-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إهانات واستفزازات باريس للرباط متواصلة

المغرب تفشل في تطبيع علاقاتها مع فرنسا على حساب الجزائر

محمد مسلم
  • 4619
  • 0
المغرب تفشل في تطبيع علاقاتها مع فرنسا على حساب الجزائر

يخفي التوتر المتصاعد في العلاقات بين النظام المغربي وفرنسا، فشلا من قبل الرباط في إقامة علاقات مع باريس، على حساب المصالح الجزائرية، وهو الرهان الذي بدأته المملكة العلوية منذ ما يناهز السنة، محاولة ليّ ذراع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مدعومة بضغوط لوبي اليمين واليمين المتطرف ومعهم اللوبي الصهيوني ممثلا في المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا “الكريف”.

وتحضر الجزائر بقوة في الأزمة الدبلوماسية بين الرباط وباريس، على لسان المسؤولين في النظام المغربي وكذا النخب السياسية الموالية له واللوبيات الفرنسية المدافعة عنه، ويشار هنا على وجه الخصوص إلى الكاتب الفرانكو مغربي، الطاهر بن جلون، الذي اعتاد على “تحذير” ماكرون من بناء علاقات قوية مع الجزائر على حساب النظام المغربي، في المنابر الإعلامية اليمينية الفرنسية، وزعيم حزب “الجمهوريون” اليميني، إيريك سيوتي، وأعضاء في مجلس الشيوخ ونواب فرنسيون، وآخرهم برونو روتايو، وآخرون من حزب لوبان وحزب الاسترداد بزعامة، إيريك زمور، النسخة اليمينة الأكثر تطرفا.

وخلال زيارة قادته إلى المملكة المغربية في شهر ماي المنصرم، حذر إيريك سيوتي، الرئيس الفرنسي من تقوية علاقات باريس مع الجزائر على حساب المغرب، ودعاه إلى الاعتراف بالسيادة المزعومة للنظام المغربي على الأراضي الصحراوية المحتلة، سعيا منه إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، غير أن ماكرون لم يول اعتبارا لهذا التصريح وواصل تجاهله للوبيات الفرنسية الداعية لتجاوز التوتر الحاصل بين الطرفين، والذي يرجع برأي نخب سياسية فرنسية ومغربية، إلى تجرؤ المخابرات المغربية على  التجسس على هاتف ماكرون، عبر البرمجية الصهيونية، بيغاسوس.

كما هاجم مثقف البلاط في المملكة العلوية، الفرانكوفيلي الطاهر بنجلون، ماكرون بسبب الجزائر عبر مجلة “لوبوان” ودعا إلى دعم موقف المغرب في قضية الصحراء الغربية، محذرا في الوقت ذاته من استمرار السلطات الجزائرية في توظيف ملف الذاكرة لإضعاف موقف باريس، وقال: “اعترفت عدة دول بمغربية الصحراء، أو على الأقل ذكّرت بأن خطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب تعتبر جادة ومقبولة، وفرنسا، حتى لا تسيء إلى الجزائر، تتمسك بموقف لم يتغير منذ فترة طويلة. إذا كان إيمانويل ماكرون يريد إصلاح تداعيات الأزمة الفرنسية المغربية الكبرى، فهو يعرف ما يجب فعله”.

غير أن الرئيس الفرنسي يبدو أنه غير آبه بتلك الضغوط، مفضلا إقامة علاقات قوية مع الجزائر، رغم التحديات، على حساب حليف بلاده التقليدي في المنطقة المغاربية، ويواصل ممارساته المهينة للنظام المغربي، فردّا على رفض الرباط استقبال المساعدات الفرنسية بعد الزلزال، وجه ماكرون كلمة مباشرة للشعب المغربي من دون مراعاة انزعاج القصر، وكأنه لا يزال يعتبر المملكة العلوية مجرد محمية فرنسية كما كانت في السابق.

وتواصل إمعان فرنسا في إهانة النظام المغربي رغم الحملة التي شنها الإعلام المقرب من القصر بعد خطاب ماكرون الموجه للشعب المغربي بعد الزلزال، فبعد أيام قلائل من ذلك، خرجت وزير الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، بتصريح مفاده اقتراب موعد زيارة ماكرون إلى المملكة المغربية، وهذا من دون تشاور مع الرباط، الأمر الذي دفع النظام العلوي إلى الرد عبر وكالة أنباء المغربي العربي الرسمية (ماب)، نقلا عن مصدر رسمي مغربي، قوله إن “زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمملكة ليست مدرجة في جدول الأعمال وغير مبرمجة”.

وإن كانت الاستفزازات التي طالت الجزائر من قبل فرنسا تبقى غير رسمية وغير معلنة، كما في حالة تهريب المطلوبة قضائيا أميرة بوراوي، أو في التأثير على زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى فرنسا بغرض إفشالها، إلا أن الإهانات التي طالت النظام المغربي مؤخرا، رسمية ومصدرها معروف، وهي مؤسسات سيادية، إمّا الرئاسة، كما في حالة الفيديو الذي خاطب فيه ماكرون الشعب المغربي مباشرة وكأنه تحت حمايته، أو في حالة الإعلان عن زيارة ماكرون من جانب واحد، وكان مصدرها وزيرة الخارجية كاثرين كولونا، وهذا يؤشر على أن السلطات الفرنسية الحالية غير مستعدة تماما لتطبيع علاقاتها مع الرباط على حساب الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!