-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المخزن… أنياب الشرّ خلف ابتسامة التودّد!

المخزن… أنياب الشرّ خلف ابتسامة التودّد!

في الذكرى 22 لاعتلائه العرش المغربي، عاد محمد السادس إلى خطاب التودد والنيّات الحسنة تجاه الجزائر، في محاولات مكشوفة لإحراجها أمام العرب، بإظهار استعداد بلاده لرأب الصدع القومي بين الجارتين الكبيرتين، بينما واقع الممارسات العدائية اليومية من المخزن يثبت العكس تمامًا، إذ لم تعد لغة الدبلوماسيّة تنطلي على الجزائريين، بعد خيبات كثيرة وطعنات متواصلة، بل إنهم ملزمون اليوم أكثر من أي وقت مضى بأخذ الحيطة والحذر من نظام متربّص، كلما كشّر عن أنياب الشرّ اختفى وراء ابتسامة مصطنعة.

عندما يزعم محمد السادس حرصه على “تطوير العلاقات الأخوية بين البلدين”، قائلا إنّ “الوضع الحالي لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، وغير مقبول من طرف العديد من الدول”، فهل يستوي كلامه المُناور مع واقع الحال، خاصّة إذا وضعنا الخطاب الجديد في سياق التحرك الدبلوماسي لسفيره في نيويورك، حيث كشف عن مجاهرة المخزن بتحدي الجزائر، عبر انخراطه بصفة علنيّة في حملة معادية ودعم صريح لما يتوهمه بأنه “حق تقرير المصير للشعب القبائلي”، حسب المذكرة التي وزعها ممثله على دول عدم الانحياز.

وعندما يصدّر الملك الكذب علنًا، بإدعائه “توطيد الأمن والاستقرار في الجوار المغاربي”، ثم يطمئن الجزائريين  بعد كل ما حصل أن “الشر والمشاكل لن تأتيهم أبدا من المغرب، كما لن یأتیهم منه أي خطر أو تهديد”، فهل ينسجم ذلك مع ارتمائه في أحضان الكيان الصهيوني للاستقواء على الأشقاء، وتحويل الإقليم المغاربي إلى مرتع للاستخبارات الإسرائيلية، بل جلبه للخبراء الأمنيين الصهاينة للعمل بالقاعدة العسكرية الواقعة بمنطقة جرادة الحدودية مع الجزائر؟

وهل يصدُق كلام الملك في ظل تفجّر فضيحة “بيغاسوس” للتجسّس على 6 آلاف شخصية جزائريّة، باستخدام برنامج طورته شركة “ان اس أي” الإسرائيلية، وهو ما أثبتته مؤخرا السلطات الفرنسية، وفق التحليلات الفنية لمعلومات قدمتها 17 مؤسسة إعلامية دولية؟

بل كيف يمكن أن نعزل رسائل محمد السادس إلى الجزائر وهي تأتي متزامنة مع عودة إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي بصفة عضو مراقب؟ ذلك أن المخزن يعتبر نفسه أكبر مستفيد من الإدماج الإفريقي لكيان العدوّ، حيث سيكون عرّابه في تعزيز مصالح المغرب على مستوى القارة السمراء.

وهل من المنطقي أن يتحدث محمد السادس عن الإرادة في مد جسور التعاون مع الجزائر، في وقت يبذل نظامُه كل ما في وسعه لإغراقها بالسموم، فقد سجلت وزارة الدفاع الجزائرية حجز أكثر من 880 قنطار من القنب الهندي المغربي سنة 2020، وربما لا تمثل هذه الحصيلة إلا جزءا يسيرا من تلك الكميات المهرّبة نحو الداخل؟

كيف يُبدي محمد السادس الرغبة في التصالح مع الجزائر، في حين يشكل المغرب مصدرا لـ97 بالمئة من الهجمات السيبرانية، التي تستهدف مواقعها الحكومية، وأخرى تابعة لمؤسساتها الاقتصادية والحيوية الإستراتيجية ومؤسساتها الإعلامية، من أجل ضرب الاستقرار الوطني؟ بل ولتطوير المنظومة العدوانية العملياتيّة ضدّ الجزائر، وقعت حكومة المخزن مؤخرا اتفاقية في مجال الحرب الإلكترونية “سايبر” مع إسرائيل موجهة ضد بلادنا تحديدا.

