدم لانتخاب البلد الذي سيُمنح له شرف تنظيم كأس إفريقيا 2025.

ما قامت به الجزائر خلال كأس إفريقيا للاعبين المحليين، وخاصة تجهيز ملاعب عالمية لاحتضان المنافسة، هو رسالة مباشرة إلى كل أعضاء المكتب التنفيذي للكاف وكل المسؤولين الرياضيين في قارتنا السمراء، مفادها أن الجزائر ودون منازع قادرة على قول كلمتها ميدانيا وتنظيميا. الملف المقدم لاحتضان كأس إفريقيا 2025 مكتمل وبضمانات من الدولة الجزائرية التي تسعى دائما إلى خدمة القارة السمراء دون حسابات.. عكس بعض الذين يريدون دائما الاصطياد في المياه العكرة لخلق مشاكل في قارتنا نحن في غنى عنها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!