-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الجزائر - السينغال سهرة الثلاثاء على الساعة الثامنة بداكار

المنتخب الوطني لاستعادة الثقة.. والسينغال من أجل الثأر

ط. بوغراب / ح. سمير  / ب. ع
  • 813
  • 0
المنتخب الوطني لاستعادة الثقة.. والسينغال من أجل الثأر

يتجدد الموعد، سهرة الثلاثاء، مع المنتخب الوطني، بمناسبة المباراة الودية الكبيرة التي ستجمعه على أرض السينغال، بأبطال إفريقيا، منتخب “أسود التيرانغا”، في مواجهة يسعى من خلالها “محاربو الصحراء” لرفع التحدي، استعادة ثقتهم وتأكيد هيمنتهم على المواجهات الثنائية بين المنتخبين، فيما تحمل المباراة طابعا ثأريا بالنسبة لتشكيلة المدرب أليو سيسي للهزيمتين اللتين مني بهما خلال “كان” 2019 بمصر.

وتعتبر مواجهة الثلاثاء أول اختبار حقيقي للمنتخب الوطني منذ مباراة الكاميرون البائسة، على اعتبار أنها ستكون أمام أقوى منتخب في إفريقيا، وهو محفز لوحده بالنسبة لرفقاء القائد رياض محرز لإخراج كل ما في جعبتهم وتسجيل نتيجة إيجابية تنسي الجمهور الجزائري الوجه الشاحب الذي ظهر به المنتخب الوطني في مباراة الخميس الماضي أمام منتخب تنزانيا.

إلى ذلك، ستكون مباراة الثلاثاء سجال تاكتيكي ثالث يجمع مع المدربين الصديقين، جمال بلماضي وأليو سيسي، اللذان تمكنا في الفترة الأخيرة من التربع على عرش الكرة الإفريقية، بتتويج الجزائري بالتاج القاري على الأراضي الفرعونية سنة 2019، ليخلفه المدرب السينغالي في “كان” الكاميرون ويتوج بطلا لإفريقيا.

من جهة أخرى، ستمكن هذه المواجهة الودية، الناخب الوطني جمال بلماضي من ترسيم معالم التشكيلة الأساسية التي سيعتمد عليها تحسبا للمرحلة القادمة التي ستبدأ بتصفيات كأس العالم 2026 وتليها نهائيات كأس أمم أفريقيا مطلع العام المقبل بكوت ديفوار.

في نفس السياق، ومقارنة بلقاء تنزانيا الذي شهد تغييرات كبيرة على التشكيلة بمشاركة عدد من الأسماء الشابة، ينتظر أن تكون الأمور مغايرة تماما، مساء اليوم، من خلال الاعتماد على العناصر الأساسية وضبط التشكيلة المثالية للمنتخب الوطني.

في ذات الصدد، سيجدد المدرب الوطني الثقة للمباراة الثانية تواليا على حارس نادي “كون” الفرنسي، أنتوني ماندريا، الذي كان أداءه مقنعا إلى حد ما في مباراة تنزانيا الأخيرة، لكن على العكس من ذلك، سيعرف خط الدفاع بعض التغييرات بعودة الأسماء الأساسية، على غرار يوسف عطال في الجهة اليمنى، في وقت يمتلك الناخب الوطني عديد الخيارات على مستوى الجهة اليسرى وفي محور الدفاع، حيث بإمكانه الاعتماد على الثنائي عيسى ماندي وبن سبعيني في وسط الدفاع وإقحام أيت نوري في الجهة اليسرى، أو الاختيار ما بين توغاي وأحمد توبة للعب بجانب ماندي في وسط الدفاع بدلا من بن سبعيني الذي قد يفضله في منصبه الأصلي كظهير أيسر. إلى ذلك قد يقرر بلماضي اللعب بخمسة مدافعين بالنظر لقوة هجوم المنافس.