لكنّ ملك المغرب يتجاوز كل تلك الحقائق الدامغة، مُبديًا أسفه لما وصفه بـ”التوترات الإعلامية والدبلوماسية، التي تعرفها العلاقات مع الجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين، وتترك انطباعًا سلبيّا، لاسيما في المحافل الدولية”، من دون أي إقرار بالمسؤولية عن ذلك، كأن الفاعل مجهول أو طرف آخر، وهو دليل إضافي عن النيّة غير الصادقة، في خطوة مدحورة لاستدراج الجزائر وإغفالها عن مخططات الاستهداف الفعليّة أو على الأقلّ إحراجها عربيّا، بإظهارها رافضة للمصالحة الثنائية في حال فشل الحيلة المخزنيّة.

إذا كان النظام المغربي يعتقد أنّ ابتزاز الجزائر بإشهار ورقة الانفصال الواهن أو الاستعانة بإسرائيل سيجعلها ترضخ في هذا التوقيت لمساوماته، بالجلوس إلى الحوار والقبول بالأمر الواقع، أو التخلّي عن مبدئها الثابت في الدفاع عن القضية الصحراوية، فهو مخطئ في حساباته، وبذلك يصبح الخطاب الملكي التودّدي فاقدا للقيمة الأخلاقية والسياسيّة، ولا يمكن اعتباره أصلا بمثابة عرض صادق للمصالحة بين البلدين.

لقد كان الرئيس عبد المجيد تبون محقّا تمامًا عندما أكد، في مقابلته مع مجلة “لوبوان” الفرنسية، أنّ “الحدود البرية مع المغرب ستبقى مغلقة، ولا يمكن فتحها مع جار يعتدي علينا يومياً”.

وإذا كان المغرب يريد العمل سويّا على أساس الثقة والحوار وحسن الجوار، كما ورد في خطاب محمد السادس، فإنّ شروط الجزائر في تقديرنا الخاصّ معلومة، وهي الوقف الفوري للحرب الإعلامية والسيبرانية والدبلوماسية ضدّها، والتزام السلطات المغربية بوقف تدفق المخدرات، واحترامَ موقف الجزائر تجاه الصحراء الغربية، وإنهاء الاستقواء بالكيان الإسرائيلي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • بلال مرمي

    إذا كانت إسرائيل البعيدة جدا أقنعت الدول العربية بالسلام والتعاون الاقتصادي على الرغم من عدوانها على فلسطين . لماذا فشلت الجزائر في إقناع المغرب في بالسلام والتعاون الاقتصادي على الرغم من توفر كل الشروط الجغرافية والدينية واللغوية و المصير المشترك.

  • ارض-ارض-

    الخطاب هدفه الحد من سرعة لعمامرة----المخزن خسر كل الدول نتيجة ديبلوماسية القصر المتهورة ---الحدود لم تفتح حتى قبل التطبيع--انتهى الوقت بدل الضائع----انفتح الحدود لاسرائيل والمخدرات---يبدو انه تخبط واضح

  • ابراهيم

    تحليل مغرق في السطحية ومجانب للصواب...السياسة تعالج بالعقل والمنطق واللعب بالأوراق المتاحة..اما تجييش المشاعر واستحضار الماضي لاسقاطه على المستقبل فهي لعبة لا فائدة ترجى منها...المغرب والجزائر تعاونا وتصارعا لأنهما متكافآن في القوة..ليس أي منهما ملاك ولا شيطان...لايمكن لأحدهما القضاء على الاخر لا الآن ولا غدا...لذا فالتفاوض والتعاون الذكي أفضل من العداء الغبي..

