بعد تسليط الضوء على عواقبه الوخيمة.. حملة لإسقاط المروّجين للقمار الإلكتروني

اتحدت أكبر الصفحات الجزائرية عبر شبكات التواصل الاجتماعي من أجل إسقاط المروجين للقمار الإلكتروني، بعد تناول موقع الشروق أونلاين لعواقب ألعاب المراهنات على الأفراد والمجتمعات العربية والمسلمة.
وأطلق نشطاء منذ عدة أشهر حملة تحت وسم “أبلوكي التفاهة”، وشعار “حنا طلعناهم وحنا نهبطوهم”، تستهدف المشاهير عبر منصات التواصل والمؤثرين المزيفين الذين يروجون للتفاهات ولا يحترمون قيم المجتمع ويفسدون أخلاق الشباب.
وبتسليط الضوء على شركات القمار الأجنبية التي تستهدف السوق الجزائرية عبر موقعنا، والتي حولت البيوت إلى كازينوهات تقود للإفلاس والانتحار، وجه القائمون على الحملة سهامهم نحو المشجعين على ولوج عالم المراهنات.
وخلال الساعات القليلة الماضية تم إطلاق هاشتاغ “ديزابوني القمارجي”، حيث كانت البداية مع المدعو سيد أحمد المشجع على استعمال المنصة الروسية “وان إكسبت” التي قادت الكثير من الشباب نحو حتفهم.
وبحسب ما طالعنا به القائمون على الحملة فقد تم تكبيد المروّج الأول للقمار الإلكتروني في الجزائر خسارة فادحة في عدد المتابعين له، واعدين بتصفيتهم واحدا واحدا كي لا يفسدوا على الشباب المسلم دينه.
جزائريون ينخدعون بوهم الثراء السريع!
وشاع في الآونة الأخيرة الحديث عن استفحال ظاهرة “القمار الإلكتروني” في المجتمعات العربية والمسلمة، ما جعل مختصين يدقون ناقوس الخطر ويحذّرون من العواقب الوخيمة لوجود نوع جديد من الكازينوهات داخل المنازل، قد يقود للإفلاس أو الانتحار.
وتشهد ألعاب المقامرة الإلكترونية التي حظرتها بعض الدول الغربية، تطورا كبيرا وانتشارا ملحوظا، حيث يقبل ملايين الأشخاص عبر العالم على “كازينوهات الإنترنت” وتجربة مجموعة واسعة من ألعاب البوكر، الروليت، بلاك جاك، بوكيس، وغيرها.
الخطر القادم ‼️
بعد منعه في روسيا واوربا
انتشر في مصر والدول العربيه بطريقه
بشعه!
القمار الالكتروني او المرهنات
1 xزفت
٥ مليون مصري بيلعبوها بمختلف الأعمار
في ٢٠٢٣ مليار و٢٠٠ مليون دولار نسبة مراهنات المصريين في القمار الالكترونى
شباب بينتحروا وبيخطفوا ويقتلوا علشان لعبة… pic.twitter.com/GVp31edTVL— المايسترو…✊🇪🇬🦅🇪🇬🦅🇪🇬🦅💪 (@bassemelmassry) November 29, 2024
ولأن الشباب الجزائري ليس مستثنى من الأمر نتيجة توفر التقنيات الحديثة وسهولة استخدامها مع الانفتاح على العالم وغياب الرقابة الجادة من الأهل، فقد سار الكثيرون وحتى المتقدمون في السن وراء وهم الثراء السريع واشتركوا في مواقع إلكترونية، وحمّلوا تطبيقات المراهنات الرياضية ليجدوا أنفسهم كالأسرى خائفين من المواصلة وغير قادرين على الانسحاب!
وحذّر نشطاء من الدخول في دوامة القمار الإلكتروني التي خربت بيوتا، شرّدت أناسا، وقادت البعض للانتحار بعد حصول الإفلاس وتبخّر حلم الثراء وتعويض الخسائر التي تقدّر بالملايين، كتطبيق 1xbet الذي يستهدف حسبهم السوق الجزائري بقوة.
وبغضّ النظر عن الربح أو الخسارة لفت البعض إلى حرمة المراهنات والدخول في تلك المواقع المشبوهة، لأن المسلم لا يبيع دينه ومبادئه مهما بلغ حجم الأرباح.
