-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الموسيقى الأندلسية الجزائرية

فاروق كداش
  • 1108
  • 0
الموسيقى الأندلسية الجزائرية

ظهر الغناء الأندلسي في الأندلس، في القرن العاشر الميلادي، على شكل موشحات. وهي تسمية مشتقة من وشاح المرأة، وصار هناك امتزاج بين الموسيقى الإسبانية والشعر العربي. وبعد الهجرة، وصل هذا الفن إليها، فصار أكثر من مدرسة. الشروق العربي، تلعب على أوتاركم الحساسة، وتأخذكم في جولة تاريخية عن الفن الأندلسي الجزائري الأصيل.

كانت مدرسة قرطبة، التي أسّسها زِرياب، بمثابة المدرسة الأم التي وضعت قواعد الموسيقي الأندلسية التي انتشرت في باقي المدن، كإشبيلية وبلنسية وغرناطة، وأخذت هذه المدارس في التميز في النوبات والأداء والأزجال، ليصير التفريق بينها أملا هينا سهلا حتى لغير المختصين.

وبطبيعة الحال، وبعد سقوط الأندلس وبداية الهجرة الأولى، وهي الفترة التي جاءت بعد سقوط المدن الإسلامية كقرطبة وإشبيلية وغيرها، والثانية بعد سقوط غرناطة، وصولاً إلى الهجرة النهائية، مباشرة بعد قرار الطرد الذي أصدره الملك فيليب الثالث، في بداية القرن السابع عشر، يقال إن مدينة تلمسان، قبل أن يلجها آلاف اللاجئين الغرناطيين، كانت قد استقبلت عشرات الآلاف من سكان قرطبة في القرن العاشر الميلادي، وتلتها هجرات أخرى، في القرن الثالث عشر، من إشبيلية باتجاه مدنٍ في شرق الجزائر، كانت آنذاك ضمن سلطة بني حفص، أبرزها بجاية وقسنطينة وعنابة.

بعد الهجرة الإبداع

بعد استقرار الأندلسيين في الجزائر، ظهرت مدارس موسيقية ثلاث، ذاع صيتها في كل أرجاء المنطقة، هي المدرسة الغرناطية في تلمسان، والمالوف في قسنطينة، وآخرها مدرسة الصنعة في العاصمة.

تلمسان غرناطة إفريقيا

كانت تلمسان أول مدينة جزائرية استقبلت الفن الأندلسي، وارتبط اسمها بغرناطة، وصار بينهما توأمة فنية تمخض عنها الفن الغرناطي، إلى درجة أن تلمسان سميت بغرناطة إفريقيا.

وتعتمد المدرسة الغرناطية على 12 مقاما، وكل مقام نوبة كاملة، تلخص المراحل الإيقاعية كلها، و4 نوبات ناقصة.

من الطرب الغرناطي تفرع طابع الحوزي، الذي اختصّ به سكان أحواز المدينة، أي أطراف تلْمسان، ولا تؤدى قصائده باللغة العربية الفصحى كباقي الموروث الغرناطي، وإنما باللهجة العامية. هذه المدرسة، ركز شعراؤها مع مرور الزمان، على الكتابة، عن جراح وخيبات الحياة، والتوبة إلى الخالق.

المالوف صوت قسنطينة

المالوف طابع أندلسي غني عن كل تعريف، تشتهر به مدينة قسنطينة، واسمه مشتق من كلمة مألوف.. وتعود أصول هذا الفن، وفق ما هو متداول وسط الباحثين والمؤرخين، إلى مدرسة إشبيلية. ويسمى المقام الموسيقي في المالوف بالنوبة، ويصل عددها في الأصل إلى 24 نوبة، نسبة إلى عدد ساعات اليوم، لكن، لم يصل منها إلى عصرنا سوى 12 نوبة فقط.

ويستعمل بهذا الفن الغيطة والعود والكمنجة والقانون والقرنيطة والناي.

يعتبر البعض قسنطينة رائدة في هذا النوع الموسيقي، بفنانيها وفرقها المعروفة، كما أن المالوف القسنطيني يتفرع بدوره في هذه المدينة إلى عدة طبوع، منها العيساوة، كذلك ما يعرف بالفقيرات والوصفان.

الصنعة.. موسيقى المحروسة

الصنعة هي مدرسة الموسيقى الأندلسية، في العاصمة وحواضر مثل البليدة والقليعة. من هذه المدن الثلاث انتشر فن الصنعة، ليشمل شرشال ومستغانم، فضلاً عن بجاية.

تشتهر الموسيقى الأندلسية باستخبارها الجميل، مثل جاركة والموال والمزموم ورمل ماية ورصد ماية والسيكا والساهلي وزيدان وغيرها.. أما الميازين، فمتعددة، على غرار ميزان قصيد وانصراف ومخلص وانقلاب والبروالي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!