-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تزايد التحذيرات الطبية من مخاطر استخدامه

“الكيراتين البرازيلي” موضة تجتاح عالم الأطفال! 

مريم زكري
  • 2463
  • 0
“الكيراتين البرازيلي” موضة تجتاح عالم الأطفال! 

تنجرف الكثير من الأمهات وراء تأثيرات الموضة التي قد تكون على حساب صحة أطفالهن، على غرار استعمال الكيراتين لتمليس الشعر، خاصة بالنسبة للفتيات الصغيرات، كجزء من صيحات الجمال التي تتبناها الأمهات، إذ يمنح الكيراتين، الذي يستخدم عادة لتنعيم الشعر وتقليل تجعده، نتائج سريعة وجيدة، رغم ذلك فقد أثار الكثير من التساؤلات بعد منعه في عدة دول أوروبية مؤخرا، لما له من مخاطر في ظل تحذيرات مختصين وأطباء من مضاعفاته التي قد تنجم عنه، سواء على الشعر أو صحة الأطفال.

أمهات يستعن به لتصفيف شعر أولادهن المجعد

وتلجأ بعض الأمهات للكيراتين كوسيلة للتغلب على صعوبة تصفيف شعر بناتهن، وبذلك تتجنب تضييع الوقت خلال تصفيفه قبل الذهاب إلى المدرسة صباحا، والبحث عن نتائج فورية لتحقيق ذلك، كما يستعمله الذكور في بعض الحالات أيضا خاصة المراهقين منهم، لكن هذه الموضة لم تخل من الجدل فهناك من يرى فيها تجاوزا لحدود الاستخدام الآمن، إذ يجمع الأطباء وخبراء الجلد أن شعر الأطفال بما أنه أكثر حساسية، قد يتضرر بسرعة نتيجة لتعرضه لمواد كيميائية قوية تتواجد عادة في تركيبة الكيراتين أو المعروف بـ”الكيراتين البرازيلي”.

وفي السياق، أشار الطبيب المختص في الأمراض الجلدية، معمر بلعمري خلال حديثه لـ”الشروق” إلى أن الكيراتين يحتوي غالبا على مواد كيميائية مثل الفورمالديهايد، والتي قد تسبب تهيجا لفروة الرأس أو قد تحدث مشاكل تنفسية لدى الصغار.

وأضاف معمري، قائلا إن إقبال الأمهات على استخدام الكيراتين للأطفال مرتبط برغبتهن في تسهيل عملية تصفيف الشعر وتجنب مشاكل التشابك، خاصة في ظل العوامل المناخية والبيئية في الجزائر، والتي يمكن أن تكون – حسب المتحدث- قاسية على الشعر، وهو ما يدفع بالكثيرات منهن إلى البحث عن منتجات جديدة بالسوق، سواء بالمحلات التجارية أو عبر الانترنت من أجل منح أطفالهن شعرا أقل تموجا وأكثر لمعانا، مما يسهل تصفيفه ويقلل من المعاناة اليومية.

اكتشاف حالات فشل كلوي تسبب فيها “الكيراتين”

ولفت المتحدث، إلى ضرورة فتح باب التوعية والتحسيسن حول بعض المظاهر التي انتشرت مؤخرا، واتخاذ إجراءات صارمة من قبل السلطات المعنية على غرار ما قامت به السلطات الفرنسية منذ أيام، بعد تحذيرات أطلقتها السلطات الصحية، حول مخاطر التعرض للفشل الكلوي المرتبط باستخدام منتج تمليس الشعر البرازيلي، والذي يحتوي على حمض الجليكوسيلك، كما نصح بتجنب استخدامه، بعد اكتشاف إصابة 4 أشخاص بفشل كلوي حاد نتيجة استعمال منتج برازيلي لفرد الشعر يحتوي على المادة الكيميائية.

 ترويج مستحضرات لتلميس الشعر تحتوي على مشتقات الخنزير

من جهته، تأسف رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام”، البروفيسور مصطفى خياطي، من انتشار استعمال الكيراتين البرازيلي بين الأطفال، ولجوء بعض صالونات التجميل في الجزائر، إلى عرض خدماتها والترويج على أنها آمنة للأطفال وخالية من المواد الكيمائية، قائلا إن هذا النوع من المنتجات، المصمم أساسا لمعالجة الشعر وتحسين مظهره، يحتوي على مواد كيميائية ضارة ومركبات أخرى قد تسبب تفاعلات جلدية خطيرة للأطفال.

وأضاف خياطي، مؤكدا أن استخدام هذه المنتجات على شعر الأطفال يعرّضهم لمشكلات صحية خطيرة، منها تهيجات جلدية وتقرحات، وكذا حدوث مشاكل في التنفس مع مرور الوقت في حال استنشاق الأبخرة الناتجة عن عملية تطبيق المنتج، خاصة في حال تكرار العملية أكثر من مرة.

وأوضح البروفيسور خياطي، أن بعض أنواع الكيراتين يتم صنعها من مصادر مجهولة مثل مشتقات الخنزير أو بعض الحيوانات الأخرى التي لا يجوز استهلاكها، مشيرا إلى أن معظم المركبات المتوفرة في الأسواق الجزائرية تحتوي على نسب قليلة من المواد الطبيعية، وتدعم غالبا بمركبات كيميائية غير معروفة، قد تتسبب في آثار سلبية على الصحة. 

الأطفال أكثر عرضة لتأثيرات المواد الكيمائية

وأشار البروفيسور خياطي، إلى أن جهاز المناعة لدى الأطفال في مراحل نموه، يجعلهم أكثر عرضة لتأثيرات المواد الكيميائية الضارة أكثر من الأشخاص البالغين، وأن الأبحاث الأخيرة أظهرت أن التعرض المستمر لمثل هذه المواد في سن مبكرة قد يؤدي إلى مضاعفات صحية، تتطور إلى أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي أو الجلد.

وفي هذا الصدد، نصح خياطي، الآباء والأمهات بتجنب الانجراف وراء الترويج الجمالي الذي تسوق له بعض العلامات التجارية وصالونات التجميل، بدلا من استخدام منتجات طبيعية وآمنة تلائم الأطفال دون 15 سنة، بعيدا عن تأثيرات الموضة التي قد تكون على حساب صحتهم.

وأكد ذات المتحدث، على أهمية الاطلاع على تركيبة المنتجات قبل شرائها، والاستعانة بالاستشارة الطبية لدى أطباء الجلد والشعر قبل استخدام الكيراتين على صغار السن، محذرا من مخاطر المواد الكيميائية التي قد تؤثر سلبا على الخلايا في فروة الرأس وتعيق نمو الشعر الطبيعي، قائلا أن حتى المواد الطبيعية قد تحتوي على مركبات عضوية تضر بصحة فروة الرأس على المدى الطويل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!