وتحدث الشيخ عبد المالك بن مبروك الجزائري، في وقت سابق عن شركة “وان إكسبت” الروسية الداعمة للمراهنات والقمار على نتائج المباريات لأشهر المنافسات الكروية، لافتا إلى أنها من الميسر ولا بد من الخروج منها وإنقاذ النفس.
ودعا لضرورة الاعتدال في طلب الرزق لأن تلك التوقعات رجم بالغيب، إضافة إلى ما فيها من غُرم وغُنم، والتي تندرج تحت غطاء القمار، لأن الشخص يدفع أموالا، إما يخسرها أو يسترد أضعافا مضاعفة، مشددا على حرمة ذلك باتفاق العلماء بالكتاب والسنة والإجماع.
وعلى الرغم من أن ألعاب القمار عبر الإنترنت ليست حديثة العهد، بل تعود إلى نحو 20 عاماً في بعض الدول العربية، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت إقبالا واسعا على مئات التطبيقات والمواقع، لا سيما تلك المعنيّة بالمراهنات الرياضية.
في مقابل ذلك ازدادت الحوادث والإشكالات المتعلقة بها، حيث تطالعنا الأخبار يوميا عن تورّط مراهقين وقصّر بمراهنات كبيرة، حوّلتهم إلى مجرمين، سارقين، مفلسين، كما قادت بعضهم إلى حتفه بعد تراكم الديون، الأمر الذي يراه مختصون مشابها للقمار التقليدي الذي يلعب في كازينوهات خاصة.
وبينما يبرر البعض دخولهم إلى عالم المراهنات الإلكترونية بالفضول لتجربة الحصول على الأموال بطرق سهلة، خاصة في ظل الأوضاع الإقتصادية الصعبة، يرى مختصون نفسانيون أن الإدمان على هذه الألعاب يشكل مهربا للكثيرين من الأزمات التي يعيشونها.
الأوقاف المصرية حذرت من القمار الإلكتروني
وفي شهر نوفمبر الماضي حذرت وزارة الأوقاف المصرية من القمار الإلكتروني واستفحاله في المجتمعات، وأخذه أشكالًا مستحدثة أكثر خطورة فى العالم الافتراضي.
وقالت الوزارة، إنه نظرًا للخطر الكبير الذي يمثله القمار بصفة عامة، وخاصة القمار الإلكتروني على الأفراد والمجتمعات، فإن الله عز وجل حرم القمار تحريمًا شديدًا واعتبره رجس من عمل الشيطان، كما جاء في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَـمْرُ وَالْـمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
وأضافت أنه على الرغم من معرفة الناس بأضرار القمار التقليدي وابتعادهم عنه، فإن القمار الإلكتروني بدأ يأخذ أشكالًا مستحدثة في العالم الافتراضي، مثل المراهنات الإلكترونية والألعاب التي تعتمد على المخاطرة، وهذا النوع من القمار لا يقل خطرًا في تأثيره السلبي المدمر على حياة الأفراد، إذ يقود إلى الإفلاس، والديون، وضغوط نفسية، قد تصل ببعضهم إلى الانتحار.
وأشارت إلى أن القمار الإلكتروني يشكل خطورة متزايدة في زمننا الحالي، حيث يتسلل إلى حياة الكثيرين بشكل خفي عبر الإنترنت والأجهزة الذكية، ويتخذ أشكالًا متنوعة تخدع الناس وتستدرجهم للوقوع في فخه، فبعض الألعاب الإلكترونية تصمم على أسس المراهنة والمخاطرة، ما يجعل اللاعبين يشعرون أنهم قد يحصلون على مكاسب سريعة بجهد قليل، وهو ما يدفع البعض إلى صرف مبالغ مالية كبيرة، ظنًّا منهم أن النجاح قريب، وهذا الإغراء يخفي وراءه خسائر فادحة، حيث ينتهي الأمر بالبعض غارقين في الديون، ومهددين بضياع ممتلكاتهم وأموالهم.
كما أن القمار الإلكتروني يستهوي فئة الشباب بشكل خاص، ويخدعهم بتزيين فكرة الثراء السريع والسهل، مما يؤدي إلى إفساد عقولهم وتعطيل حياتهم العملية والدراسية، ومن نماذج الألعاب والتطبيقات التي ينبغي الحذر منها لعبة الكونكير، ولعبة aviator ، وتطبيقات المراهنات الإلكترونية بوجه عام.