  • إبن الجزائر

    النفاق و الطعن في الظهر و العلن من شيمهم منذ الأزل و لو وضع يده على المصحف و أقسم بالله و خاصة بعد أن جلب الصهاينة إلى شمال إفريقيا أو ما يسمى بالمغرب العربي حذاري ثم حذاري لا لفتح الحدود إلى أبد الآبدين و تبقى الجزائر شامخة شموخ الجبال برجالها و نسائها إلى أبد الآبدين و لو تحالف حتى مع الشيطان

  • علي عبد الله الجزائري

    اما ان ملك المغرب يشرب مخدرات او انه لا يعلم بما يجري وتم عزله من الحكم حتى العياشة وعبيده صدموا بمحتوى الخطاب ولازالوا ينقطوا بالسلب على كل تعليقات تكشف خبث نظامهم المتصهين على كل حال هذا الخطاب لا يختلف عما جرى قبل عامين في صفعة القرن بعد زيارة كوشنر زوج ابنة ترامب المغرب دخل التطبيع وبعد زيارة كاتب الدولة الامريكي خرج المغرب بثوب جديد ولو نقارن فقط بينما محتوى الخطاب وبين ما قامت به حكومة المغرب ووزير خارجيتها قبل اسابيع وشهور مضت يظهر ان هذا البلد محكوم من عدة جهات ولا يمتلك سيادة ولا مبادئ تحفظ وترسخ علاقاته مع الخارج مرة الجزائر عدو ومرة الجزائر توأم مع المغرب انها المخدرات بعينها

  • نورالدين الجزائري

    فريقهم الكروي يدعى باسود الأطلس والأسد اذا رأيت انيابه فلا تعتقد انه يبتسم فهذا حال هذا المعتوه حين أظهر ابتسامته فهو يضمر الشر لنا احذروا خيانة المروك

  • خولة

    لاثقة في الشيطان. يجب المزيد من تحصين الحدود.

  • الحسين

    إن هذا الكاتب وامثاله هم من يستفيدون من الوضع المتازم مع المغرب، فلما لا يدعو الى الحوار والتصالح عوض البحث عن مبررات غير رسمية لجعل الوضع على ما هو عليه. اذا كانت هناك عراقيل فيجب ان توضع على طاولة المفاوضات وتناقش و نطلب الضمانات اللازمة لاحترام تطبيقها. ويمكن أن نطلب دولة أو مجموعة دول لرعاية التزام كل طرف ثم الخروج من هذه الوضعية والدخول في تحالف جديد أساسه رابح رابح.

  • بوريطة

    ما هو ردكم الرسمي هذا هو المهم اما التحليلات الصحفية فهي تعبر عن رأي اصحابها قد تكون مخطئة او صائبة.

  • جزائري

    لا تهمنا الأقوال و الكلام المعسول فلم تعد تحرك فينا إلا الاشمئزاز. الأفعال المثبتة تدل على نية الشر و التمادي فيه. أفعالهم و فلتات ألسنتهم تؤكد أنهم يعتبرون الجزائر "عدوا" يجب تدميره. و لكن هيهات لهم و لأوليائهم ذلك فهنا شعب مستعد للفناء عن بكرة أبيه دفاعا عن كل حبة رمل في هذا الوطن المفدى. أما إذا أراد أن يفتح صفحة جديدة فطريق التوبة طويل لا يبدأ من الحدود بل ينتهي إليها غير ذلك فهي مناورة أخرى يجب الحذر منها.

  • نورالدين الجزائري

    أوافق الاستاذ الراي في ما ذهب اليه وما عدده من زلات و خيانات واعتداءات المروك احب ان أضيف فقط على الجزائر اولا الا تعطي قيمة لما تفوه به ملك المروك وثانيا ان تجيبه للمرة الأخيرة بقطع العلاقات نهائيا مع هذا العدو التقليدي الذي يضر اكثر من اي عدو اخر