في ذات السياق، سيعرف خط الوسط نفس التغييرات أيضا، لاسيما بعودة سفيان فيغولي الذي سيستعيد مكانته ضمن التشكيلة الأساسية، وهذا إلى جانب الثنائي حيماد عبدلي ورامز زروقي، وهذا في ظل غياب الثلاثي حسام عوار واسماعيل بن ناصر ونبيل بن طالب.

أما في الهجوم، فتبدو الأمور واضحة بالنسبة للقائد رياض محرز على الجهة اليمنى، بعدما كان شارك بديلاً أمام تنزانيا، أما في الجهة اليسرى فسيفاضل المدرب الوطني ما بين سعيد بن رحمة وفارس شعيبي، رغم أن الأفضلية تميل للأخير، في وقت ترتبط الأمور بمدى جاهزية بغداد بونجاح للمشاركة أساسيا في هذه المباراة وهو ما قد يمنح الفرصة لأمين عمورة للدخول أساسيا.

وصرح المدرب الوطني جمال بلماضي، أمس، قبيل تنقل وفد المنتخب الوطني إلى داكار، بأنه فضل مواجهة السينغال في بلاده لرفع مستوى اللاعبين الشبان، والتأقلم مع التنقلات إلى أدغال إفريقيا، كما أكد أنه يسعى لمواجهة أقوى منتخبات القارة على أرضها وأمام جماهيرها.

هذا، وكان المنتخب الوطني طار صبيحة أمس إلى داكار مباشرة من مطار محمد بوضياف بقسنطينة، بتعداد مكتمل، بعدما كان أنهى مساء الأحد آخر تحضيراته للمباراة، بإجراء آخر حصة تدريبية له، وضع خلالها المدرب الوطني اللمسات الأخيرة على النهج التاكتيكي الذي سيعتمد عليه للإطاحة برفقاء ساديو ماني في عقر دارهم.

المباراة ستلعب بشبابيك مغلقة

سيشهد لقاء المنتخب الوطني الجزائري ونظيره السينغالي، حضور جمهور قياسي لمشاهدة اللقاء بعدما بيعت كل التذاكر التي طرحتها الاتحادية السينغالية لكرة القدم، ونفذت في ظرف قياسي.

وكشف تقارير صحفية سينغالية، أنه تم طرح 50 ألف تذكرة، بيعت في ظرف قصير جدا، وهو ما يفسر أهمية اللقاء لدى الجمهور السينغالي وتعطشه لمشاهدة لقاء سيجمع نجوم القارة السمراء على غرار ساديو ماني ورياض محرز، حيث اعتبر الكثيرون اللقاء بمثابة نهائي مصغر بين آخر زعيمين للقارة السمراء.

أليو سيسي يحرم من قطعتين أساسيتين

سيكون المنتخب السينغالي محروما اليوم من خدمات أبرز لاعبيه بسبب الإصابة، ويتعلق الأمر بوسط ميدان أولمبيك مرسيليا إسماعيلا سار، بالإضافة إلى قلب هجوم سالارنيتينا الإيطالي وهداف المنتخب بولاي ديا.

وذكر موقع “ويو سبور السينغالي” أن إصابة ديا وسار أخلطت حسابات المدرب أليو سيسي، الذي كان يريد مواجهة الخضر بكل نجومه، خاصة المهاجم ديا، الذي يعتبر قطعة أساسية في تشكيلة التيرانغا، وهو الذي كان يعول عليه لقيادة المنتخب رفقة مهاجم النصر السعودي ساديو ماني لزعزعة دفاعات الخضر.

يذكر أن أليو سيسي أكد أهمية اللقاء، ومعتبرها أكثر من ودية بالنظر لقيمة الفريقين، وكذا مدى أهميتها لقياس مدى جاهزية المنتخبين قبل أشهر قليلة عن انطلاق كان “كوت ديفوار”.

