-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حاول توريط الاتحاد الإفريقي في مسألة سيادية

المخزن يخسر سياسيا ورياضيا في قضية “الشان”

محمد مسلم
  • 3127
  • 0
المخزن يخسر سياسيا ورياضيا في قضية “الشان”
أرشيف

تكبّد نظام المخزن المغربي خسارة مزدوجة، سياسية ورياضية، بعد فشله في محاولة فرض منطقه على الجزائر والاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بكسر الحظر المفروض على طيرانه المدني والعسكري، المسلط عليه من قبل السلطات الجزائرية، عقابا له على مواقفه العدائية تجاه جارته، كما قال بيان الخارجية الجزائرية، يوم إعلان قطع العلاقات الثنائية.

وعلى مدار نحو عشرين يوما، لم تتوقف الآلة الدعائية للنظام المغربي عن استفزاز الجزائر، عبر محاولة دفعها إلى التراجع عن قرارها السيادي الذي يحظر مرور الطائرات المدنية والعسكرية المغربية عبر الأجواء الجزائرية، قبل أن ينتهي هذا الاستفزاز بنكسة دبلوماسية ورياضية، شهد عليها كل من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني أنفانتينو، ورئيس الاتحاد الإفريقي، باتريس موتسيبي، ومن ورائهما العالم برمته.

في البداية، اعتقد “المنظر الرياضي” لنظام المخزن ورئيس جامعته لكرة القدم، فوزي لقجع، من خلال وضع الجزائر بين خيار السماح لفريق بلاده الانتقال إلى الجزائر عبر طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية في خط مباشر، أو مقاطعة كأس إفريقيا للمحليين، أن البلد المنظم سيخضع للابتزاز ويتنازل عن قراره السيادي، غير أن حساباته كانت خاطئة.

الطرف الجزائري كان صارما في قراره وترك النظام المغربي يتعذب إلى آخر لحظة، واضعا إياه تحت الضغط ما جعله مرتبكا غير قادر على التصرف بطريقة متزنة، إلى درجة أنه حاول استعطاف رئيسي “الفيفا” و”الكاف”، من خلال إحضار لاعبي الفريق المغربي إلى مطار سلا بالقرب من الرباط، بالتزامن مع وصول طائرة إنفانتينو وموتسيبي، تحسبا لإجراء قرعة كأس العالم للأندية لكرة القدم.

المشهد كان مؤسفا لعناصر الفريق المغربي وهم ينتظرون موعدا يدركون أنه لن يأتي، لأن من أحضرهم إلى هناك، لم يكن هدفه نقلهم إلى الجزائر للمشاركة في “الشان”، وإنما لتصوير مشهد لسيناريو بائس حتى وهو يدرك أنه خاسر مسبقا، على أمل استعطاف قادة الهيئة الكروية الإفريقية، لتفادي عقوبات منتظرة جراء الانسحاب من المنافسة في آخر لحظة.

تصريحات رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم من مطار الرباط، كانت واضحة وصريحة ولا تقبل أي تأويل، مفادها أن الاتحاد لا يناقش القرارات السيادية للدول، في حين أن النظام المغربي لم يتورع عن إقحام السياسة في الرياضة، والأكثر من ذلك، حاول توريط الهيئة الكروية الإفريقية في خلاف سياسي بامتياز.

ولم يكن من هدف للنظام المغربي من خلال اختلاقه حادثة مشاركة فريقه في “الشان” الجزائري، سوى محاولة لفت أنظار الرأي العام الدولي إلى قرار حظر مرور الطيران المدني والعسكري المغربي فوق الأجواء الجزائرية، وهو القرار الذي يبدو أنه سبّب ألما مبرحا لنظام المخزن، فيما لا تلوح في الأفق أي مؤشرات عن قرب رفع هذا الحظر، ما يعني أضرارا فادحة للخطوط الملكية المغربية إلى أجل غير مسمى.

وبعد كل الضجيج والصراخ الذي قام به النظام المغربي على أمل التأثير على تنظيم فعاليات الكأس القارية للمحليين، وهو يدرك جيدا عقلية الجزائريين غير القابلة للترويض، ها هي البطولة الإفريقية قطعت أشواطا في ظل أجواء تنظيمية رائعة بشهادة الزوار، فيما غاب الفريق المغربي بقرار من السلطات السياسية لبلاده، دون أن يؤثر ذلك على الحدث القاري.

وبهذا يمكن القول إن النظام المغربي أخفق على أكثر من صعيد في محاولة فرض منطقه على الجزائر والاتحاد الإفريقي، لقد خسر سياسيا بفشله في تسويق مناوراته لأنها كانت مفضوحة منذ البداية، كما خسر رياضيا، لأنه حرم فريقه من الدفاع عن لقبه في دولة جارة يتقاسم معها جميع الظروف المناسبة للفرق الشمال إفريقية، وفوق كل ذلك، فقد الكثير من حظوظه في احتضان كأس إفريقيا 2025، بمحاولة توريط الاتحاد الإفريقي في قضية سياسية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!