-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الكيان الصهيوني “ليس خطرا” على المغرب!

الكيان الصهيوني “ليس خطرا” على المغرب!

من نتائج الاستطلاع الخطيرة التي أبان عليها “المؤشر العربي 2022″، الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، تلك المتعلقة برؤية شعوب المنطقة المغاربية لمصادر التهديد الخارجي، ويتعلق الأمر تحديدا بفارق النظر الاستراتيجي بين الشعبين الجزائري والمغربي.

وبحسب أضخم مسحٍ للرأي العام في المنطقة العربية، حيث شارك في تنفيذه 945 باحثا وباحثة، فإنّ 44 بالمائة من الجزائريين المستجوَبين يؤكدون أن الاحتلال الصهيوني هو مصدر التهديد الأول لبلادهم، وتقاسمهم الرؤية شعوبُ فلسطين ومصر ولبنان والأردن والسودان، لكن الصادم في الاستجواب العربي هو أن 6 بالمائة فقط من المغربيّين يعتقدون أن الكيان الصهيوني يشكّل مصدر تهديد للمملكة، مقابل ذلك يتوهم 22 بالمائة منهم أن التهديد الأكبر لهم يأتي من دول عربية، في إشارة واضحة إلى الجزائر.

القراءة التفسيرية لهذا المؤشر تُثبت أن العدو الإسرائيلي، عن طريق تفعيل التطبيع مع نظام المخزن وتوسيع آلياته مؤخرا إلى كافة المجالات، نجح فعليّا في اختراق الوعي الشعبي للمغربيين، وهي أخطر مرحلة راهن عليها الاحتلال منذ تدشين اتفاقيات كامب ديفيد قبل 45 عامًا.

لقد ظل الكيان الصهيوني يدرك منذ خريف 1978 أن عقد الاتفاقيات الدبلوماسية والبروتوكوليّة مع أنظمة سياسية معزولة عن العمق الجماهيري لا يحقق مشروعه في تطبيع العلاقات ونزع فتيل الرفض العقدي للاحتلال في المنطقة، باعتباره الضمانة الوحيدة للتوطين في بيئة غريبة عنه، لذلك راهن على مسارات أخرى أكثر تأثيرا في تشكيل الوعي العامّ، وعلى رأسها الفن والسينما والأدب والرياضة والإعلام، لكسر الحاجز النفسي لدى الشعوب العربية والإسلامية في التعايش معه، حتّى وإن بقيت تلك المحاولات محتشمة تحت ضغط الشارع ونخب المقاومة في كل المستويات والتيارات.

ولعلّ ما أظهره “مونديال” قطر من عداء مستحكم لدى شعوب المنطقة تجاه العدو الأول لها، رغم التهليل الواسع لـ”سلام أبراهام” المزعوم، يؤكد صحة مقولة المرحوم عبد الوهاب المسيري في آخر ظهور تلفزي (زيارة خاصة على قناة الجزيرة)، بُثّ عقب وفاته في 2008: “رغم تطبيع حكومات عربية مع إسرائيل تظل الجماهير بفطرتها السليمة معادية للصهيونية”.

لقد شاهد العالم قاطبة صدمة موفدي القنوات العبريّة لتغطية بطولة 2022 في قطر، إذ رفض المشجعون العرب من كل الجنسيات إجراء مقابلات صحفية معهم، تعبيرا عن موقفهم الثابت من التطبيع والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، حتى أنهم لم يكتفوا برفض الحوار مع مراسلي الكيان، بل إنهم أبدوا امتعاضهم علنًا من وجودهم، رافعين علم فلسطين في وجوههم، وهم يهتفون بأعلى صوتهم لفلسطين.

وقد استقبل الصهاينة الرسالة الصريحة بخيبة أمل كبيرة وهم يقفون بأنفسهم على المؤشر الحقيقي للموقف الشعبي العربي من التطبيع في ظل الهرولة الرسمية التي لا تعني شيئاً بالنسبة إلى هؤلاء الأحرار من أبناء الأمة، حتّى أنّ الصحفي الإسرائيلي يوآف شتيرن، صرّح قائلا: “ما حصل يحدد مركزية القضية الفلسطينية لدى الشعوب العربية، ويعكس التحديات والعراقيل التي تواجه إسرائيل في أي تسوية في الشرق الأوسط من شأنها تخطّي القضية”.

لكن يبدو للأسف أن المخطط الصهيوني في طريقه إلى النجاح بالمملكة المغربية، إذ أبان الاستطلاع نفسه أنّ 59 بالمائة من المغربييّن – وهي النسبة الأقل عربيًّا – يرون أنّ القضية يجب أن تخصّ الفلسطينيين فقط، مقابل 89 بالمائة من الجزائريين يتمسكون ببقائها ضمن مسؤولية جميع العرب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!