-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد أن تمّ تحديد موعد عودة الدوري في 20 نوفمبر

اللاعبون المحليون أمضوا قرابة تسعة أشهر من دون نشاط

اللاعبون المحليون أمضوا قرابة تسعة أشهر من دون نشاط
ح.م

إذا لم تحدث مفاجآت وبائية غير سارة في المستقبل القريب، فإن الدوري الجزائري الذي نسيه غالبية عشاق الكرة في الجزائر نهائيا سينطلق في العشرين من الشهر بعد القادم أي في نوفمبر، عندما تكون غالبية الدوريات الأوروبية قد اقتربت من نهاية مرحلة العودة، وحتى دوريات شمال القارة الإفريقية.

ولأن توقف المنافسة في الموسم الماضي بسبب فيروس كورونا كان في شهر مارس، فمعنى ذلك أن التوقف أو العطلة قد دامت قرابة تسعة أشهر، وهي أشبه باعتزال لعبة كرة القدم، واللاعب الذي لا يشارك في مباراة رسمية طوال هذه المدة سيفقد كل الطاقة المعنوية والبدنية بل إن حياته الكروية ستكون في خطر، وسيرهن مستقبله الكروي، وسيكون من الصعب عليه استرجاع بريقه، فما بالك الحلم بفرصة احتراف في الخارج، أما عن تقمص ألوان المنتخب الجزائري، فإن جمال بلماضي سيكون مجنونا لو فكر في لاعب، مهما كانت موهبته، لم يلعب لمدة قاربت السنة، ليس بسبب إصابة وإنما بسبب جائحة كورونا التي أوقفت المنافسة في بلاد العالم أربعة أشهر، وأوقفتها في الجزائر قرابة تسعة أشهر.

هذا بالنسبة للاعبين الشباب أما عن المخضرمين وعددهم كبير جدا، فإن الاعتزال أحسن لهم من المواصلة بعد قرابة سنة من التوقف عن اللعب، ومنهم عبد الرحمن حشود الذي تجاوز الـ32 سنة من العمر، والحارس فوزي شاوشي الذي سيبلغ في ديسمبر القادم السادسة والثلاثين، وعبد المؤمن جابو الذي بلغ في جانفي الماضي الثالثة والثلاثين ولمين زماموش الذي تجاوز الخامسة والثلاثين، مما يعني أن المشكلة في الدوري الجزائري أنه مزدحم باللاعبين الذين قاربوا سن الاعتزال وهم الأقل تمكنا من الصمود لأجل العودة في نهاية نوفمبر القادم وحتى لو عادوا فسيكون أداؤهم دون ما عهدهم الناس عليه.

تعتبر فترة تسعة أشهر من الخمول أخطر من إصابة يتعرض له اللاعب، لأن طبيب الفريق أو المراكز الصحية المعروفة في العالم وحتى في الجزائر تقرن العلاج بعمليات التأهيل والمتابعة من المدربين، مما يجعل اللاعب يعيش في أجواء المباريات دائما، كما أن غالبية اللاعبين أثناء تعرضهم للإصابة يتنقلون إلى ميادين الكرة إما لمتابعة تدريبات فريقهم، أو المباريات الودية والرسمية، بينما في حالة الجزائر مازال النشاط مشلولا والمباريات غائبة، وإذا كان الدوري الجزائري سيكون ضعيفا بالتأكيد، فإن الأندية الجزائرية الأربعة المشاركة في رابطة أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية ليس لها أي أمل لتحقيق نتيجة إيجابية فما بالك تحقيق الألقاب.

وعكس الفرق المحترفة في أوروبا وفي شمال القارة الإفريقية التي لجأ الطاقم الفني فيها إلى إرسال برامج عمل لكل لاعب في حجره الصحي أو في حديقة منزله من أجل المحافظة على لياقته البدنية، كما تمّ تزويد اللاعبين بأجهزة لتقوية العضلات والمحافظة على الصحة، فإن الطواقم الفنية عندنا قطعت علاقاتها الرياضية نهائيا مع اللاعبين، ما أدى إلى حدوث شرخ كبير من كل النواحي.

هناك العديد من الأندية تبدو ظاهريا بأنها على أهبة الاستعداد معنويا وإداريا من أجل الانطلاق بقوة في الوقت المناسب، ومنها اتحاد العاصمة وشباب بلوزداد وشبيبة القبائل ومولودية العاصمة وشباب قسنطينة ووفاق سطيف، فهي تدعم تشكيلاتها وتنظم إدارتها وتتحدث جميعا عن مشاريع كروية طموحة للمستقبل، ولكن خبراء الكرة يؤكدون دائما بأن لاعب الكرة لا يمكن أن يتقدم ويتطور إلا بالمنافسة الرسمية، بدليل أن أندية غنية جدا في العالم كانت تشتري اللاعبين في الولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان والخليج العربي بقيت من دون نتائج كبيرة، لأنها اعتمدت على المال والإدارة القوية واختيار أحسن اللاعبين، ولكن ضعف المنافسة في هذه البلدان جعلها تستقر في مكانها، عكس البلدان التي تعتمد على المنافسة ورفع مستواها أولا.

الصعب في المعادلة أن العودة في حال تحققها في العشرين من نوفمبر القادم أي في نهاية السنة الحالية، ستكون أيضا مبتورة من الجمهور الذي هو وحده ملح المنافسة الكروية في الجزائر، مما يعني أن اللاعبين لن يدخلوا في المنافسة القوية إلا بعد بضعة أشهر أخرى، أي أن الدوري الجزائري سيبقى مؤجلا إلى مواعيد أخرى، وسيكون المتضرر الأول هو اللاعب الذي ابتعد عن المنافسة لمدة قاربت السنة وحتى عندما يعود إليها فسيكون ذلك في أجواء مغايرة.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!