هذا هو السيناريو المحتمل لمواجهة السينغال – الجزائر

كل الظروف، مواتية، لأجل أن تكون مباراة الخضر أمام السينغال، عروس المباريات الودية الإفريقية، ليوم الثلاثاء، بالرغم من وجود العديد من المباريات القوية، مثل مواجهة تونس لمصر في القاهرة وجنوب إفريقيا التي تستقبل الكونغو الديموقراطية، ومالي التي تسافر إلى البلد منظم الكان القادم، كوت ديفوار، وتتمثل الظروف في كون المنتخبين لعبا نهائي الكان منذ أربع سنوات فقط، والمباراة ستجري في سهرة صيفية بملعب جديد وجميل في داكار، وكون السينغال اكتسحت في الفترة الأخيرة كل البطولات الإفريقية ووضعت نفسها الأقوى في القارة السمراء، كما أن المدربين سيسي وبلماضي تجمعهما صداقة قوية وهما من نفس الجيل، ناهيك عن كون المنتخبين التقيا كثيرا وكانت النتائج دواليك مرة للخضر وأخرى للأسود، وحتى نتائج المباريات بين المنتخبين لا تكون ثقيلة والفوز بها صعب لهذا المنتخب أو ذاك.

السيناريو الأقرب للحدوث، هو الحذر الذي سيجعل كل متابع للمباراة يتصوّر وكأنها مباراة رسمية ويمكن للحذر أن يأخذ قرابة ثلث عمر المباراة، ولن يخلص المواجهة من الحذر سوى هدف مبكر من أحد المنتخبين، وسيكون هدف كل مدرب الأول هو تفادي الهزيمة. فإذا كان بلماضي قد صار عرضة لسهام الانتقاد خاصة بعد الوجه الشاحب أمام تانزانيا، فإن مدرب السينغال أيضا صار عرضة للانتقاد في الفترة الأخيرة، وسيكون هدفه الأول قبل التفكير في الفوز هو تفادي الهزيمة التي قد تضعه في فوهة مدفع الانتقاد، لأن المدرب السينغالي يعلم صعوبة الدفاع عن لقبه، فمن النادر أن يستطيع منتخب إفريقي المحافظة على لقبه، وما قامت به مصر ما بين 2006 و2010 يبدو أشبه بالمعجزة غير قابلة بالتكرار.

يتميز المنتخبان الجزائري والسينغالي بقوة دفاعهما، فالمنتخب الجزائري حتى في عز معاناته في الخط الخلفي، إلا أنه لا يتلقى أهدافا، والجزائر التي شاركت في أربع مناسبات في كأس العالم، لم يسبق لها وأن تلقت ثلاثية سوى مرة واحدة أمام إسبانيا في سنة 1986، ومن المستبعد أن يتلقى ماندريا الحارس المحتمل أمام السينغال سهرة الثلاثاء، ثلاثية وحتى ثنائية وهو الحارس الذي لم يتلقى لحد الآن في الدوري الفرنسي للدرجة الثانية، سوى ثنائية في خمس مباريات، كما أن حارس منتخب السينغال، ودفاعه القوي بقيادة كوليبالي، من النادر أن يتلقى ثنائية من الأهداف فما بالك، بأكثر من ذلك من الأهداف.

الطبق السينغالي الجزائري، يستحق المتابعة والمباراتان اللتان لعبتا بين المنتخبين في دورة 2019 في مصر، جلبتا المتابعة القياسية وكانتا في منتهى الجمال، ولكنهما انتهتا بهدف واحد فقط، وكل الاحتمالات تصب في كون مباراة اليوم أيضا ستكون تكتيكية بالدرجة الأولى، مع منح حرية الإبداع والمغامرة في الخط الأمامي للمهاجمين العالميين، من أجل التسجيل، لأن الفوز سيكون لهذا المنتخب أو ذاك، نتيجة حسنة جدا، وتفادي الهزيمة نتيجة غير سيئة، وهو شعار المواجهة بالنسبة لبلماضي وسيسي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!