الكلاب في الشوارع.. الجريمة والعقاب

انتشرت ظاهرة تحريض الكلاب على أطفال وبالغين لغرض المُتعة مؤخّرا، وظهرت كثير من الوقائع التي بدى أصحابها مستمتعون بصراخ وهلع الضحايا، من خلال إطلاق فيديوهات، على منصات التواصل الاجتماعي، في مسعى لجلب المشاهدات وسواء أدرك أصحابها خطورة مثل هذه الوقائع، أم لم يدركوا ذلك .
فقد تحركت السلطات القضائية من اجل ردع هذه الممارسات، وتسلط أقصى العقوبات على الفاعلين، باعتبار الكلاب أو أيّ حيوان خطير آخر بمثابة سلاح يُعاقب صاحبه.
جميعنا شعر بالصّدمة والحزن لحال قاصر من ولاية تيارت، تعرّض لاعتداء من كلب حرّضه عليه أحد الشباب.. والقاصر كان مرعوبا ومصدوما كما كان خائفا على ملابسه الجديدة، بينما الكلب يتنطّط حوله ويحاول عضه، أما صاحب الكلب فكان في قمة نشوته وفرحته رفقة صديقه المصور.
وصنعت هذه القضية الحدث محليا وعالميا، وبمجرد انتشار الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي الذي تناقلته قنوات فضائية أجنبية، تحرّكت السّلطات الأمنيّة لولاية تيارت سريعا، وألقت القبض على الفاعلين، وحجزت الكلب. لتسلط محكمة تيارت لاحقا عقوبة قصوى على الفاعلين، بخمس سنوات سجنا نافذا و100 ألف دينار جزائري غرامة مالية.
وحادثة ولاية تيارت ليست الوحيدة، فلطالما شاهدنا فيديوهات من هذا القبيل، يستعرض فيها أشخاص ليس عضلاتهم وإنما عضلات كلابهم على ضحاياهم.. ! ويسجلون فيديوهات لهدف المتعة والضحك، وغالبا يكون الضحايا أطفالا قُصّرا أو أشخاصا مُصابين بأمراض عقلية.
يتحمّسون.. فينتهي بهم الأمر في السجون
بعض الشباب يتحمسون بزيادة، إمّا بسبب الجهل بعواقب فعلتهم أو يكونون تحت تأثير المخدرات والمهلوسات، لينتهي بهم المطاف خلف القضبان يُضيّعون فيها سنوات طويلة من أعمارهم، والخطير، أن ضحايا الترويع، حتى وإن لم يتعرضوا لجروح أو خدوش بسبب هجوم الكلاب، فقد يواجهون أزمات صحية أخرى، مثل الإصابة بالسكري أو بصدمة نفسية أو حتى الوفاة بسكتة قلبية، جرّاء الخوف الشديد.
وبدورها باتت عصابات الشوارع، تتشاجر بينها باستعمال الكلاب، وهو ما يجعل الحيوانات الخطيرة تصنف ضمن أنواع الأسلحة المهددة لحياة الغير، ويواجه أصحابها عقوبات بالحبس النافذ والمُشدّد.
وفي الموضوع، أكد المختص في القانون، إسلام ضيافي، على أن فيديو تيارت، يعتبر جريمة مكتملة الأركان، حسب نص المادة 266 مكرر 2 والتي تنص على أنه كل من يدفع حيوانا لمهاجمة الغير، يعاقب بعقوبة تصل لعامين حبسا نافذة، هذا في حال حصل تحريض فقط، أما إذا تعرض الضحية لجروح أو ندوب فتضاعف عقوبة الفاعل.
ويقول المتحدث بأن المتورطين في جريمة تحريض كلب بولاية تيارت، راح ضحيتهم طفل قاصر، وهو ما يجعل عقوبتهم القانونية تشدد أكثر وأكثر، بل ويواجهون تهما أخرى. وهذا ما واجهه المتورطون أمام المحكمة، بحيث تم الحكم عليه على أساس جنايات ثقيلة، وهي إبعاد قاصر وتحريض حيوان على الغير.
وأضاف ضيافي: ” ..ولو تعرض هذا الضحية القاصر لخدوش أو جروح، لكانت عقوبة الفاعلين تتعدى الـ 10 سنوات سجنا نافذا، فهما تحصلا على 5 سنوات عن تهمة التخويف فقط”.
وما يجهله كثيرون، حسب محدثنا، أن النيابة العامة تتحرك تلقائيا بمجرد نشر مثل هذه الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى دون شكاوى من الضحايا.
ويحذر إسلام ضيافي، المواطنين من استعمال الكلاب لتهديد أو ترويع الغير، لأن القانون الجزائري يعتبر الكلاب والحيوانات عندما يتم استعمالها في ارتكاب جرائم مختلفة أو للتهديد، هي بمثابة سلاح يُشدّد العقوبة لصاحبه.