-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الانتخابات تحدد مستقبل التواجد التركي في الخارج والعلاقة مع العرب

الغرب يُـمَـنِّي النفس بالتغيير.. والحلفاء بالاستمرار

الغرب يُـمَـنِّي النفس بالتغيير.. والحلفاء بالاستمرار
ح.م

شكلت الانتخابات التركية، التي جرت الأحد، أهمية إقليمية ودولية، لأن التغيير الداخلي إذا تحقق فسيؤدي إلى تغييرات في السياسة الخارجية، إذ تشتبك أنقرة بملفات عديدة مع دول الإقليم والمنطقة، ولديها علاقات متذبذبة معها، خصوصاً مع انخراطها بشكل مباشر في الصراع السوري، وفي ليبيا، إضافة إلى النزاع بين أذربيجان وأرمينيا، ودورها بين روسيا وأوكرانيا.
وستحسم نتيجة الانتخابات مستقبل التواجد العسكري التركي في ليبيا والعراق وسوريا وانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي الذي لم تعطه أنقرة الضوء الأخضر بعد، والعلاقة مع روسيا وأوكرانيا، والعلاقة مع دول عربية عدة كانت تمر بتوترات قبل أن تتحسن في الأشهر الأخيرة.
استشرفت دراسة لمعهد “واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أعدها مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن الباحث سونر جاغابتاي، تحت عنوان “حتى لو هُزم أردوغان، تبقى تركيا لقمة سائغة”، مسارات السياسة الخارجية بوجود اردوغان في سدة الحكم أو غريمه كليجدار اوغلو، ويقول عن بخصوص العلاقة مع أوروبا في حالة فوزر اوغلو “تعهد أوغلو بتقريب تركيا من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وأيضاً بالموافقة على انضمام السويد – الذي علقه أردوغان – إلى حلف شمال الأطلسي قبل انعقاد قمة الحلف المقررة في جويلية”.
وعرجت الدراسة عن العلاقة مع روسيا وأمريكا، فذكر أن اردوغان عمل على تعزيزها، وقالت “لقد عمد أردوغان على مدى العقد الماضي إلى إبعاد تركيا شيئاً فشيئاً عن الولايات المتحدة وأوروبا، وأقام علاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تحديداً منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في عام 2016، والتقى الزعيمان مرات كثيرة واتفقا على صفقات تقاسم السلطة في سوريا وليبيا وجنوب القوقاز. وعلى الرغم من أن تركيا قدمت طائرات بدون طيار ومعدات عسكرية أخرى لأوكرانيا، إلّا أن أردوغان رفض المشاركة في العقوبات الأمريكية على روسيا، مما منح الأخيرة فرصة كبيرة في الوصول إلى الأسواق العالمية، وبالنسبة للمرشح الثاني كليجدار اوغلو فنقلت عنه الدراسة “أوغلو ليس صديقاً لروسيا. فقد صرّح خلال مقابلة حديثة مع صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن أنقرة ستمتثل للقرارات الغربية بشأن العقوبات”.
وتناولت جريدة “الشرق الأوسط”، في عدد، الأحد، مآلات السياسية الخارجية التركية، وركزت بشكل أساسي عند العلاقة بين أنقرة وأوروبا، وكتبت “كثيرة هي الأصوات التي ترى أن خروج أردوغان من المشهد السياسي التركي سيعد على المستويين الأوروبي والغربي، بشكل عام، بمثابة «تحوّل إيجابي»؛ فقد قادت بعض التصريحات والمواقف في السنوات السابقة بعداوات لا تحصى مع الأوروبيين ومع الولايات المتحدة الأمريكية”.
وتابع المنبر الإعلامي السعودي “وآخر ما يؤخذ على أردوغان بشكل إجماعي على المستوى الغربي، هو رفضه حتى اليوم التصديق على انضمام السويد إلى الحلف الأطلسي. وتركيا هي العضو الأطلسي الوحيد الذي لم يقر برلمانه انضمام السويد، بعد أن قبل مؤخراً انضمام فنلندا رغم الضغوط الأوروبية والأمريكية. كذلك يؤخذ عليه أن أنقرة، رغم تنديدها بالغزو الروسي لأوكرانيا، فإنها لا تطبق العقوبات الأوروبية والأمريكية. ومن الواضح أن إردوغان يعي حاجة الغربيين له، وهو الذي تشكل بلاده الجناح الجنوبي للحلف الأطلسي؛ ولذا فإن الانتقادات الموجهة إليه تبقى في دوائر ضيقة ومحدودة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!